"مولان".. رسائل تنقل التوتر الأمريكي الصيني إلى هوليوود
مولان فيلم درامي أمريكي لم يثر ضجة بصفوف النقاد السينمائيين كما هو معتاد، بل أثار استهجان جانب واسع من المحللين والسياسيين الأمريكيين
من أروقة السياسة، يمتد لهيب التوتر الأمريكي الصيني إلى هوليود، إمبراطورية صناعة السينما العالمية، عقب طرح فيلم بمضامين ورسائل يقول محللون إنها تشكل "رسالة حب" لبكين.
"مولان" فيلم درامي أمريكي من إنتاج أفلام "والت ديزني"، لم يثر ضجة بصفوف النقاد السينمائيين كما هو معتاد، بل أثار استهجان جانب واسع من المحللين والسياسيين الأمريكيين، ممن رأوا أن الفيلم يعمل على تعزيز وتحسين صورة الصين الدولية.
وعلاوة على مضامينه، أثار توقيت عرض الفيلم الاستياء نفسه لدى محللين وكتاب أمريكيين، خاصة في ظل التوتر الذي تتسم به العلاقات بين واشنطن وبكين.
وتتقمص دور البطولة بالفيلم الممثلة الصينية ليو يي فاي، ويعتبر العمل النسخة الحية لفيلم الرسوم المتحركة "مولان" المستوحى من الفلكلور الصيني لأسطورة "هوا مولان".
القصة الكاملة
قبل أكثر من عقدين، أطلقت شركة ديزني فيلم الرسوم المتحركة "مولان" في عمل ركز على سحر التكيف الغربي لأسطورة صينية قديمة، وبالفعل نجح في استقطاب إعجاب المتابعين بقصة فتاة شجاعة تتحول إلى محارب بطولي.
غير أن الصورة اختلفت بشكل جذري في عام 2020، حيث يقدم الفيلم الروائي الجديد لـ"مولان" قصة والدها الذي يقوم برواية الفيلم بأكمله، ويستعرض بسالة الجيش الإمبراطوري الصيني في قتال وهزيمة الغزاة المغول، وإحكام السيطرة الصينية على الحدود.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن القصة بدأت منذ العام الماضي، حين نشرت بطلة الفيلم ليو ييفي، عبر موقع تواصل صيني، منشورا دافعت فيه عن قمع شرطة هونج كونج لمتظاهرين مؤيدين للديمقراطية.
لكن ما فجر الاستهجان بشكل كبير هي الاعتمادات الختامية للفيلم، والتي قدمت "شكرا خاصا" لـ8 كيانات حكومية في إقليم شينجيانج، حيث تم تصوير جزء من الفيلم.
وسكان الإقليم هم مسلمو الإيغور، الأقلية التي تشكل سبب توتر حاد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية التي تتهم بكين باحتجاز عدد كبير منهم في معسكرات اعتقال وتعذيب، وهو ما تنفيه الأخيرة.
ومما فاقم الانتقادات هو أن تصوير جزء من الفيلم في شينجيانج جرى في أغسطس/آب 2018، أي عقب انتشار تقارير تفيد بوجود معسكرات لاعتقال وتعذيب مسلمي الإيغور بالإقليم، وفق الرواية الأمريكية.
الفيلم تضمن أيضا صورة توضيحية أشارت إلى أن "شمال غرب الصين -أي إقليم شينجيانج- جزء من الصين، ويجب أن تدافع عنه مولان من أجل والدها وعائلتها وإمبراطورها".
ديزني بقلب النزاع
فجأة، تحول مولان من فيلم روائي إلى عامل توتر إضافي بين واشنطن وبكين، بل إن بعض المحللين ذهبوا حد القول إن الفيلم يمنح انطباعا كما لو أن الولايات المتحدة ضخت 200 مليون دولار (ميزانية الفيلم) لتنظيم احتفال أمريكي بالقومية الصينية.
وفي وقت يعتبر فيه البعض أن ديزني غازلت الصين بفيلمها المثير للجدل، إلا أن القائمين على الشركة أكدوا أن المقاربة التي تعتمدها تجارية بحتة تستهدف سوقا عملاقة.
مقاربة فشلت في إقناع جزء كبير من المحللين الأمريكيين، ليتفجر جدل مواز حول المعضلة التي تواجهها الشركات عند محاولة موازنة مبادئها الحاكمة مع رغبتها في الوصول إلى السوق الصينية.
فرغم توجهات الشركة إلا أن مضامين الفيلم زجت به في متاهات التأويلات السياسية، ما قاد إلى إطلاق دعوات لمقاطعته، وسط مطالبات حقوقية بإدانة "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانج وهونج كونج"، والتفكير في التبرع بجزء من عائدات الفيلم لمنظمات في تلك المناطق.