كيف تسبب بوجبا وروني وفيلايني" في غرق مورينيو
عناد مورينيو في الإبقاء على الثلاثي بوجبا وروني وفيلايني في تشكيلة الفريق، تسبب في تعرضه لانتساكة بالوقت الحالي، لماذا؟
تفاءل عشاق نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بالتعاقدات التي حدثت خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة سواء بالنسبة للطاقم التدريبي أو اللاعبين، غير أن المباريات الثلاثة الأخيرة للفريق، أثبتت أن الأمور لن تكون سهلة على الاطلاق حتى يعود النادي لسابق عصره مع أسطورة التدريب السير أليكس فيرجسون كأكبر المتراهنين على البطولات المحلية والقارية.
البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد فشل في ايجاد التشكيلة المناسبة التي تستطيع قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات، ومن ثم المنافسة على الألقاب، ليعيش النادي في مرحلة شك فيما يخص قدرته على مقارعة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى رأسهم الجار اللدود مانشستر سيتي، والذي فاز بكل مبارياته في مختلف المسابقات حتى الأن.
يبدو أن مورينيو سيكون مجبرا على اتخاذ قرارات صعبة فيما يخص التشكيلة الأساسية التي يفترض أن يلعب بها، بعدما أثبتت التجربة أن الثنائي بول بوجبا ومروان فيلايني العمود الفقري لوسط اليونايتد، ومعهما المخضرم واين روني أثبتوا فشلهم، وهو ما يظهر بوضوح في خسارة ظهر الأحد أمام مضيفه واتفورد بثلاثة أهداف مقابل هدف ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
والحقيقة تقول إن تركيبة "بوجبا – روني – فيلايني" أثبتت فشلها بداية من السقوط في موقعة "الديربي" أمام المان سيتي، وصولا إلى هزيمة واتفورد.
ستكون البداية مع الهدف الأول لواتفورد، والذي سجله لاعب الوسط الفرنسي ايتيان كابوي، الذي تقدم من وسط ملعب فريقه، دون وجود أي متابعة له من جانب روني، الذي يفترض أن يقوم بهذا الواجب، بالإضافة لتواجد كلا من بوجبا وفيلايني في وضعية دفاعية خاطئة خلقت مساحة فارغة كبيرة في قلب البناء الدفاعي لليونايتد كما تبين الصورة، أدى في النهاية لقيام كابوي بتسديد الكرة بأريحية في مرمى دافيد دي خيا.
الهدف الثاني لواتفورد الذي سجله الكولومبي خوان زونيجا، نسخة مكررة لهدف أصحاب الأرض الأول وهذا أيضا واضح في الصورة.
يجب على مورينيو أن يتخذ قرارات صعبة لمواجهة حالة الفوضى في وسط ملعب مانشستر يونايتد، أولها إيجاد توليفة ناجحة لمشكلة المحور الدفاعي في وسط الملعب، خاصة أنه لا بوجبا ولا روني أو حتى فيلايني لاعبي وسط مدافعين في الأساس.
أما بوجبا ورغم سيل الانتقادات لمجرد أنه جاء للشياطين الحمر بصفقة قياسية من يوفنتوس بلغت 105 مليون يورو، يبدو واضح أن توظيفه داخل المستطيل الأخضر غير صحيح، خاصة وأن سر تألق بوجبا مع يوفنتوس، كانت في أنه يلعب بحرية في وسط الملعب، ويعطي الفرصة للتقدم الهجومي اعتمادا على وجود كلاوديو ماركيزيو كمحور وسط دفاعي.
في ضوء ذلك يمكن لمورينيو مراجعة خياراته على دكة البدلاء لمواجهة الفوضى التي تضرب وسط ملعبه، والتفكير الجدي في الاستعانة بواحد من لاعبي الوسط المدافعين مثل مايكل كاريك أو مورجان شنايدرلين ومنح بوجبا حرية اللعب في وسط ملعب المنافس، وهنا ستكون التضحية بلاعب كبير بحجم واين روني، ولكن يبدو أن وجوده أصبح عبئا زائد، مع الاحترام لتاريخه، إذ أنه لا يقوم بواجباته كلاعب رأس حربة ثاني خلف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، ولا حتى يقوم بالزيادة العددية في وسط ملعب فريقه عند وجود هجمات من المنافسين.
صحيح أنه قرار صعب، بالنظر إلى تاريخ روني مع مانشستر يونايتد، لكن مورينيو، الذي يطلق على نفسه لقب "سبيشيال وان" يفترض ألا يواصل العناد، ويتعلم حتى من أشد أعدائه، وهنا نتحدث عن جوارديولا، الذي لم يهتم بالأسماء الكبيرة في السيتي، وقرر إعارة الحارس جو هارت والفرنسيان سمير نصر ومانجالا، فضلا عن استبعاد الإيفواري يايا توريه من حساباته النهائية للموسم، وذلك في سبيل تنفيذ خطته التي يرى أنها ستنجح مهمته.