مؤتمر ميونخ.. أجندة أمنية على مؤشر التوتر
دورته السابقة انعقدت قبل أيام قليلة من اندلاع الحرب الأوكرانية، فيما تقام الدورة الحالية قبل أيام أيضا من اكتمال عامها الأول.
واليوم الجمعة، ينطلق مؤتمر ميونخ للأمن بمشاركة رفيعة المستوى لممثلين عن 96 دولة، ويركز على الدفاع والدبلوماسية، ويقام في بافاريا جنوبي ألمانيا، ويبحث المخاوف الدفاعية الرئيسية.
ومن المنتظر أن يفتتح التجمع أعماله بكلمة يلقيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو، إضافة لكلمتين للمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلاوة على حرب أوكرانيا التي تتصدر أجندة المؤتمر، تتناول الفعاليات الممتدة حتى الأحد المقبل،، ملفات عاجلة تضرب العالم بآثارها السلبية، مثل تغير المناخ وأزمة الطاقة.
وينعقد المؤتمر تزامنا مع مرور عام على الحرب الأوكرانية التي نشبت في 24 فبراير/شباط 2022، بعد أيام قليلة من انعقاد دورته السابقة.
حضور
ينصب التركيز الرئيسي للمؤتمر هذا العام على الحرب الجارية منذ عام شرقي أوروبا، كما ستناقش الوفود التداعيات العالمية بعيدة المدى للحرب، على قضايا تتراوح من إمدادات الطاقة إلى أسعار المواد الغذائية.
ويختزل التركيز على حرب أوكرانيا الأهمية القصوى التي يوليها المؤتمر لنزاع يقض مضجع الغرب، كما يختزل التعاطف الواضح لبعض مسؤوليه مع كييف، هذا ما يفسر منح الكلمة الافتتاحية الأولى لزيلينسكي.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس المؤتمر كريستوف هيوسغن إن الحرب الروسية في أوكرانيا "تعد أكثر الهجمات جرأة على النظام الحالي الذي يستند إلى قواعد".
واعتبر أن "الأطراف التي ترغب في تغيير النظام الحالي تسعى إلى تقويض الوضع الراهن وتغيير النظام الدولي بعدة طرق مختلفة"، في إشارة إلى ما يعتبره الغرب مساعي روسية لتغيير النظام العالمي وتحريك بوصلته نحو الشرق.
مؤتمر ميونخ للأمن.. الحضور والأجندة
وتتهم دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تنتمي إليها ألمانيا المنظمة للمؤتمر، موسكو بالسعي إلى ضرب للنظام العالمي الذي تعتبره هذه الدول المسؤول عن "حماية الديمقراطية" في العالم، فيما تؤكد روسيا من جانبها أنها تسعى إلى عالم متعدد الأقطاب.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، هذا الأسبوع، إنه "إذا انتصر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أوكرانيا، فإن الرسالة التي ستوجه إليه وإلى الأنظمة الاستبدادية الأخرى هي أن القوة ستتم مكافأتها".
وأضاف ستولتنبرغ قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف "سيجعل هذا العالم أكثر خطورة ويجعلنا جميعا أكثر عرضة للخطر".
غياب
ولأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، تغيب روسيا عن المؤتمر الأمني، في قرار فسره هيوسغن الذي تقلد مهام مستشار السياسة الخارجية السابق للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، بالقول إنه لا يريد أن يعطي بوتين وحكومته منتدى من أجل بث دعايتهم.
قرار يؤكد توسع الهوة بين المعسكرين في وقت تتضاءل فيه احتمالات الذهاب إلى الحوار لوضع حد للحرب شرقي أوروبا، وسط أنباء عن تحضيرات روسية لهجوم كبير في الربيع.
أيضا، تم استبعاد قادة إيران وممثلي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف من المؤتمر، على عكس السنوات السابقة، فيما يشارك في المؤتمر 40 رئيس دولة ورئيس حكومة بالإضافة إلى نحو 100 وزير.
أمريكا والصين
من بين المتحدثين البارزين الآخرين، اليوم الجمعة، كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصيني وانج يي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، في لقاء يعد محوريا في سياق التوترات بين واشنطن وبكين على خلفية منطاد صيني حلق الأسبوع الماضي فوق مجال الولايات المتحدة قبل أن يسقطها الجيش.
وفي تصريحات أدلى بها، الخميس، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن نائبة الرئيس الأمريكي ستجتمع مع المستشار شولتز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس ماكرون خلال مؤتمر ميونخ للأمن.
وأضاف المسؤول أنها ستجتمع أيضا مع رئيسي وزراء فنلندا والسويد لبحث عملية انضمام البلدين إلى حلف الناتو وستناقش العلاقات مع الصين في اجتماعات مع الزعماء الأجانب.
وأشار إلى أن نائبة الرئيس "ستبحث الخطوات المقبلة في دعمنا لأوكرانيا في ساحة المعركة".
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز