الإخوان وزيارة السيسي لقطر.. صمت وخوف وتساؤلات
صمت يخفي "خوفًا داخليًا" لدى تنظيم الإخوان من زيارة الرئيس المصري إلى العاصمة القطرية الدوحة، وسط ترقب قلق لما ستسفر عنه.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الدوحة، في زيارة تستمر يومين، "تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر".
تلك الزيارة والتي ترددت الأنباء بشأنها قبل أيام، جعلت تنظيم الإخوان يمني نفسه بأن يشهد ملف المصالحة مع الحكومة المصرية حلحلة ما، إلا أن الرئيس المصري أحبط آمالهم بتصريحه قبل أيام بأنه لا مصالحة مع من وقفوا في وجه الدولة المصرية.
تصريحات الرئيس المصري، جعلت تنظيم الإخوان يعيش حالة من الترقب لما ستسفر عنه الزيارة، فيما بدا الخوف يتسرب إلى العناصر الذين اتخذوا من الدوحة مقرًا لهم، تحسبًا لأي موقف من قطر بترحيلهم إلى مصر.
صدمة إخوانية
وإلى ذلك، قال الدكتور هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة السيسي إلى قطر، تعكس وصول علاقات البلدين إلى مستوى متقدم، مقابل "العزلة" والتهميش" اللذين وصل إليهما تنظيم الإخوان.
وأضاف، أن تنظيم الإخوان الذي لم يراوح مكانه ولم يتقدم خطوة واحدة، بات الآن يدفن رؤوسه في الرمال، بعد زيارة السيسي إلى قطر، مشيرًا إلى أنه بينما يعاني التنظيم من "انقسامات" و"صراعات داخلية" بات منبوذا داخليًا ومستبعدًا من الحوار الوطني، ما تسبب في صدمة للجماعة التي كانت تحلم بحل أزمتها على وقع تقارب حكومات عربية وإقليمية - كانت ترعاها في وقت سابق - مع الدولة المصرية.
وبعد تطور الأحداث على الساحة وتغير المواقف وتصالح الدول والحكومات، باتت ردود فعل الإخوان الحالية تعبر عن الإحباط واليأس الداخلي، بحسب النجار، الذي قال إن التنظيم يعاني من أزمات مركبة تجرها إلى الوراء لتضعها في حجمها الطبيعي بعد أن حاولت تبوؤ مكانة أكبر بكثير من إمكاناتها وقدرتها في المرحلة السابقة.
وأشار إلى أن الموقف المصري الآن يمثل انتصارًا على كل من سعى للإضرار بمصالحها وأمنها القومي؛ مما زادها إصرارًا على عدم التصالح مع الجماعات الإرهابية التي حملت السلاح في وجه الدولة والمجتمع.
أمنيات زائفة
واتفق مع النجار، عضو الإخوان المنشق والباحث في حركات الإسلام السياسي، إسلام الكتاتني، حول أن الزيارة تؤكد تقدم العلاقات المصرية القطرية بعيدا عن الإخوان، مشيرًا إلى أن الصمت الإخواني يفسر انتظار التنظيم لما تسفر عليه الزيارة.
وأضاف الكتاتني في حديث لــ"العين الإخبارية" أن مشاعر الخوف باتت تتغلب على الإخوان الآن بعد تعثر ملف التصالح معهم، مؤكدًا أن مصر صارمة في موقفها حول عدم المصالحة مع الإخوان في الوقت الحالي رغم الضغوط الخارجية.
وحول موقف قطر، قال عضو الإخوان المنشق، إن الدوحة اتخذت نهج تركيا في سعيها للتقارب مع مصر بعيدا عن الاهتمام بالمصالحة مع الجماعة، مؤكدًا أن الزيارة تهدف إلى جلب الاستثمارات القطرية للقاهرة، بالإضافة إلى محاولة الحصول على حشد دولي وعربي قبل قمة المناخ التي ستعقد في شرم الشيخ، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتوقع الكتاتني ألا يكون هناك حلحلة كبيرة في ملف الإخوان، باستثناء السماح لبعض القيادات المحسوبين على الجماعة من العودة لمصر مثل لاعب الكرة السابق محمد أبو تريكة، مؤكدًا أن النتائج ستظهر بعد أسبوعين من الزيارة.
شراكة فاعلة
بدوره، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أيمن سلامة، إن الزيارة الأولى للرئيس السيسي منذ توليه الحكم تعد ترسيخًا للمصالحة القطرية المصرية والتي أبرم بمقتضاها اتفاق العلا، في المملكة العربية السعودية.
وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية في لــ"العين الإخبارية" أن الزيارة تأتي لتتويج ما سبقها من مشاورات ولقاءات ثنائية بين الجانبين على مختلف الأصعدة، لافتا إلى أن الزيارة تهدف إلى تحقيق مصالح الشعبين والارتقاء بالعلاقات لمستوى الشراكة الفاعلة والمثمرة.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز