الإخوان في أوروبا.. خبراء يدقون ناقوس "أخطر" تنظيم بالغرب
باتت أيدولوجية جماعة الإخوان الإرهابية والخطر الذي تمثله ضمن أولويات الغرب وخاصة أوروبا، وسط مطالبات بتسليط الضوء على خطورة هذا الأخطبوط.
خطرٌ استشعره هذه المرة خبراء أوروبيون وصحيفة نمساوية أكدوا أن جماعة الإخوان الإرهابية هي أخطر تنظيم متطرف في الغرب، متحدثين عن "إجراءات نموذجية" ضده.
وقالت صحيفة فولكس بلات النمساوية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني "المرء لا يعرف بالضبط من هو جزء من الإخوان المسلمين.. فقلة من أعضائها هم الذين يعترفون بذلك صراحة، فضلا عن انعدام الشفافية في الجماعة".
التنظيم الأخطر
فيما اعتبرت سوزان شروتر ، رئيسة مركز أبحاث الإسلام العالمي في فرانكفورت الألمانية وعضو المجلس الاستشاري العلمي للمركز النمساوي لتوثيق الإسلام السياسي، أن جماعة الإخوان هي "أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب"، متحدثة عن "إجراءات نموذجية اتخذتها النمسا ضدها".
وتحدد تقارير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا، خطر الإخوان بشكل ملموس، إذ ترى أن هدف الجماعة الأساسي هو "إقامة نظام اجتماعي وسياسي قائم على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية، يعادي الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية".
ووفق "فولكس بلات"، فإن النمسا أدركت خطر الجماعة، واتخذت إجراءات متتابعة ضد الإخوان بدءا من حظر الرموز إلى إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي لمراقبتها، وإعداد تقارير عن أنشطتها ورفعها للسلطات المعنية في فيينا.
وذكرت الصحيفة أن "وسائل الإعلام الدولية أشادت أيضًا بالحظر المفروض على رموز الإخوان المسلمين في عام 2019"، مستشهدة بما "كتبته المجلة الأسبوعية الفرنسية Le Point أن النمسا كانت أول دولة في أوروبا تفرض نصف حظر"= على الإخوان"، في إشارة إلى حظر الرموز.
شروتر عادت ودعت في تصريحات لـ"فولكس بلات" إلى "تكثيف الجهود لكشف القناع عن الإخوان المسلمين".
أيدولوجية كارهة للبشر
وكذلك مهند خورشيد رئيس الهيئة الاستشارية العلمية لمركز توثيق الإسلام السياسي الذي طالب في تصريحات للصحيفة بـ"فضح مكائد مثل هذه الأيديولوجيات الكارهة للبشر، وإظهار أنه خلف الواجهة المزخرفة بالإسلام توجد بالفعل أجندات سياسية".
وتابع خورشيد الذي يعتبر مستشارا للحكومة النمساوية بمنصبه في مركز توثيق الإسلام السياسي أن المطلوب هو "خطاب عام لا يعطي مثل هذه الأيديولوجيات مجالاً للتطور".
ومع ذلك، لا يعتبر خورشيد الحظر الكامل للإخوان في النمسا في المستقبل، "أمرًا واقعيًا"، قائلا "في الديمقراطية، من الصعب حظر الأفكار. ولا يمكن حظر الشعبويين اليمينيين أيضا".
فيما تحدثت "فولكس بلات" أيضا عن صعوبة حظر الإخوان بالكامل بسبب "عدم وجود كيان متماسك يسمى الإخوان في البلاد".
وسبق أن فتحت "العين الإخبارية" ملف حظر جميع أنشطة الإخوان في النمسا، وبينت أسباب عدم لجوء السلطات النمساوية إلى هذا الإجراء رغم إجراءاتها القوية الأخرى ضد الجماعة.
وقال هايكو هانش، الخبير البارز في شؤون الإخوان والذي شارك في كتابة تقييم للجماعة بطلب مباشر من الادعاء العام في النمسا، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" إن "حظر الإخوان بشكل كامل سيكون صعبا من الناحية القانونية، ولن يصمد أمام المحكمة الدستورية أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان".
ويصعب تحديد كل الجمعيات والمراكز الثقافية والمساجد المحسوبة على الإخوان في ظل نفيها المستمر ارتباطها بالتنظيم، كما يصعب رصد الارتباط المؤسسي بين الجمعيات المحسوبة على الجماعة في الأراضي النمساوية.
وفي هذا الإطار، قال هاينش: "برأيي، فإن الاحتمال الأكبر هو تغيير قانون الجمعيات في النمسا ما يسمح بحظر وحل الجمعيات الفردية (أي وفق حالة كل جمعية على حدة) التي تمثل مواقف متطرفة بسهولة أكبر".
ونفذت الشرطة النمساوية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية، في أقوى تحرك أمني ضد الجماعة وأذرعها.
وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت الشرطة القبض على 30 شخصا مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.