حظر "حماس" ببريطانيا.. الإخوان في قلب العاصفة
أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، الجمعة، عزم لندن حظر حركة "حماس"، وتصنيفها "إرهابية" في حملة جديدة على معاداة السامية.
ورأى خبراء أن هذه الخطوة تعد "تمهيدا قويا وهاما للتعامل القانوني وملاحقة تنظيم الإخوان في بريطانيا، نظرا لأن "حماس" جزء من التنظيم الدولي.
كما أكد هؤلاء الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان أصبحت في عين العاصفة، حيث ستعمل الحكومة البريطانية على الحد من أنشطة التنظيم سياسيا وإعلاميا في ظل تنامي التهديد الذي يمثله على الهوية الأوروبية والبريطانية.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية في تصريحات صحفية، الجمعة، إن أي شخص يؤيد الحركة (حماس) "بشكل متهور" أو يرتب اجتماعات لدعمها أو يدعو الناس لتأييدها أو يعتبر عضوا فيها، سيواجه عقوبة بالسجن عشر سنوات بموجب القوانين الجديدة التي سيتم سنها في البرلمان، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء.
وأوضحت باتيل أن الخطوة سترسل "رسالة قوية للغاية لأي فرد يفكر في أن يقول نعم لدعم منظمة مثل حماس".
وقبل تصريحات وزيرة الداخلية، كان الجناح العسكري لحماس هو المحظور فقط في بريطانيا. فيما تصنف الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، الحركة الفلسطينية بالكامل كـ"تنظيم إرهابي".
رسالة قوية
وقال جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن حظر حركة حماس المحسوبة على تنظيم الإخوان، يبعث برسالة واضحة إلى التنظيم وإلى جميع التنظيمات المتطرفة بأن الحكومة تفرض سياسات مشددة، ولن تسمح بنشر التطرف والإرهاب، لاسيما وأن البلاد تعاني من ويلات الإرهاب.
وأكد محمد أن اتخاذ وزارة الداخلية البريطانية تلك الخطوة رسالة أيضا إلى الإسلام السياسي وخاصة الإخوان، بالحد من أنشطتها.
وأوضح أن "حكومة بريطانيا ستعمل على الحد من أنشطة تنظيم الإخوان خاصة في المناطق العامة والمفتوحة فى البلاد، وعلى مستوى وسائل الإعلام أيضا".
وحرص على التأكيد على أن "وجود وتنامي الإخوان يمثل تهديدا للهوية الأوروبية والبريطانية".
وحول تحركات تنظيم الإخوان المستقبلية في ظل حظر حماس، قال محمد إن التنظيم سيتعامل بحذر شديد على مستوى خطابه السياسي والإعلامي، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بموضوع معاداة السامية؛ لأنه حريص على ألا يخسر بريطانيا باعتبارها الملاذ والحاضنة الأوسع للتنظيم
ورفعت السلطات في بريطانيا الإثنين الماضي، مستوى التأهب لهجمات إرهابية محتملة، وذلك بعد انفجار سيارة أمام مستشفى بمدينة ليفربول
الإخوان في خطر
من جهته، قال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن :"حظر حماس توجه جيد من الحكومة البريطانية للتعامل مع الخطر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية".
وتابع "سيكون للقرار البريطاني تأثيرات وتداعيات على سائر التنظيمات الأخرى بما فيها تنظيم الإخوان باعتبار حماس جزءا من كل (التنظيم الدولي)"، لافتا إلى أن "الحكومة البريطانية ستقوم بفتح ملف نشاط الإخوان في البلاد خلال الفترة المقبلة".
كما توقع أن يناقش البرلمان البريطاني خطر الإخوان في البلاد، مع توافر أدلة جديدة على الاتهامات للتنظيم تسمح بفتح تحقيقات ضده.
وأوضح "سيكون للقرار بحظر حماس تأثير على نشاط جماعة الإخوان، لا سيما مع تأكيدات صدرت من وزارة الداخلية في وقت سابق بأن هناك أدلة جديدة على تورط عناصر محسوبة على جماعة الإخوان والتنظيم الدولي الجماعة قبل وبعد تصاعد الخلافات القائمة بين معسكري التنظيم محمود حسين وإبراهيم منير".
وتعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة تدمير ذاتية جراء الحرب المشتعلة والدائرة في قمة التنظيم بين معسكري تركيا ويمثله محمود حسين، وبريطانيا ويمثله إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بأعماله، ومحور الصراع الحالي قيادة أمور الجماعة المصنفة إرهابية في مصر وعدة دول.
تحقيقات جديدة
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن "هناك شخصيات إخوانية قد تضر بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمن البريطاني، وبالتالي سيتم التعامل معها وفتح ملفاتها".
وفي هذا الصدد، أبرز فهمي أن هناك عددا من الاستجوابات تم تقديمها بالبرلمان البريطاني، علاوة على تحقيقات عديدة بشأن نشاط الإخوان لكن تم غلق الملف لاعتبارات أمنية، فيما يعيد التحريض على العنف ومسألة معاداة السامية ملف الإخوان مرة أخرى للواجهة.
وأشار إلى أن هناك تحقيقات فى دعاوى قضائية مرفوعة أمام القضاء البريطاني بملاحقة بعض العناصر المحسوبة على بعض التيارات الإرهابية الموجودة على الأراضي البريطانية بما فيها عناصر من حركة حماس التي تعمل فى الخارج.
وبشأن دلالات وضع حركة "حماس" على قائمة الإرهاب، قال فهمي إن الحكومة البريطانية تسعى جادة لفرض سياسات أمنية مشددة، خاصة ضد الإسلام السياسي بكل أنواعه، حيث سبق أن قامت بحظر حزب الله الإرهابي اللبناني.
وكانت دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها في وقت سابق، طالبت الحكومة البريطانية بحسم موقفها من الإخوان، واتخاذ سياسة قوية، من أجل تضييق الخناق على نفوذ الجماعة.
وحذرت الدراسة من خطر الإخوان كـ"مصدر الإلهام الرئيسي للأيديولوجيات المتطرفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية".
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز