ثروات أفريقيا المفقودة.. الإرهاب شوكة في عنق موزمبيق
تعاني موزمبيق منذ سنوات من هجمات التنظيمات الإرهابية، التي بددت الثروات ودمرت عائدات حقول النفط في هذا البلد الأفريقي.
ولا تقتصر أضرار الهجمات على نهب مقدرات وثروات هذا البلد الأفريقي، بل أيضا تجعلها طاردة للاستثمارات التي تبحث عن الأمن والاستقرار في المقام الأول، قبل حساب العوائد.
الإرهاب يبدد الثروات
وقال موقع الأبحاث "ديلي مافريك" الذي يتخذ من جنوب أفريقيا مقرا لأعماله، إن مقاطعة كابو دلجاو بشمال موزمبيق تعد الأبرز في الوجود الإرهابي الحديث نسبيا بالبلاد، والذي ارتبط بظهور ثروات مثل الذهب والجرافيت.
وهو ما اتفقت معه المؤسسة الأمريكية للأبحاث راند، التي أشارت في ورقة بحثية إلى أن المقاطعة تعج بكنوز معدنية ثمينة خلقت سببا لتهافت الإرهابيين.
وأضافت المؤسسة أن أبرز الجماعات بالمنطقة تتبع تنظيم داعش الذي يحاول الاستفادة من اقتصادات المقاطعة.
وتسعى التنظيمات الإرهابية في موزمبيق، إلى السيطرة على صناعة تعدين الجواهر في المقاطعة الاستثمارية.
احتياطيات الغاز
يأتي ذلك في الوقت الذي يقدر فيه احتياطي الغاز في موزمبيق بنحو 5,000 مليار متر مكعب ستجعل من موزمبيق مصدّرا رئيسيا للغاز المسال.
وتتوقع مؤسسة الاستشارات وود ماكنزي، أن تصل إيرادات موزمبيق "مع بداية 2030 من الغاز الطبيعي المسال وحده إلى 3 مليارات دولار سنويا، ستضاعف بمفردها عائدات الدولة وفق حسابات صندوق النقد الدولي.
عودة صندوق النقد
وأبدى صندوق النقد الدولي، استعداده مجددا لبدء المفاوضات مع موزمبيق بشأن برنامج تمويل في يناير/كانون الثاني المقبل، بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على وقفه لاتفاقه السابق، عقب فضيحة ديون البلاد التي كان يقدر حجمها بملياري دولار.
وأفادت وكالة "بلومبرج" للأنباء ، بأن الموافقة على ما يسمى بالتسهيلات الائتمانية الموسعة – وهي التي من الممكن أن تأتي مع 317 مليون دولار من التمويل الميسر – ستكون علامة فارقة بالنسبة لصندوق النقد الدولي وموزمبيق.
وكانت العلاقات بين الطرفين قد توترت في عام 2016، عندما كان هناك لدى الحكومة ما يصل إلى 1.2 مليار دولار من القروض المضمونة من جانب الحكومة، والتي لم تكشف عنها لصندوق النقد بموجب شروط اتفاقهما.
الطاقة تجذب اهتمام المستثمرين
وأصبحت موزمبيق تستحوذ على الكثير من اهتمام المستثمرين، وذلك بفضل امتلاكها كميات كبيرة من احتياطيات النفط والغاز، وتدفق الاستثمار الأجنبي إليها لتعزيز قطاع الطاقة، وحسبما نشر موقع "أفريقا" لا تتوقف الفرص الاستثمارية في موزمبيق عند هذا الحد، بل إن هناك الكثير من الفرص الأخرى التي يُدر الاستثمار بها عوائد كبيرة.
تعد موزمبيق عاشر أكبر اقتصاد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبالنظر إلى عدد سكانها الذي يقل عن 25 مليون نسمة، فإن السوق الاستهلاكية المحلية صغيرة نسبيًا.
وباعتبار موزمبيق عضواً في مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية "سادك" فإن المستثمرين بها يمكنهم الوصول إلى منطقة جنوب أفريقيا.
وتتمتع موزمبيق بظروف مناخية جيدة توفر الفرصة لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، كما أن موقعها الجغرافي يفتح لها الأبواب للكثير من الأسواق في الشرق الأوسط وآسيا، وعلى الرغم من ذلك لا تزال الدولة تستورد أكثر مما تصدر في العديد من القطاعات الزراعية.
ويحتاج قطاع الطاقة إلى خدمات لوجستية، ولا يزال النقل والخدمات اللوجستية من أكبر التحديات التي تواجه موزمبيق.
وتقوم شركات الخدمات اللوجستية الصغيرة في موزمبيق بنقل كل شيء تقريبًا من الألمنيوم إلى الخضراوات، لكن هذه الشركات لا تمتلك رأس المال الكافي.
ويؤدي نقص الخدمات اللوجستية في موزمبيق إلى ارتفاع التكاليف التي يجب أن يدفعها المستهلكون بما في ذلك تكلفة تخزين السلع، لأن نقص خدمات النقل يؤدي إلى بقاء السلع في المخزن لعدة أيام.
ولأن تكاليف الخدمات اللوجستية تؤثر على الشركات بشكل كبير، فمن المتوقع أن يتجه المستثمرون إلى ضخ المزيد من الأموال لتنمية قطاع الخدمات اللوجستية في موزمبيق.
وتفتقر موزمبيق أيضاً إلى البنية التحتية الكافية، مما يعني فرصة استثمارية كبيرة أمام المستثمرين لضخ الأموال من أجل بناء المزيد من المباني والطرق والمرافق.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز