مستشفى أطفال أمريكي يستقبل مومياء فرعونية عمرها ألفا عام
جهاز التصوير المقطعي المحوسب CT يعطي معلومات أكثر تفصيلا عن مومياء الطفلة، بهدف معرفة عمرها وأسباب وفاتها ونمط حياتها
استقبل قسم الأشعة بمستشفى فيلادلفيا للأطفال في أمريكا، 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مريضا ذا طبيعة خاصة يبدو في حجم الأطفال، لكنه يبلغ من العمر ألفي عام.
ووفق تقرير نشره موقع أخبار مدينة فيلادلفيا الأمريكية philly.com، فإن المريض الغامض مومياء لطفلة فرعونية يحتفظ بها متحف ولاية بنسلفانيا للآثار، وقرر علماء الأنثربولوجيا بالمتحف التعاون مع أطباء المستشفى، اكتشاف أسرار هذه الطفلة التي تحيطها الأغطية بعناية منذ وفاتها في مصر قبل ألفي عام.
ويشير أسلوب كفن الطفلة إلى أنها عاشت في فترة الحكم الروماني بمصر بالقرب مما يعرف الآن بمدينة الأقصر.
وقالت سامانثا كوكس، عالمة الأنثروبولوجيا، للموقع، إن المومياء خضعت قبل نحو عام للأشعة السينية العادية، التي كشفت عن "تشوهات في الهيكل العظمي".
وأضافت: "تبدو كما لو كانت بحجم طفلة عمرها عامان، لكن نموها العظمي ونمو أسنانها وعظامها يشبه طفلا عمره 5 سنوات، ربما كان ذلك نوعا من التقزم".
وعلى السرير الذي يستخدمه المستشفى لنقل مرضاه إلى غرفة الأشعة، وضع الأطباء مريضهم الغامض وأحاطوا به حتى وصلوا إلى جهاز التصوير المقطعي المحوسب CT، الذي يعطي معلومات أكثر تفصيلا.
ويتيح CT صورة عالية الدقة، ويفحص الأعضاء الداخلية في الجسم، ويتيح أيضا تجسيدا ثلاثي الأبعاد للجسم، وهو يختلف عن تصوير الأشعة السينية العادية الذي يعطي صورة ثنائية الأبعاد، تشبه إلى حد كبير فيلم التصوير العادي.
وذكر الباحثون المشاركون في فحص المومياء، لموقع "أخبار مدينة فيلادلفيا"، أنهم يأملون في الحصول على معلومات عن عمر الفتاة عند الوفاة، وأسباب وفاتها، وتفاصيل الحياة التي عاشت فيها.
وقالت كوكس إن المعلومات الأولية للفحص كشفت أن بعض أعضائها لا تزال موجودة، كما أن أضلاعها وأسنانها في الغالب سليمة، لكن الجمجمة تحولت إلى أشلاء.
واستخدم فريق بحثي من جامعة خاين الإسبانية العام الماضي هذه التقنية في مستشفى أسوان الجامعي بمصر؛ لفحص 4 مومياوات فرعونية، ونجحوا في تسجيل أقدم إصابة لسيدة مصرية بسرطان الثدي.
وقالت الدكتورة ولاء أبوباشا، الباحثة بقسم الأنثربولوجيا البيولوجية بالمركز القومي للبحوث المصري، إنها تتوقع نجاح الفريق البحثي الأمريكي في تقديم مزيد من المعلومات عن مومياء الطفلة بعد استخدام هذه التقنية.
وأضافت "أبوباشا"، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن التصوير المقطعي المحوسب يكشف عن الإصابات الداخلية التي يتعرض لها الجسم وما يرافقها من نزيف داخلي، ويحدد بدقة مواقع الأورام والجلطات الدموية ويكشف عن إصابات العظام والعضلات، ويستخدم في تشخيص بعض الأمراض مثل السرطانات وأمراض القلب وأورام الكبد.
وأوضحت أن التشخيص الطبي في حالة فحص المومياوات القديمة يمكن استخدامه للكشف عن نمط الحياة، لأن إصابات العظام تعطي مؤشرا لطبيعة العمل، وهل كان شاقا أم لا، وبعض الأمراض تعطي مؤشرا للنمط الغذائي، هل كان متوازنا أم كان به مواد غذائية أدى الإسراف في تناولها إلى الإصابة ببعض الأمراض.