"ليلة هنا وسرور" بين خلطة الزعيم وعضلات ابنه
كشف حجم الإيرادات التي حققها فيلم "ليلة هنا وسرور" خلال أيام العيد عن المزاج الجماهيري السائد في هذه الفترة.. ما هو؟
كشف حجم إيرادات فيلم "ليلة هنا وسرور" خلال أيام العيد، حيث احتل المركز الثاني، عن المزاج الجماهيري السائد في هذه الفترة والذي يبحث عن الكوميديا الممزوجة بالحركة المتقنة والمبتكرة بصرف النظر عن طبيعة الموضوع الذي قد يكون مكررا أو حتى ساذجا على كل المستويات.
فحكاية النصاب والمجرم "سرور" الذي ينجح في الإيقاع بفتاة ذات حسب ونسب وجمال "هنا" بكل هذه السذاجة والبساطة واستمرارها في الحياة معه بعد اكتشاف أنه مجرم وليس ضابط مخابرات، ناهيك عن هزيمتهما المافيا والمهربين في جولات متتالية بمهارة وشجاعة تفوق شجاعة "رامبو" شخصيا بعيدا عن أي منطق كما في مشهد التصدي لسيارة مسرعة بقدمه على الأرض.
كل هذه الملاحظات يغفرها الجمهور ويتغاضى عنها في سياق الكوميديا المصنوعة ببساطة كتابة وإخراجا وأداء، بل ويصفق لها أحيانا كما كان الأمر عند جمهور الترسو منتصف القرن الماضي وهو ما يكشف بدوره عن شكل من أشكال التوحد مع نجمهم الجديد وابن زعيم الكوميديا "محمد عادل إمام" والذي استعان بذكاء كبير بنجوم الضحك من جيله لمساندته في المواقف مثل بيومي فؤاد ومحمد عبد الرحمن ومحمد سلام.
أحداث الفيلم الذي كتبه مصطفى صقر ومحمد عز الدين وأخرجه حسين المنباوي تدور حول النصاب المحترف رضا "محمد إمام"، الذي يعود من إيطاليا لسرقة تمثال أثري، وينتحل شخصية رجل أعمال يُدعى "سرور أبو الدهب"، ويتعرف على الفتاة هنا "ياسمين صبري" ويتزوج منها، ويوهمها بأنه يعمل لدى المخابرات المصرية، وأن الموساد يتعقبه لسرقة التمثال، في الوقت ذاته يتربص به زعيم العصابة الضو "فاروق الفيشاوي" ليسرق التمثال نفسه، كما تطارده المافيا الإيطالية، وفي كل مرة يحاول تفسير ما يتعرض له لزوجته باعتباره جزءا من عمل المخابرات على طريقة رأفت الهجان أو بعض أفلام نادية الجندي في السياق نفسه في سياق ساخر من هذه الأعمال.
كما يستخدم المخرج أجواء أفلام العصابات في أفلام مصرية وروسية وأمريكية وهندية وهو ما يظهر في أسلوب الأكشن الذي تدرب عليه محمد إمام وياسمين صبري على أيدي مصمم المعارك العالمي "كالوين ڤودينيشاروڤ" الذي سبق وصمم معارك لتوم كروز، براد بيت، سيلفستر ستالون، ڤاندام، بروس ويليس، شاروخان، بالإضافة لمشهد جمعه ببطل العالم في المصارعة الرومانية المصري كرم جابر، مثلما يستخدم كلاشيهات متكررة في السينما المصرية مثل أن يطلق على رئيس العصابة "الحاج" بينما يمسك بسبحته ومفردات المتدينين، أو تعلن "هنا" حبها لسرور في قمة معارك القتل أو تسأله عمن يطارده "مين ده"؟!
محمد إمام يذكرك طول الوقت بوالده زعيم الكوميديا عادل إمام سواء في الإفيهات الساخرة وطريقة تعليقه على الآخرين أو حتى التصدي لقوة غاشمة بمفرده مع فارق الجيلين.. فالابن ببنيته القوية وتدريباته القاسية التي يبرزها طول الوقت على مواقع التواصل مع مشهد استعراض عضلاته بالأفلام يجعل المشهد ينتهي لصالحه، ليصبح كوميديان وشجيع بالفعل، وهو ما ضاعف من شعبيته ليصبح معجبيه خليط من جمهور الكوميديا وجمهور الأكشن أيضا.
ياسمين صبري التي سبق وقدمت معه فيلمه السابق "جحيم في الهند" شكلت معه ثنائيا متناغما وجمعت بين جمال الإطلالة في شخصية بنت الناس المرفهة التي وقعت في هوي نصاب وبين خفة الظل حتى في مواقف الأكشن الذي شاركت فيه بشكل جيد، أما الفيشاوي ومحمد ثروت وعماد رشاد وأحمد صلاح السعدني ورحاب الجمل ومحمد سلام وبيومي فؤاد ومحمد عبد الرحمن وأحمد فهمي، فقد ساهما في التخديم على البطل الرئيسي بصورة مقنعة لا يشوبها الافتعال.
محمد عادل إمام يكرس بهذا الفيلم اسما وجمهورا ويحدد لنفسه منطقة خاصة تجمع بين الكوميديا والحركة وسط جيل من أبناء جيله يحاول أن يثبت أن الفن يمكن بمزيد من الاجتهاد والممارسة مع المساندة العائلية أن يحقق مقولة ابن الوز عوام.