قناة الإخوان الجديدة من لندن.. "العين الإخبارية" تتقصى الحقيقة
منذ الضربة القوية التي تلقتها الإخوان الإرهابية في إسطنبول، تتوالى الأنباء عن نيتها نقل إحدى قنواتها الفضائية إلى الأراضي البريطانية.
وقبل شهور وفي إطار سعيها لعودة العلاقات مع القاهرة، قررت أنقرة وقف كافة البرامج التحريضية ضد مصر والتي تبث من أراضيها من خلال فضائيات الشرق ومكملين.
وفي ذلك الوقت، أعلن معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهما من الإعلاميين وقف بث برامجهم عبر الفضائيات التي تبث من الأراضي التركية، والاكتفاء بالبث عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تقرر أنقرة منع كافة ما ينشر من أراضيها مع إخطارهم بضرورة مغادرة البلاد.
وقبل أسابيع قليلة، أعلن معتز مطر مغادرته إسطنبول إلى لندن، بعد أن انتهت المهلة التي منحتها أنقرة لقادة الإخوان، وبدأ على الفور بث برنامجه "مع معتز" عبر منصة تشارك الفيديوهات "يوتيوب"، مع وعد بقرب إطلاق القناة الفضائية الإخوانية.
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال المتخصص في شؤون الإسلام السياسي عمرو فاروق لـ"العين الإخبارية"، إن مطر حطّ في بريطانيا تمهيداً للمشاركة في فضائية تبث من الأراضي البريطانية، تمارس نفس الدور التحريضي ضد مصر والسعودية على حد سواء.
ووفق فاروق، تأسست القناة في لندن تحت اسم "الشرق للخدمات الإعلامية" بميزانية وتمويل من "حزب الله"، وتشرف عليها سيدة تدعى نهاية الطوبجي، وهي إنجليزية من أصول فلسطينية ومقربة من "حزب الله".
فاروق أوضح في حديثه أن الشركة مملوكة للسياسي المصري الهارب أيمن نور، وتعتبر بديلا عن شركة "إنسان ميديا" وقناة "الشرق" التي تبث من داخل تركيا، والحاصلة على الترخيص من جمهورية سيشل الأفريقية.
وبعد حديث مطر عن القناة والتفاصيل التي ذكرها فاروق، بدأت "العين الإخبارية" تقصي الحقيقة عن ذراع الإخوان الإعلامية الجديدة، ولجأت إلى الحكومة البريطانية مباشرة.
وكان رد الحكومة البريطانية قبل أيام، بضرورة التوصل مع هيئة "أوفكوم"؛ وهي هيئة تنظيمية حكومية للاتصالات في المملكة المتحدة والمسؤولة عن منح تراخيص بث القنوات الفضائية على الاراضي البريطانية وتقييم عملها ومدى التزامها بالقانون.
ورد المتحدث باسم أوفكوم، هاري ريبون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، "الشرق لا تحمل رخصة بث بريطانية من أوفكوم".
وتابع :"كل من يريد بث قناة فضائية يجب أن يحصل على رخصة بث، واتباع قانون البث البريطاني الذي يحمي المشاهدين والمستمعين من المحتوى الضار والمسيء".
وهنا بدا الأمر واضحا، فالشرق لم تحصل على رخصة البث حتى لا تخضع للقانون البريطاني الذي يمنع المحتوى الضار والمسيء؛ وهما صفتان مميزتان لإعلام الإخوان الإرهابية، وفق مراقبين.
لذلك، لجأت الإخوان إلى مناورة فاشلة، وهي البث المباشر لقناة الشرق عبر خدمات "Vision TV"؛ أي عبر الإنترنت، وليس عبر البث الفضائي التقليدي؛ وفق ريبون، لتفادي الحصول على رخصة بث من بريطانيا وما تستجوبه من التزام بقوانين صارمة لضبط المحتوى الإعلامي.
وأكد رويبون أن القناة التي يحاول الإخوان بثها عبر خدمات الإنترنت، انطلاقا من الأراضي البريطانية، هي الشرق التي كانت تبث من تركيا في السابق.
لكن المسؤول البريطاني فجر مفاجأة قوية، حين أكد في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" أن بث الشرق عبر الإنترنت، إذا كتب له النجاح، لا يعني خروجها من طائلة قوانين البث البريطانية، لأنها تبث من استوديوهات في الأراضي البريطانية، ما يعد ضربة قوية لمحاولات الجماعة الالتفاف على القانون.
هذه الصعوبات التي تواجهها الجماعة في إطلاق القناة، ظهرت بوضوح في حلقات برنامج معتز مطر على "يوتيوب"، إذ تحدث في البداية عن قرب إطلاق القناة، ثم عاد وبث برنامجه بشكل مباشر عبر اليوتيوب معلنا تأجيل القناة بعض الوقت.
وتحدث مطر في إحدى حلقاته قبل أيام عن عدم وجود قدرات بشرية كافية، وبعض الصعوبات الأخرى التي تصعب عملية البث.
وفي هذا الإطار، يقول طارق أبوالسعد، الخبير في شؤون الإخوان، لـ"العين الإخبارية"، إن المحتوى الإعلامي لجماعة الإخوان تعثر من فترة طويلة، وبالتحديد عندما جرى ربطه بمواقف الإدارة التركية ومآلات السياسة، والذي ترتب عليه انخراط إعلام الجماعة في معركة سياسية دون أي احترام للمهنية.
وتابع "هذا الخطاب الإعلامي والدور الوظيفي أصبح فاشلا، والجماعة تبحث حاليا عن دور جديد".
وكان للانقسام الحادث حاليا بين جبهتي إبراهيم منير في لندن، ومحمود حسين في تركيا أثر بالغ على المسار الإعلامي الجديد للجماعة، بحسب أبوالسعد الذي أوضح "سيطرة جبهة محمود حسين على أغلب المنافذ الإعلامية حتم على الجبهة الأخرى إيجاد صوت جديد يتبع جبهة منير في لندن".
وأضاف "ومن ثم، هناك اتفاق في جبهة منير على بث قناة تكون تحت أعين الجبهة، معبرة عن الرسالة الجديدة التي ستبثها في الفترة القادمة".
وتابع "إذا تعثرت جهود إطلاق القناة من لندن، فستحاول الجماعة البث من دولة أوروبية أخرى".
واستبعد أبوالسعد، بث قناة الإخوان الجديدة من دول في آسيا، لأن فرق التوقيت يصنع إشكالية عند المتابع العربي والمصري خصيصا؛ لذلك فرهان الجماعة حاليا هو إيجاد صيغة للبث من أوروبا.
ووفق مراقبين، فإن انصياع الإخوان لقواعد وقوانين البث التلفزيوني في القارة الأوروبية، سيعني تغييرا كبيرا في المحتوى الإعلامي المسيء للدول والشخصيات العربية، وكذلك في اللغة الحادة التي عرف بها إعلام الجماعة من حقبة إسطنبول.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز