بالصور.. قافلة حكماء المسلمين تبدأ فعالياتها في كولومبيا
أول نشاط لمجلس حكماء المسلمين بأمريكا الجنوبية بدأ من كولومبيا في إحدى الجامعات الكبرى ثم الكنيسة الكاثوليكية ومعهد براهاما كوماريس
في أول نشاط له بقارة أمريكا الجنوبية، نظَّم مجلس حكماء المسلمين قافلة إلى كولومبيا بدأت أولى فعالياتها اليوم الثلاثاء في العاصمة "بوجوتا" بإحدى كبرى الجامعات ثم الكنيسة الكاثوليكية، وأخيرًا معهد "براهاما كوماريس".
وخلال اللقاء المفتوح بمقر جامعة "سرخيو أربوليدا"، تحدث أعضاء القافلة عن الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، والجهود التي تقوم بها المؤسستان في إرساء قيم المواطنة والحوار والتعايش بين أتباع الديانات، كما تحدثوا عن التسامح ونبذ العنف والكراهية، وأهمية السلام العالمي وعلاقته بالأديان.
وشدد أعضاء القافلة على ضرورة التواصل المباشر بين الشعوب والحضارات ومد جسور التعاون والمودة لبسط الأمن ومواجهة الأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى تفكك المجتمعات وتؤدي إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
من جانبهم، طرح عديد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة عددًا من الأسئلة، كان أبرزها علاقة الحضارات بعضها ببعض، وأسباب عدم التوافق المنشود بين الحضارات المختلفة، وجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في هذا الشأن، فأجاب أعضاء القافلة بأن هذا التوقيت يستوجب تكاتف الشعوب والحضارات أكثر من أي وقت مضى، وأن الأزهر الشريف يولي هذا الموضوع اهتماما بالغا حيث أنشأ مركز الحوار بالأزهر من أجل التواصل المباشر والمستمر بين الأزهر والمؤسسات الدينية المختلفة على المستويين المحلي والدولي، وكذلك اللجنة المشتركة بين الأزهر والفاتيكان.
وأوضح أعضاء القافلة الجهود المشتركة بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في إطار الحوار بين الأديان، وما عقد من لقاءات دولية جمعت بين حكماء الشرق والغرب، وكذلك إيفاد قوافل السلام للعديد من دول العالم، ومن بينها هذه القافلة لشرح سماحة الإسلام والتعريف بصورته الصحيحة بعيدًا عن المغالطات والمحاولات التي تسعى للنيل من صورة الإسلام الحقيقي، مشددين على أنَّ الأديان لا علاقة لها بالتطرف والإرهاب بدليل أنَّ التطرف موجود في مختلف مناحي الحياة ولا يقتصر وجوده على الأديان، وأن هذا التطرف إنما يأتي كنتيجة للتفسير الخاطئ للنصوص الدينية السمحة.
ودارت أسئلة الشباب حول مخاطر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل التنظيمات المتطرفة، وكيفية مواجهة ذلك، وتناول أعضاء القافلة جهود مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في رصد كل ما تبثه التنظيمات المتطرفة من رسائل عبر المواقع الإلكترونية المختلفة، لافتين إلى خطورة ما تبثه تلك الجماعات واستهدافها للشباب واستغلال حماستهم وإقناع بعضهم بتنفيذ عمليات إرهابية لا يقرها عرف ولا دين.
وخلال اللقاء الذي استمر 3 ساعات أثنى الحضور على برنامج قوافل السلام وأهمية هذه المحاضرة في تصحيح صورة كانت لديهم مغلوطة عن الإسلام والمسلمين تبثها بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
كما توجه أعضاء القافلة إلى الكنيسة الكاثوليكية بالعاصمة "بوجوتا"، وكان في استقبالهم عدد من الرهبان والقساوسة الذين يمثلون مختلف الطوائف المسيحية، حيث دارت حلقة نقاشية موسعة حول علاقة الأديان بعضها ببعضها وضرورة التعايش وقبول الآخر، ودور الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم التعايش السلمي والسلام العالمي، وما يقدمه مرصد الأزهر من جهود في هذا الصدد، حيث عرض أعضاء القافلة الجهود المبذولة والإشارة إلى مشروع قوافل السلام كأحد الأدوات المهمة في إرساء قيم المواطنة والسلام في مختلف المجتمعات دون تفرقة.
من ناحيتهم، شدد الرهبان والقساوسة على أهمية هذه القافلة بصفتها القافلة التي تطرق أبواب قارة أمريكا الجنوبية، وأنَّ اختيار كولومبيا لتكون البوابة الأولى لإيفاد قوافل السلام إلى هذه القارة يعد تدعيمًا لروح الحوار والدور الحقيقي الذي يقوم به الأزهر الشريف كمؤسسة دينية إسلامية كبرى تمثل المرجعية الأولى للمسلمين حول العالم.
وفي نهاية فعاليات اليوم الأول، توجه أعضاء القافلة إلى معهد "براهاما كوماريس"، حيث عقدوا لقاءً مع قيادات المعهد والتعرف على أنشطته، وقام أعضاء القافلة بإعطاء نبذة مختصرة عن القافلة وأهمية التعارف والتواصل بين أتباع الديانات المختلفة بصفتهم يمثلون النواة الحقيقية لمجتمعاتهم، وأن سنة الله في الأرض اقتضت اختلاف طبائع الناس وألوانهم وعقائدهم لعلة التقارب والتعارف الذي لا بد من حدوثه بين القبائل والشعوب المختلفة.