مؤتمر المجتمعات المسلمة.. مواجهة للتطرف والإسلاموفوبيا
تتناول جلسات المؤتمر التي تمتد ليومين، محاور أساسية تناقش وضع المجتمعات المسلمة في السياق العالمي.
كثيرة تلك القضايا التي يناقشها علماء الدين والأكاديميون والمثقفون المشاركون في فعاليات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي تنطلق فعالياته في العاصمة الإماراتية أبوظبي غدا الثلاثاء على مدار يومين..
فالمؤتمر الذي يعمل على إيجاد مقاربة خاصة لإشكالات المجتمعات المسلمة في الدولة غير الإسلامية بجميع أرجاء المعمورة، يناقش أكثر من 60 أطروحة يقدمها متخصصون لإيجاد معادلة خاصة لعلاقة المسلم بمحيطه ودوره في الاندماج وتعزيز روح التسامح والحوار.
وتقع محاربة الإسلاموفوبيا على رأس قائمة المؤتمر الذي تعمل جلساته على درء مسببات الكراهية والتطرف وفتح الباب واسعاً أمام الحوار، بما يجعل من مخرجاته وصفة فقهية واجتماعية تسهم في خلق فضاءات جديدة تجعل من مسلمي المناطق ذات الأغلبية غير المسلمة فاعلين في نهضة مجتمعاتهم.
وتتناول جلسات المؤتمر التي تمتد ليومين، محاور أساسية مثل وضع المسلمين في السياق العالمي، عبر دراسة متأنية تقف على ما يمثلونه في مجتمعاتهم، إلى جانب التطرق للمشاكل التي تواجههم في التأقلم مع واقعهم وإيجاد مقاربة فقهية لأوضاعهم تنهض على قيم التسامح والحوار.
كما تخص أوراق المؤتمر البحثية، مسلمي مناطق مختلفة من العالم، بدراسات استقصائية تهدف لتعزيز ثقافة السلام في روسيا وألبانيا ودول البلقان وغيرها من المناطق التي تشهد توترات طالت حياة المسلمين فيها، وتعمل البحوث المقدمة على طاولة المؤتمر، على الحفر عميقاً في أسباب هذه المشكلات وإيجاد حلول لها برؤية فقهية إسلامية معاصرة تضع في اعتبارها جميع العوامل المحيطة بالمجتمعات المختلفة، وتشابك علاقاتها مع بعضها البعض في سياقها الجغرافي والوطني لتجعل من الدين عاملاً جديداً يقربها لبقية مكونات مجتمعاتها ويسهل عليها التواصل معها.
وينظر المؤتمر في جلسات متخصصة أخرى بعين العناية والتبصر في أوضاع مسلمي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، كما يقدم عرضاً متكاملاً لأوضاع مسلمي جنوب شرق أفريقيا.
ولا يكتفي المؤتمر العالمي بتقديم ما يشبه الحصر البيبلوجرافي لراهن المجتمعات المسلمة في جميع بقاع العالم، بل يقوم بتشريح هذه الأوضاع وابتكار حلول للمشاكل بصيغة جديدة توائم روح العصر، في استنهاض لقيم التجديد الفكري والديني التي تسهم في التعرف بشكل أكبر على فقه المواطنة للمسلمين في بلاد الغرب وغيرها من الأرجاء.
وعبر التدارس في التجديد والنظر في المشكلات، يستشرف المؤتمر آفاق مستقبل المجتمعات المسلمة، مسلحاً إياها بما يعينها في معركتها ضد التطرف الديني والإسلاموفوبيا، وما يمنحها سانحة جديدة لتندرج ضمن منظوماتها الوطنية مثالاً للتعددية الثقافية وعنواناً للتسامح وقبول الآخر، ترسخ صورة مغايرة للمسلمين عنوانها نبذ التطرف ورفض خطاب الكراهية العمياء التي تشوه الدين الحنيف.