عائلة تايلاندية تصارع الاندثار لحماية حرفة نسج الحرير
الأسرة تعد الجيل الأخير الذي ما زال ينسج الحرير بحي صغير تحيطه ناطحات السحاب والوحدات السكنية الفاخرة وسط مدينة بانكوك
تكافح عائلة نيبون التايلاندية لإبقاء حرفة نسج الحرير التقليدية حية في البلد الذي يبتعد فيه الشباب عن هذه الصناعة التي أتقنها مسلمو تايلاند لأجيال عدة.
ولا تزال تايلاند تصدر حريرا بقيمة 15 مليون دولار تقريبا، لكن فيتنام والصين تقدمان الآن منافسة شرسة للسوق الأمريكية المربحة.
وتناقلت هذه الحرفة عبر الأجيال، والتي بدأت مع النساء المسلمات اللائي هاجرن من كمبوديا قبل قرون وأتقنّ فن تحويل شرانق دود القز التايلاندية إلى قماش ناعم يتميّز بلمعانه الفريد، ومرغوب في أنحاء العالم.
وتقول هذه الأسرة إنها الجيل الأخير الذي ما زال ينسج الحرير في بان كروا، وهو حي يضم منازل خشبية متهالكة ومسجدا في وسط مدينة بانكوك، وقد أصبح محاصرا بناطحات السحاب والوحدات السكنية في العاصمة.
وازدهر نسج الحرير بعد الحرب العالمية الثانية بفضل "ملك الحرير" الأمريكي جيم تومسون الذي يُعزى إليه الفضل في جعل الحرير التايلاندي مطلوبا على المستوى العالمي.
ويعد منزل تومسون أحد أكثر المواقع السياحية استقطابا للزوار في بانكوك، لكن هذا الأخير عثر على أول مورديه من بين الحائكين المسلمين على الضفة الأخرى من القناة.
وقال نيبون مانوتا (71 عاما): "حرير بان كروا شهير جدا، وهي حرفة نمّاها المسلمون".
وتشهد رسالة كتبها السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي، شقيق الرئيس الأمريكي جون كينيدي، معلقة على جدار متجره الواقع على قناة مائية على هذا التاريخ العريق، وهي هدية قدمها هذا السياسي الأمريكي لوالدي نيبون بعد زيارة قام بها لمتجرهما عام 1962.
وفي ذروة نشاطه، وظف متجر عائلة نيبون 50 شخصا وكان ينتج آلاف الأمتار من الحرير شهريا، لكن وفاة تومسون الغامضة عام 1976 في ماليزيا انعكست سلبا على الشراكات في هذا القطاع، فيما انتقل الإنتاج بشكل تدريجي من بانكوك إلى شمال البلاد.
واستطاع نيبون الاستمرار في هذا العمل من خلال التحول إلى أسلوب النماذج وفق الطلب، معتمدا على ابنته التي أنشأت موقعا إلكترونيا لعرض الأوشحة والحقائب والمناديل الأنيقة ذات الألوان الزاهية بهدف تسويقها.
لكن مع تبقي حفنة صغيرة من الحائكين الكبار في السن في بان كروا، فإن الخبرة في هذا المجال تتلاشى، وقالت ناتشا سوانابوم شقيقة نيبون: "عدم اهتمام الشباب بهذه الحرفة أمر مخز".
وقالت باتراماس (40 عاما) وهي ابنة نيبون: "العاملون لدينا يكبرون سنة بعد أخرى"، واشتكت من اندثار الحرف اليدوية بسبب الوظائف الأسهل والأكثر ربحا.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز