رئيس «ميونخ» يذرف الدموع في خطاب الوداع.. ما علاقة فانس؟

لحظة عاطفية شهدها مؤتمر ميونخ للأمن في ختام فعالياته، عندما ألقى رئيسه المنتهية ولايته، كريستوف هيوسغن، خطاب وداعه الذي انتهى بلحظات من البكاء.
وكان هيوسغن قد عبّر عن «خوفه» في خطابه من المستقبل بعد تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، التي هاجمت أوروبا ووجهت انتقادات حادة لسياساتها.
- «وبخ» قادتها وغازل اليمين.. نائب ترامب «يصدم» أوروبا في ميونخ
- روبيو يطمئن أوروبا قبل لقاء الروس.. مقعدكم محجوز في المفاوضات الجدية
وخلال كلمته، شدد هيوسغن على أن «النظام الدولي القائم على القواعد في خطر»، ليعبر عن مخاوفه من انهيار القيم المشتركة بين الدول.
وعندما وصل إلى نهاية خطابه، بدا عليه التأثر الشديد وانهار بالبكاء، قائلاً بصوت مرتجف: «لقد كانت لحظة عاطفية للغاية، وأنا ممتن لكل من كان بجانبي خلال هذه الفترة».
نفي العلاقة
وعلى الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت بنشر مقاطع الفيديو التي تظهر هيوسغن وهو يبكي، فإن مؤتمر ميونخ للأمن أكد أن الدموع لم تكن ناتجة عن «الإحباط» من خطاب فانس القاسي، بل كانت بسبب أن هذا كان آخر خطاب له كرئيس للمؤتمر بعد فترة ثلاث سنوات من القيادة.
وأوضح المؤتمر عبر منصة إكس أن الفيديو الذي تم تداوله قد تم تعديله بشكل مخل.
Our former Chair Christoph Heusgen did not shed a few tears out of "frustration". It was his farewell speech as he was leaving the MSC after this year's conference. He was saying goodbye to the team at this very moment. The video snippet here is edited together. You can see the… https://t.co/J5dbLtLuOr
— Munich Security Conference (@MunSecConf) February 17, 2025
وقال المتحدث باسم المؤتمر: «رئيسنا السابق كريستوف هيوسغن لم يذرف الدموع بسبب الإحباط. كان ذلك بسبب أنه كان يودع فريق العمل بعد انتهاء مؤتمره الأخير، وهذه اللحظة كانت عاطفية للغاية بالنسبة له».
ماذا قال فانس؟
وفي خطابه، قبل يومين، انتقد فانس إجراءات مثل إلغاء الانتخابات في رومانيا، ومداهمات الشرطة الألمانية على خلفية مزاعم خطاب الكراهية ضد نشطاء مناهضين للنسوية، والاعتقالات المزعومة لنشطاء مناهضين للإجهاض في المملكة المتحدة.
وقال محذرًا: «أخشى أن حرية التعبير في أوروبا تتراجع».
وأضاف أن الوضع في الولايات المتحدة كان مشابهًا في عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكنه تابع: «هناك شريف جديد في واشنطن».
ودعا القادة الأوروبيين إلى منح المواطنين حرية التعبير عن آرائهم، والتجاوب مع إرادة شعوبهم، بما في ذلك السماح للأحزاب السياسية المصنفة على أنها من «أقصى اليمين» بالمشاركة في الحكومات.
وأوضح قائلًا: «لا يوجد مجال للجدران العازلة. إذا كنت تهرب من ناخبيك، فلا يوجد شيء يمكن لأمريكا أن تفعله من أجلك».
وحاول فانس الإيحاء بأن التحدي الأكبر في أوروبا هو الهجرة الجماعية، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية السائدة ترفض التعاون مع الأحزاب المناهضة للهجرة.
وجه فانس أيضًا انتقادات حادة لسياسات الهجرة في مختلف أنحاء العالم، واصفًا إياها بأنها «سياسات هجرة خارجة عن السيطرة»، التي تشمل السماح للمهاجرين غير المفحوصين بدخول الدول.
جاءت تصريحات فانس بعد هجوم مروع في ميونخ الخميس الماضي، حيث قام مهاجر أفغاني بدهس سيارة في مشاة خلال مظاهرة نقابية، مما أسفر عن مقتل أم وطفل وإصابة ما لا يقل عن 37 آخرين.
علق فانس على الحادث قائلاً: «لكن لماذا حدث هذا في المقام الأول؟ إنها قصة مأساوية، ولكنها واحدة سمعناها كثيرًا في أوروبا، وللأسف، سمعناها أيضًا مرارًا في الولايات المتحدة. طالب لجوء، غالبًا شاب في العشرينات من عمره، ومعروف لدى الشرطة، يدهس سيارة في حشد ويدمر مجتمعًا. كم مرة يجب أن نعاني من هذه الكوارث قبل أن نغير المسار ونأخذ حضارتنا المشتركة في اتجاه جديد؟».
في الولايات المتحدة، احتفل المحافظون بخطاب فانس ووصفوه بأنه «شبيه بخطاب ريغان»، و«مؤيد لأمريكا»، و«مدافع عن حرية التعبير»، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي مقابلات مع فوكس نيوز.
وانتقد قادة أوروبيون خطاب فانس، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز الذي قال بعد يوم من خطاب فانس: «ألمانيا ترفض تدخل الخارجين في ديمقراطيتنا».