الموسيقى والألوان "تروي حكايات العالم" على جزيرة النور
المهرجان يجمع أشهر "الحكواتيين" حول العالم يقومون بسرد القصص الخيالية والحكايات الشعبية التي تحتفي بالتراث الشفهي والتنوع الثقافي
استضافت جزيرة النور، إحدى الوجهات السياحية والترفيهية العائلية في إمارة الشارقة، ضمن فعاليات المهرجان العالمي لرواية القصص "حكايات على الجزيرة"، عرضا فنيا حكائيا حمل عنوان "لوحات من القصص"، وسط حضور كبير من الأطفال والعائلات.
وقدّم الحكواتيين العالميون؛ البريطاني مايكل هارفي، والسنغافورية كافيني راماشاندران، برفقة الفنانة التشكيلية الفلسطينية فرح نصراوي، والمخرجين باولا بالبي، وديفيد باردي من إيطاليا، تجربة فنية مزجوا فيها رواية الحكايات بالأسلوب التراثي المعروف، مع فنون الرسم، وعزف الموسيقى، والمسرح الأدائي، حيث قدم كل واحد من الفنانين حكاية من التراث الشعبي يروي فيها -على مسامع الأطفال- قصصاً تحمل معانيَ سامية في الأخلاق، والجمال، والحب، تاركين الفنانة نصراوي تعبّر عن مضامين الحكايات، ومشاعر الجمهور بلوحة حيّة رسمتها خلال عرض الحكايات.
وعرض الحكواتيون اللوحة القصصية بأسلوب يروي الحكاية بتتابع أحداثها الزمني، لتضع المستمعين في جو من التشويق، والمتعة، ناقلين الحكايات من شكلها الشفاهي إلى صورتها البصرية، فجاءت الرسوم وعروض المسرح الادائي لتبني تصورات لشخصيات الحكايات، وتعبّر عن انفعالاتهم.
وقالت مروة عبيد الشامسي مدير جزيرة النور: "إن استضافة جزيرة النور للمهرجان العالمي لرواية القصص في الشارقة، يؤكد الرؤية التي تنطلق منها الجزيرة لتكون وجهة عائلية، تجمع الثقافي بالترفيهي، وتقدم للأطفال من مختلف الأعمار قيماً وحكايات إنسانية من مختلف بلدان العالم، فما يقدمه المهرجان يستكمل الدور الذي ترعاه وتحرص عليه الجزيرة ضمن رؤيتها السياحية والثقافية الشاملة".
وتحدثت باولا بالبي حول مشروع استعادة فن رواية الحكايات في العالم، موضحة أن "سرد الحكاية تراجع حضوره في العالم منذ انتشار التلفزيون، ووسائل الاتصال الحديثة، وما نقوم به نحن فريق الحكواتيين هو تنظيم المهرجانات حول العالم لسرد حكايات من التراث الإنساني، ونحيي هذا الفن القديم، ونستقطب الفنانين والحكواتيين من مختلف بلدان العالم".
وبدأت جلسة الحكاية بقصة حول تساؤل البعض: "لماذا نروي الحكايات ونحبها؟"، حيث قدمت بولا بالبي، وديفيد باردي، برفقة الفنانة المسرحية المصرية لمياء توفيق قصة سردوا فيها: "كان يا ما كان في قديم الزمان، كانت الحقيقة تسكن بجانب الحكاية، وكانت تربطهما صداقة حميمة، فكانت الحكاية حين تخرج من البيت تلقى الترحيب من الأصدقاء والمارة في الشارع، إلا أن الحقيقة حين تخرج لا تلقى مَن يلتفت اليها، ويتهرب الجميع منها، وفي أحدى الأيام انزعجت الحقيقة من نفسها وقررت أن تلجأ للحكاية لتساعدها في حل مشكلتها، فقالت لها الحكاية، إن الناس تهرب منكِ لأنكِ تخرجين عارية الأزياء، فتعالي معي إلى البيت ألبسك ثوباً يليق بك. وذلك ما كان، حيث ذهبت الحقيقة إلى بيت الحكاية وارتدت فستاناً جميلاً، وخرجت إلى الشارع، فاستقبلها الناس، بالترحاب، والأحضان، فعادت سعيدة، وخلصت "الحدوتة"".
يشار إلى أن المهرجان يجمع نخبة من أشهر رواة القصة (الحكواتيين) من الشرق الأوسط، والمملكة المتحدة، وأوروبا، وجنوب شرق آسيا الذين يقومون بسرد القصص الخيالية والحكايات الشعبية التي تحتفي بالتراث الشفهي والتنوع الثقافي بين الشعوب باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى عدد آخر من أبرز الفنانين العالميين المبدعين الذين يقدمون أشكالاً مختلفة من فنون التراث الثقافي الشفهي خلال المهرجان الذي يتواصل حتى28 من الشهر الجاري.
وتمتد جزيرة النور، التي تشكل معْلماً معمارياً فريداً، على مساحة 45،470 متراً مربعاً في بحيرة خالد بالشارقة، لتتيح للزوار تجربة استثنائية للاستمتاع بسحر المكان وجمال الطبيعة وفنون التصميم المعماري الرائعة، وقد أطلقتها هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، التزاماً منها بتعزيز مكانة الشارقة كوجهة ثقافية وسياحية واستثمارية رائدة في المنطقة، وتسعى (شروق) من خلال تطويرها لمشاريع رائدة مثل جزيرة النور وغيرها من المشاريع السياحية والترفيهية الأخرى إلى إيجاد وجهات فريدة وعالمية المستوى تسهم في تطوير القطاع الترفيهي والسياحي المتنامي في الإمارة، وصولاً إلى تحقيق رؤية الشارقة السياحية الهادفة إلى استقطاب 10 ملايين سائح بحلول عام 2021.