السودان.. من هو موسى هلال زعيم "الجانجويد" المحتجز؟
موسى هلال تم إيداعه خلف القضبان لمرتين سابقتين ورفض التخلي عن سلاحه وتسليمة للحكومة.
أعلنت السودان، الإثنين، القبض علي موسى هلال، قائد مليشيا "الجانجويد" في دارفور الذي اتهمته الأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة المضطربة.
وتم اعتقال هلال، رئيس مجلس الصحوة، ونجله حبيب في منطقة مستريحة، مسقط رأسه، بعد اشتباكات وقعت، الأحد، بين مقاتلين موالين لهلال ووحدة التدخل السريع في مستريحة، ما أسفر عن 10 قتلى من الجنود السودانيين بينهم ضابط برتبة عميد.
ورفض هلال الذي قاتل المتمردين بجانب القوات الحكومية في سنوات النزاع في دارفور تسليم أسلحته للحكومة خلال الحملة الأخيرة التى شنتها لنزع سلاح المليشيا.
وكان قد تم إيداعه خلف القضبان لمرتين خلال الفترة التي سبقت التحالف مع الحكومة ضد التمرد بإقليم دارفور.
وعجزت فطنة هلال الطامح في الزعامة على الطريقة "الدارفورية" في استشعار الخطر الذي ظل يحدق به عقب معارضته خطة حكومية سودانية تهدف إلى جمع السلاح من المليشيا لعودة الاستقرار للبلاد وظل محتميا ببلدته مستريحة لأعوام.
وتم تكبيل قائد مليشيا الجانجويد بالأغلال في لحظة تنفست فيها الخرطوم الصعداء لخطورة هذا الرجل المسلح، ما خلف حزنا شديدا لدى أتباعه ومريده من أبناء قبليته.
وبرز نجم الزعيم القبلي المثير للجدل، مع نشوب الحرب في إقليم دارفور سنة 2003م بين الحكومة وحركات متمردة تنتمي إلى مجموعات ذات أصول إفريقية، ولاحقته الاتهامات بقيادة مليشيا "الجانجويد" المتهمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات حقوقية دولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور.
وعلى ضوء هذه التهم قرر مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على هلال و3 أشخاص آخرين تشمل قيود سفر وتجميد أموال، ضمن قرار بشأن دارفور صدر عام 2006م.
لكن الزعيم القبلي والحكومة السودانية ينفيان بشدة هذه التهم.
وعلى نحو مفاجئ غادر هلال الخرطوم إلى معقله ببادية مستريحة شمالي دارفور سنة 2015م بدعوى رغبته في إجراء مصالحات قبلية ورتق النسيج الاجتماعي بالإقليم بعد التعافي من الحرب، ولكنه دخل في خلافات حادة مع الوالي محمد يوسف كبر استدعت تدخل المركز وإقالة الأخير.
وعقب حرب كلامية واتهامات بين هلال وحميدتي لم تستمر طويلا، سقط الزعيم القبلي خلال معركة نفذتها قوات الأمن السوداني.
وهذه هي المرة الثالثة التي يدخل فيها موسى هلال سجون الدولة، وكان قد سبق اعتقاله لمرتين عام 2003 بتهمة قتل أفراد من القوات الحكومية وقت التحالف مع الخرطوم.
وقال الصحفي أحمد حمدان، المتخصص الشأن الدارفوري، إن الاعتقال أنهى ما وصفه بـ" أسطورة هلال بين عشيرته".
ورأى حمدان في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية أن جميع الحراك السياسي الذي قام به قائد مليشيا الجانجويد وبخاصة في الآونة الأخيرة كان بغرض الحفاظ على مصالح شخصية حققها خلال فترة الحرب".
وقال إن "هلال" لا ينبغي التعاطف معه في محنته الحالية لأنه قتل وشرد القبائل ذات الأصول الإفريقية عبر المليشيا، وظهر ذلك جليا مع خلال تعاطي المجتمع الدارفوري والقوى السياسية التي تعاملت اعتقاله بحيادية دون إبداء أي تضامن".
واندلع النزاع في دارفور في 2003 مع حمل متمردين من أقليات إثنية السلاح ضد سلطة الخرطوم التي تتولاها الأكثرية العربية، مؤكدين تعرضهم للتهميش.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاع في الإقليم أدى إلى مقتل 300 ألف شخص وفرار 2,5 مليون من منازلهم لا يزال معظمهم يعيشون في مخيمات.
وتراجعت وتيرة العنف في الآونة الأخيرة في دارفور رغم أن اشتباكات بين مختلف الفصائل القبلية لا تزال موجودة.
وأطلقت الحكومة السودانية في الآونة الأخيرة عملية لجمع الأسلحة من أيدي القبائل بما يشمل تلك التي تدعمها باعتبار أن النزاع في دارفور انتهى.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg
جزيرة ام اند امز