إن تنظيم "الإخوان المسلمين" في دول الخليج العربي يهدف كما يهدف التنظيم الدولي نفسه
تنظيم "الإخوان المسملين" تنظيم واحد في العالم بأكمله، ولا توجد له أفرع أو أجنحة يمكن أن نقول عنها إنها أقل أو أكثر تشدداً. ولذلك فإن أي حديث عن أن عناصر هذا التنظيم في دول الخليج العربي يختلفون من حيث الفكر أو التشدد أو الأهداف والأطماع عن عناصر التنظيم في مصر مثلاً، أو في غير ذلك من البلدان الأخرى، هو بكل اختصار محض هراء.
أي فصل في توصيف تنظيم "الإخوان المسلمين" بين جناح متشدد في مصر وآخر "معتدل" في الخليج هو تعتيم وطمس مُتعمَّد للحقائق.
إن تنظيم "الإخوان المسلمين" في دول الخليج العربي يهدف كما يهدف التنظيم الدولي نفسه في كل مكان إلى إسقاط الحكومات العربية، بمعنى إسقاط حكومات دول الخليج والإتيان بحكومات يقف "الإخوان" على رأسها.
ولو عدنا بالذاكرة إلى العامين 2011 و2012، وهي الفترة التي شهدت تنحي الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وتمكن تنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر من الوصول إلى سدة الرئاسة، فسوف نجد أن عناصر التنظيم في دول الخليج العربي قد كشّروا عن أنيابهم وأزالوا الأقنعة التي كانوا يتخفّون خلفها، وأعلنوا خطابهم الإعلامي الفعلي،
وبات "الإخوان" في جميع دول الخليج العربي يتحدثون جهاراً نهاراً عن دعمهم ومساندتهم لمشروع إسقاط الحكومات العربية والخليجية، وأطلقوا ألسنتهم على قادة دول الخليج العربي، طبعاً باستثناء النظام القطري الراعي الحصري في منطقة الخليج لتنظيم "الإخوان المسلمين" في العالم.
ولم يُخف عناصر "الإخوان" في الخليج حقدهم على قادة دول الخليج، ورغبتهم المتعطِّشة إلى سفك الدماء والشنق والسحل، وكانوا يباركون مناظر الأشلاء والقتل والدمار التي انتشرت في ليبيا ومصر واليمن وسوريا، معتبرين أن ما حل بالوطن العربي من ويلات وخسائر مادية وبشرية نتاجه مئات مليارات الدولارات ومئات آلاف الأرواح وملايين المشرّدين في الداخل والخارج، معتبرين ذلك "ربيعاً" "وتغييراً" نحو الأفضل، لجهة أنه يمكّن تنظيم "الإخوان المسلمين" من الوصول إلى السلطة بأي ثمن.
إن عناصر هذ التنظيم في دول الخليج على اتصال وتنسيق تامين بين بعضهم، وتجمعهم اجتماعات وتفاهمات وعمل جماعي لتحقيق أهدافهم المرسومة، وحينما استهدف هذا التنظيم الإرهابي دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن جميع عناصر هذا التنظيم في جميع دول الخليج عملت معاً وعبر تنسيق جماعي واضح، والأمر سيان بشأن ما حدث في الكويت وشعار "لن نسمح لك" الذي أطلقه "الإخوان" في محاولة لتفجير الأوضاع في دولة الكويت، حيث تلقى "الإخوان" هناك كل الدعم والمساندة (إعلاميّاً على الأقل) من جميع مسانديهم من "الإخوان" في باقي دول الخليج لتحقيق الأهداف.
في المحصلة النهائية، فإن أي فصل في توصيف تنظيم "الإخوان المسلمين" بين جناح متشدد في مصر وآخر "معتدل" في الخليج هو تعتيم وطمس مُتعمَّد للحقائق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة