جواز سفر لمومياء رمسيس.. 44 عاما مرت على أغرب واقعة
وثيقة جواز السفر وفرت للفرعون الحماية القانونية اللازمة لضمان عودته الآمنة إلى البلاد، حيث كان هناك خوف من أن فرنسا قد لا تسمح بعودته.
يوصف رمسيس الثاني بأنه من أعظم ملوك الفراعنة، إذ حكم لأكثر من 60 عاما، وأنجز الكثير خلال حياته، ولم يحقق ملوك الفراعنة الذين سبقوه أو خلفوه إنجازاته، ويبدو أنه لم يكن فريدا فقط في حياته، لكنه كان كذلك بعد وفاته، فبعد 3 آلاف عام من وفاته أصبح المومياء الوحيدة التي يصدر لها جواز سفر.
وتعود قصة إصدار جواز سفر المومياء إلى عام 1974 عندما وجد علماء المصريات الذين يعملون في المتحف أن المومياء تتدهور بمعدل ينذر بالخطر، وقرروا إرسالها إلى فرنسا لإجراء فحص، فأصدروا جواز سفر للمومياء حتى يتسنى لهم إرسالها للخارج.
ورغم مرور 44 عاما على تلك الواقعة الغريبة، فإن موقع "الأصول القديمة" البريطاني، المهتم بالأبحاث التي تتناول العصور الماضية، تذكرها في تقرير نشره يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كاشفا عن بعض التفاصيل الخاصة بها.
وقال الموقع، في تقريره، إن إصدار جواز السفر كان على ما يبدو تنفيذا لنصوص في القانون المصري، حيث يتعين على أقارب المتوفين الحصول على الوثائق اللازمة قبل السماح للجثامين بمغادرة البلاد.
وأوضح الموقع أن هذا هو السبب المعلن، لكن كان هناك سببا آخر، وهو أن وثيقة جواز السفر كانت ستوفر للفرعون الحماية القانونية اللازمة، لضمان عودته الآمنة إلى البلاد، حيث كان هناك خوف من أن فرنسا قد لا تسمح بعودة مومياء الفرعون.
استقبال ملكي
ويقول الموقع إن الأسباب تعددت، ولكن على أي حال صدر جواز سفر لمومياء رمسيس الثاني، لتكون أول مومياء "وربما الأخيرة" التي تحصل على هذه الوثيقة من حكومة حديثة.
وصدرت هذه الوثيقة متضمنة صورة لوجه رمسيس الثاني، وكتب بها أن تاريخ ميلاده 1303 قبل الميلاد، وحملت رقم 17758024، ومثل الوثائق الحديثه كانت مدتها 7 سنوات، حيث صدرت في 9 مارس 1974، وتضمنت أن تاريخ انتهائها سيكون 9 مارس/آذار 1981.
وكما استخدمت الحكومة المصرية الآليات العصرية لسفر المومياء، تعاملت الحكومة الفرنسية بالطريقة نفسها، إذ حظيت المومياء التي غادرت مصر في عام 1976 باستقبال ملكي في مطار باريس- لو بورجيه، حيث عزفت له الموسيقى العسكرية التي تليق بوصول ملك إلى باريس.
عدوى فطرية
وخرجت مومياء الملك رمسيس الثاني من المطار، ليتم نقلها إلى متحف باريس للأنثروبولوجيا، حيث تم فحصها، واكتشف الباحثون أن تدهورها سببه عدوى فطرية، وتم إعطاؤها العلاج المناسب لتجنب التسوس الكلي.
وبعد العلاج أجريت فحوصات إضافية على المومياء، وقد وجد أن الفرعون يبلغ طوله نحو 1.7 متر (5 أقدام و7 بوصات)، وأن لديه بشرة ناعمة وشعرا أحمر، بالإضافة إلى ذلك تم تحديد بعض الأمراض التي عانى منها الفرعون.
وأثبتت الفحوص أنه كان يعاني التهاب المفاصل، وكذلك خراج بالأسنان، علاوة على ذلك، يبدو أنه كان مصابا بالتهاب في مفاصل العمود الفقري، ما جعله يمشي بمظهر منحنٍ خلال سنواته الأخيرة.
وبعد الانتهاء من تحاليل المومياء، تم نقلها جوا إلى مصر وعادت إلى المتحف المصري بالقاهرة.
وتعود علاقة المومياء بالمتحف المصري إلى عام 1885، حيث نقلت له في هذا التاريخ بعد 4 سنوات من العثور عليها في خبيئة الدير البحري بالأقصر.
ومثل العديد من الفراعنة في المملكة الحديثة، دفن رمسيس الثاني في وادي الملوك، على الضفة الغربية لنهر النيل، غير أن الكهنة المصريين قاموا بنقله إلى خبيئة الدير البحري خوفا من سرقة المومياء.