صراع الإخوان.. جبهة إسطنبول "تسجل هدفا" في مرمى منير بقدم "طلبة"
يوما بعد آخر يتعمق الانقسام بقمة هرم تنظيم الإخوان، في ظل استمرار الصراع بين جبهتين متناحرتين على المال والسلطة.
وفي تطور جديد في الصراع بين قيادات الإخوان، أصدر التنظيم الإرهابي (جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة من أنقرة)، قرارا بتعيين علي حمد متحدثاً إعلامياً للجماعة بالخارج، إضافة إلى طلعت فهمي المتحدث الإعلامي الحالي بالخارج، وكذلك المتحدثون الإعلاميون بالداخل؛ حسن صالح، وأحمد عاصم، وإيمان محمود.
ووقع على القرار، اللجنة القائمة بعمل المرشد والمتحدث باسمها مصطفى طلبة، الذي تستخدمه جبهة إسطنبول لتسجيل أهدافها في الصراع مع جبهة لندن، بقيادة إبراهيم منير.
واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد المطعون في شرعيته، وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة من أنقرة، عقب إعلان الأخيرة مؤخرا تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.
وبعد ساعات من إعلان تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، أكدت جبهة لندن في المقابل أن إبراهيم منير هو القائم بأعمال المرشد والمعبر عن مؤسسات التنظيم.
وبتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد"، تكون الجماعة قد كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين تنظيمين رسميين للمرة الأولى داخلها، لكل منهما متحدثان رسميان، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.
تكريس للانقسام
منير أديب، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، يرى في حديث لـ"العين الإخبارية" أن ما حدث يجسد ويعمق فكرة الخلاف بين جبهتي حسين ومنير، حيث إن كل جبهة منهما قامت بإنشاء مكاتب ومؤسسات بديلة للمؤسسات التي أنشأتها الجبهة الأخرى.
وأضاف: "إبراهيم منير قام بتعيين وتنصيب نفسه قائما بأعمال مرشد الإخوان، لذلك من الطبيعي قيام جبهة حسين بتسمية قائم آخر بأعمال مرشد الإخوان، وهو مصطفى طلبة ضمن لجنة تدير شؤون التنظيم.
وبعد أشهر من إعلان منير تعيين متحدثين إعلاميين جديدين باسم الجماعة، هما أسامة سليمان عضو مجلس الشورى العام، وصهيب عبد المقصود رئيس اتحاد طلاب الأزهر سابقا، أعلنت جبهة حسين تعيين الشاب علي حمد بجانب طلعت فهمي.
يسمع ويطيع
وبحسب ما يتوافر له من معلومات، قال "أديب" إن المنصب الجديد عرض على عدد كبير من الإخوان التابعين لجبهة محمود حسين لكنهم اعتذروا ورفضوا المنصب، ما استدعى البحث عن شخص يقبل بالمنصب فى ظل حالة الابتعاد عن تولي مناصب قد تكلف أصحابها مواقف قد يكونون غير راضين عنها في ظل هذا الانشقاق.
وأردف: "هذا الشخص (علي حمد) الذي يعمل مذيعا بقناة (وطن) التابعة للإخوان، قبل المنصب، وقد عرض عليه تحديدا؛ لأنه ينتمي للتيار المتشدد داخل التنظيم، وهذا التيار يتمتع بقدرة هائلة على السمع والطاعة، وبالتالي أسندت له هذه المهام لأنه يسمع ويطيع".
ولم يستبعد أديب تخلي الشاب حمد وهو من إخوان مغاغة بصعيد مصر، عن وظيفته كإعلامي بقناة وطن، من أجل منصبه الجديد كمتحدث باسم الجماعة.
ورأى أديب أن تعيين متحدث جديد "يعزز فكرة الانقسام، ويؤكد أننا أمام جماعتين وليست واحدة".
وأبرز أن جبهة حسين لم تقتصر فقط على تعيين متحدثين إعلاميين، وإنما تقوم الآن على إنشاء مكاتب بديلة للمكاتب التي رفضت إعلان البيعة والموالاة لها، وما زالت على دعمها لجبهة إبراهيم منير.
وأوضح: "إخوان ماليزيا وقطر وبعض إخوان تركيا ما زالوا علي ولائهم لمنير، وهو ما يستدعي إجراء انتخابات قد تكون صورية أو مزيفة، حيث إنها (جبهة حسين) تريد إنشاء رابطة تعبر عن هذه الجبهة".
نقطة اللاعودة
وفي قراءته للتطور الجديد بتعيين جبهة حسين متحدثا إعلاميا جديدا، قال هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "الانقسام واقع ويجري تكريسه كل يوم".
ونوه في هذا الصدد، إلى أنه منذ إجراءات العزل المتبادلة تخطت معه الجبهتان نقطة اللاعودة، وهما الآن في مراحل متقدمة، إما بفصل الكيانين عن بعضهما، أو أن ينجح أحدهما في القضاء على الآخر، وإعلان نفسه قائدا على الجماعة بكاملها.
وإذ أشار إلى أنه قد لا يكون لإجراء كهذا قدر كبير من التأثير وتعديل موازين القوى بين الجبهتين نبه "النجار" بأنه يمثل تطورا رمزيا.
وبين أن التشكيل الجديد جرى الإعلان عنه بقيادة مصطفى طلبة الذي أصبح يمارس مهامه الموكولة له ويجري تعيينات جديدة، ما يعني تكريس أمر واقع جديد من شأنه تهميش سلطة الجبهة المناوئة، في محاولة لجعلها جزءا من الماضي وتصويرها كما لو كانت غير فاعلة، وأن هناك سلطة وقيادة جديدة وهيكلا تنظيميا جديدا، وكوادر يتم تصعيدها للقيام بمهام إدارة التنظيم وتمثيله.
وتعيش الجماعة الإرهابية حالة من التخبط الداخلي الشديد، خلال الآونة الأخيرة، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والتشكيك في الذمم.
ولا تزال جبهة لندن التي يقودها القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، تسيطر على مقاليد الأمور لتمتعها بنفوذ دولي واسع.
بينما تسعى الجبهة الأخرى التي يرعاها الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين من أنقرة للقضاء على الأولى بضربة قاصمة ولإقصاء منير عن منصبه، مستمداً قوته من الغطاء المالي الذي يتمتع به كونه أحد أهم رؤوس الحربة المسيطرين على مقاليد الأمور المالية للتنظيم الدولي للإخوان.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز