أفلام الحرب والحب.. قراءة في «تحت القصف» و«غرباء»
قبل سنوات وبعد اشتعال حرب ممتده بين حزب الله وإسرائيل، شهدت السينما المستقلة تجسيدًا إبداعيًا للحرب والدمار في لبنان.
قدمت السينما الإسرائيلية واللبنانية أفلامًا تتناول تأثيرات الحرب بطرق مختلفة، مع التركيز على الجوانب الإنسانية أكثر من السياسة.
في هذا السياق، نافس الفيلم الإسرائيلي "غرباء" والفيلم اللبناني "تحت القصف" مع 14 عملًا آخر على جائزة أفضل فيلم درامي عالمي، ضمن أكثر المهرجانات السينمائية الأمريكية استقلالية وتأثيرًا.
فيلم "تحت القصف"
فيلم "تحت القصف" للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي، يعتمد على القصة الإنسانية التي تتناول مأساة الحرب من خلال رحلة امرأة لبنانية تبحث عن ابنها وسط أنقاض الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية.
يبدأ الفيلم بعودة امرأة ثرية إلى لبنان بعد الحرب، حيث تستأجر سيارة أجرة تنقلها إلى جنوب البلاد، المنطقة الأكثر تضررًا من الحرب.
تتجول على الطرق المدمرة بصحبة السائق، وهما يشاهدان آثار الدمار والموت في كل مكان.
المرأة تعيش في حالة بين الأمل واليأس، حيث تبحث عن ابنها البالغ من العمر ست سنوات، الذي تفتقده وسط أنقاض المنازل المدمرة في قريتها.
تُبرز الرحلة مآسي الحرب التي خلفت وراءها بيوتًا مهجورة ومقابر مليئة بالضحايا.
يستعين الفيلم بالقصص الواقعية للشخصيات والأحداث التي عاشها اللبنانيون أثناء الحرب، معتمدًا بشكل كبير على الارتجال من قبل الممثلين، مما جعل الفيلم أكثر واقعية وتأثيرًا على المشاهدين.
تحت القصف ليس فيلمًا سياسيًا، وفقًا لما أكده عرقتنجي، بل هو فيلم إنساني يعكس معاناة البشر خلال الحروب، وهذا ما أثبتته الجائزة الإنسانية التي فاز بها الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي.
أراد عرقتنجي أن يقدم صورة إنسانية للحرب بعيدًا عن أي مواقف سياسية، مما جعل الفيلم يلمس مشاعر المشاهدين بصدق.
فيلم "غرباء"
أما فيلم "غرباء" من إخراج جاي ناتيف وإيريز تدمور، فيستعرض قصة حب غير تقليدية تجمع بين شاب إسرائيلي وامرأة فلسطينية على خلفية الحرب اللبنانية الإسرائيلية.
تدور أحداث الفيلم خلال بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا، عندما اندلعت الحرب بسبب اختطاف حزب الله لجنديين إسرائيليين. هذا الحدث غيّر مسار الفيلم ليضع الحرب كخلفية لقصة الحب، حيث عاد المخرجان إلى إسرائيل لمتابعة المستجدات، بعد أن اشتعل الصراع وتبادل الطرفان الهجمات العنيفة.
قصة الفيلم تدور في باريس، حيث يلتقي الشاب الإسرائيلي والمرأة الفلسطينية في بيتها، ويواجهان تحديات جمة بسبب العدائية التي يلقاها الشاب من أصدقائها الفلسطينيين.
يبرز الفيلم التناقض بين الحب والحرب، حيث يضطر البطل الإسرائيلي إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى إسرائيل للمشاركة في القتال أو البقاء في باريس لاستمرار علاقته المتوترة.
ناتيف أكد أن الفيلم يركز على الجانب الإنساني أكثر من السياسي، مشددًا على أن الجيل الجديد من صناع الأفلام يطمح إلى تجاوز الخلافات السياسية وإيجاد حلول سلمية للمشاكل، فجسد في "غرباء" التحديات العاطفية التي يواجهها الأشخاص في ظل الصراعات العنيفة، مقدمًا نظرة إنسانية للحب في زمن الحرب.