مواقف الإخوان دائماً الاصطفاف ضد المملكة العربية السعودية، بل تشكيل جبهات مضادة وتزوير المواقف السياسية السعودية.
ارتكبت جماعة الإخوان المسلمين في حق المملكة العربية السعودية ووجودها جملة من المواقف السيئة التي يصعب تبريرها، وعقدت تحالفات موجهة ضد المملكة، كما أنها دعمت إنشاء تنظيمات محلية وخارجية.
فمواقف الإخوان دائماً الاصطفاف ضد المملكة العربية السعودية، بل تشكيل جبهات مضادة وتزوير المواقف السياسية السعودية.
الآن تبيّن سبب هجوم جماعة الإخوان المسلمين على السعودية، لأن منهجها الوسطية والتسامح والاعتدال، وهذا ما لا تريده الجماعة، بل تريد مَن يدعمها ويتفق مع هواها وفكرها الإخواني كما تفعل قطر وتركيا، في إعانة هذا التنظيم للوصول لأهدافه في البحث عن السلطة والوصول إلى مقاعد الحكم.
فلنعد قليلاً إلى الوراء لنحكم على مجموعة أحداث سياسية شهدتها المنطقة، اتخذت فيها الجماعة الإخوانية مواقف مضادة ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
ففي عهد الملك فهد -رحمه الله- في حرب الخليج واحتلال الكويت عام 1990 أيّد الإخوان المسلمون صدام حسين في احتلاله الكويت، ووقفوا ضد المملكة العربية السعودية ومَن معها من دول مجلس التعاون في حربهم مع صدام والاستعانة بالقوات الأجنبية.
وفي عهد الملك عبدالله -رحمه الله- عام 2009 عندما شنّ الحوثيون هجوما مسلحا على حدود المملكة العربية السعودية المحاذية لمنطقة جازان وقُتل عدد من رجال الأمن حينها، كنا ننتظر الاستنكار على ما قام به الحوثيون، ولكن خرجت علينا جماعة الإخوان المسلمين ووقفت مع الحوثي ضد السعودية، وخرج المرشد حينها مهدي عاكف في لقاء تلفزيوني وقال: على السعودية أن توقف حربها ضد الحوثيين، ثم أصدرت الجماعة بياناً انحازت فيه إلى الحوثيين ضد المملكة.
وفِي عام 2014 وبعد إصدار المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، قرارا بسحب سفرائها من قطر، بعد فشل جميع الجهود في إقناع الدوحة بوجوب الالتزام بالمبادئ التي تضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي.
خرجت جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى لتقف ضد السعودية والإمارات والبحرين في موقف مضاد وتدافع عن حليفتها وداعمتها قطر.
وفي عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان -حفظه الله- عام 2015 ومع التدخل العسكري في اليمن أو العمليات العسكرية ضد الحوثيين، تحت اسم (عملية عاصفة الحزم)، والتي انطلقت استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي. كان الجميع ينتظر من جماعة الإخوان المسلمين تحديد موقفها لدعم عاصفة الحزم ضد الحوثي الذي دمر اليمن، ولكنها صمتت عن ذلك.
وفي عام 2016، اعتدت إيران وأحرقت السفارة السعودية في طهران وقنصليتها، وصمتت جماعة الإخوان المسلمين على ما حصل، لأن علاقة الجماعة وثيقة مع نظام الملالي وهي علاقة تعمّقت منذ ثورة الخميني.
وفي عام 2017 ومع إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر، خرجت جماعة الإخوان المسلمين لتقف ضد السعودية، والإمارات والبحرين ومصر؛ دفاعاً عن قطر، بل حتى مَن ينتمي إلى الجماعة في الدول العربية قاموا بالدفاع والتهجم على الدول الأربع، بل إن كثيراً من المعرفات المشهورة لدعاة الفتنة في دول الخليج بين مدافع عن قطر وجماعة الإخوان وبين صامت لم يعلق على ما حصل حتى الآن بحجة "درء الفتنة"، والغريب أنهم في السابق كانوا هم أول مَن يتكلم ويهيّج الشباب إلى الجهاد والثورات، فلما جاء الكلام عن الإخوان صمتوا.
ومع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، هاجم عناصر من حركة حماس التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين السعودية، والعجيب في المقابل أن تركيا تقيم علاقات عسكرية وتجارية مع إسرائيل وبها سفارة لها، وخطوط طيران مباشر لتل أبيب، ولا ننسى قطر التي تتمتع بعلاقات سياسية وتجارية علنية مع هذا الكيان.
أليست المملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي، ومنبع الإسلام، ومأرز الإيمان؟
إذاً كل ما تسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين ليس لأجل الدين، بل لتحقيق مصلحة الحزب والجماعة.
الآن تبيّن سبب هجوم جماعة الإخوان المسلمين على السعودية، لأن منهجها الوسطية والتسامح والاعتدال، وهذا ما لا تريده الجماعة، بل تريد مَن يدعمها ويتفق مع هواها وفكرها الإخواني كما تفعل قطر وتركيا، في إعانة هذا التنظيم للوصول لأهدافه في البحث عن السلطة والوصول إلى مقاعد الحكم.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كيد الأعداء والحاقدين، وأن يحفظ حكامنا ويبقيهم عزا للإسلام والمسلمين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة