أتناول الحديث عن تنظيم الإخوان المسلمين الذي يسلم البعض حتما بأن هذا التنظيم «الدولي الخطير» هو طيف واحد وشكل واحد
البعض يحلل السياسة ويحكم على أداء السياسيين ومواقفهم وكأنه يحلل مواقف ربعه في هوشة مدرسة، متناسيا أن السياسة أبسط أشكالها أنها شبكة معقدة من التحالفات وتبديل المواقف، وليست مجرد مشاجرة أطفال في نهاية يوم دراسي تنتهي بالصلح في اليوم التالي بين المتشاجرين في غرفة الأخصائي الاجتماعي.
*
أتناول الحديث عن تنظيم الإخوان المسلمين الذي يسلم البعض حتما بأن هذا التنظيم «الدولي الخطير» هو طيف واحد وشكل واحد وكل فرد ممن ينتمون إليه يشبهون بعضهم البعض إلى حد الاستنساخ، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق لا على المقياس السياسي ولا على المقياس المنطقي البسيط، فهم ليسوا نسخا آلية عن بعضهم البعض، والحكم على فرد منتمٍ للإخوان بإسقاط الحكم على تنظيم الإخوان ممل وغير صحيح والعكس أيضا صحيح، فأولا، الإخوان في الكويت من أطياف مذهبية إسلامية مختلفة وهذه حقيقة مؤكدة.
وثانيا، وهو الأهم أن المتابع للشأن السياسي المحلي الكويتي يعلم علم اليقين أن إخوان الكويت ثلاثة أطياف؛ هم الصقور والحمائم كجناحين سياسيين مختلفين اليوم اختلافا يكاد يصل إلى عتبات الانشقاق، وهناك الإخوان الموكلون بالعمل الاجتماعي الخيري والبعيدون إلى حد مناسب عن السياسة.
الأحداث الإقليمية اليوم ستعجل بوتيرة الانقسام السياسي الذي أعتقد أنه آت لا محالة بين حركة الإخوان المسلمين في الكويت.. الانتخابات الماضية كشفت جزءا كبيرا من ذلك الخلاف، والانتخابات القادمة أعتقد أنها ستكون بابا لأن يزداد الاختلاف وبالتالي الانشقاق
*
والخلاف بين جناحي الصقور والحمائم في حركة الإخوان بالكويت لا أستبعد أن ينشأ عنه انشقاق سياسي يمكن أن ينتج عنه «حركة الإخوان العلمية»، على غرار ما حصل في الحركة السلفية في تسعينيات القرن الماضي، عندما ظهرت الحركة السلفية العلمية بعد خلاف سياسي أدى إلى ذلك الانقسام في ظل متغيرات سياسية شهدتها البلاد إبان ثاني انتخابات شهدتها الحياة الديموقراطية في الكويت بعد التحرير.
*
وأعتقد أن الأحداث السياسية المحلية بين معسكري المقاطعة والمشاركة وكذلك الأحداث الإقليمية اليوم ستعجل بوتيرة الانقسام السياسي الذي أعتقد أنه آت لا محالة بين حركة الإخوان المسلمين في الكويت..
الانتخابات الماضية كشفت جزءا كبيرا من ذلك الخلاف، والانتخابات القادمة أعتقد أنها ستكون بابا لأن يزداد الاختلاف وبالتالي الانشقاق بين جناحين رئيسيين في الحركة الأكثر تنظيما في البلاد، فقط لننتظر ولنرَ ما الذي سيحدث في قادم الأيام، وهل سيكون لدينا «حدس» و«حدس العلمية»؟!
نقلا عن "الأنباء الكويتية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة