فيلم «نابليون».. أخطاء تاريخية أفسدت متعة المشاهدة (خاص)
أثار فيلم "نابليون" للمخرج العالمي ريدلي سكوت جدلا واسعا في فرنسا والعديد من بلدان العالم، بسبب عدد من الأخطاء التاريخية.
واستوقفت تلك الأخطاء أنظار عدد من المؤرخين، وظهور نابليون هذا البطل الأسطوري في قالب الرجل الضعيف أمام الحب، الأمر الذي دفع فريقا كبيرا من الجمهور للتساؤل حول تركيبة نابليون النفسية.. وكيف كان الإمبراطور ورجل الحرب ضعيفا أمام المرأة التي أحبها.
كما نال الفيلم الذي يجسد خلاله الممثل الأمريكي خواكين فينيكس، في أحداثه شخصية نابليون، انتقادات كثيرة، كان أهمها وصفه بالممل من جانب أحد المراجعين السينمائيين، والذي سخر أيضا من رؤية الجنود الفرنسيين في الفيلم وهم يهتفون "تحيا فرنسا" بلهجة أمريكية.
فيلم "نابليون" من إخراج ريدلي سكوت ومن تأليف ديفيد سكاربا، ويشارك في بطولته بجانب خواكين فينيكس نخبة من النجوم العالميين مثل إدوارد فيلابونات، ويوسف كيركور، وماثيو نيدام، وطهار رحيم، ودافيد توشي، وآنا مون.
عرف الفيلم طريقه للعرض في السينمات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولم يتوقف الجدل المثار حوله حتى هذه اللحظة، ربما بسبب ارتفاع مؤشر الأخطاء التاريخية، وربما بسبب تصريح المخرج الذي دافع عن فيلمه قائلا: "أقدم فيلما دراميا، ولي الحق في إضافة أجزاء وتلاشي أخرى، ويمكن محاسبتي فقط في حالة تقديم فيلم وثائقي أو تسجيلي عن مسيرة نابليون".
وللوقوف على حجم الأخطاء التاريخية التي جاءت في هذا الفيلم المثير، حاورت "العين الإخبارية" عددا من المتخصصين..
في البداية تحدث الناقد الفني طارق الشناوي لـ "العين الإخبارية" عن الأخطاء التاريخية في فيلم (نابليون) قائلا:" شاهدت الفيلم بكل تأكيد، والذي عرض في مصر بالتزامن مع العرض العالمي، لم أندم على نحو ساعتين ونصف الساعة وأنا أشاهد هذه الملحمة التاريخية للمخرج الذي يقترب من التسعين من عمره ولا يزال يملك كل مفردات لياقته الإبداعية رغم أنني كنت أترقب ما هو أبعد وأبدع".
وتابع طارق الشناوي حديثه قائلا:" من أهم الأخطاء التاريخية التي جاءت في الفيلم معركة الأهرام، ومحاولة التأكيد على أن أنف أبو الهول سقطت بسبب المدافع الفرنسية، هذا الكلام لا يمت للواقع بصلة لأن أنف أبو الهول تأثرت بسبب عوامل التعرية.. ولكن تصريح المخرج أنه يقدم رؤية مصرية وليس عملا تاريخيا يمنحه الحق في كل شىء.. وفي الوقت نفسه يضع المشاهد في حيرة كبيرة".
ويلتقط الناقد خالد محمود خيط الحديث حول فيلم "نابليون" والأخطاء التاريخية إذ قال لـ"العين الإخبارية": "أعشق اعمال ريدلي سكوت، وأفضل دائما تقديم الشخصيات التاريخية بوجهات نظر متعددة لأن هذا الأمر مفيد للأجيال القادمة، الفيلم ممتع لأن المخرج قدم الجانب التاريخي والعاطفي للشخصية، في القصة تلمس ضعف نابليون أمام حبيبته وكيف أثر ذلك على العديد من قراراته المهمة".
وأضاف: "لم يركز ريدلي سكوت عن أحلام الغزو لنابليون وتناول جوانب إنسانية خفية، وفي فرنسا تعرض الفيلم لانتقادات كثيرة بسبب الأخطاء التاريخية، وقالوا إن الأبحاث والدراسات لا تتفق مع ما جاء في أحداث الفيلم".
واستكمل خالد محمود حديثه قائلا:" الفيلم مهم جدا، ولكن لا يجب أن نشاهده بمنطق الحارس التاريخي لأن المخرج لم يفكر في تقديم عمل وثائقي عن نابليون، توقفت عن مشاهدة الفيلم أمام الإشارة إلى قيام الإمبراطور الفرنسي بعمل حملات عسكرية في منطقة الأهرام، وعلى أثر ذلك تأثرت أنف أبو الهول، هذا الكلام خطأ ولا يمت للحقيقة بصلة".
ويعلق الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بمصر على الفيلم قائلا لـ"العين الإخبارية" : "لا توجد أدلة على أن الفرنسيين قد أطلقوا المدفعية على الأهرامات أو أن قوات نابليون أطلقت النار على أنف أبو الهول وكسرته".
وأوضح حواس في حديثه أن "نابليون" اكتشف حجر رشيد وعرف قيمة الأهرامات وحضارة مصر القديمة. ورجاله قدموا موسوعة وصفوا فيها كل الآثار التي مروا بها، لذا أتصور أن الفيلم يضم أخطاء تاريخية وكان يجب على المخرج التدقيق قبل عرض العمل.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuNjEg جزيرة ام اند امز