"العالم الإسلامي" تدعو لتنسيق جهود التصدي للتطرف
أمين عام رابطة العالم الإسلامي يدعو في افتتاح مؤتمر الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي بإسلام أباد لخطاب سامي متسم بالوسطية والتوازن
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، حاجة الجميع للقيم العالية التي تمثّل سمة الإسلام الحق، وتكوين خطاب سامٍ بمصدره متسمًا بالوسطية والتوازن في محاكماته، متحريًا الصدق والحقيقة في مادته والجمالية في روحه وأسلوبه مع الترفع عن التجريح والحدة في تناولاته، والارتقاء بالجميع وعياً وسلوكاً في أهدافه ورسالته، لا سيما فيما يتعلق بسلامة المنهج والفكر الذي يحفظ الهوية الإسلامية بنقائها وخيرها على الإنسانية أجمع.
وأفاد الأمين العام أن التطرف الإرهابي عبارة عن سلوك عدواني يستهدف الإخلال بالأمن وتقويض أركان الاستقرار، ويتناقض مع أصول أحكام الشريعة ومقاصدها، داعياً إلى تنسيق الجهود الإسلامية كل بحسب موقعه وقدراته واختصاصه، لإيجاد قاعدة للعمل المشترك في صد هذه الظاهرة الشاذة المرعبة المحدقة بالجميع.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، الإثنين، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي "الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في إسلام أباد تحت رعاية فخامة الرئيس ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية.
وأضاف أن من صميم الوسطية التي تتسم بها الشريعة الإسلامية الخاتمة التيسيرُ ورفع الحرج والضيق الذي كان في بعض الشرائع السابقة، عقوبة لأصحابها، ولفت النظر إلى أن الإسلام رسالة عالمية خالدة، تستبطن دواعي القبول وقابلية الانتشار، مبينًا أن شريعة الإسلام محكمة المبنى معقولة المعنى، فطرية الأساس، جارية على مقتضى مصالح الناس.
وأشار إلى أن علماء الإسلام قد أبرزوا عبر العصور الوسطية كمبدأ ثابت ومنهاج أصيل في مختلف مناحي الثقافة الإسلامية وفروعها، سواءً على مستوى التصورات والمفاهيم، أو على مستوى السلوك والتطبيق، وفي الأصول والفروع وفي العقيدة والعمل أبرزوا "المنهاج الوسطي" الذي اتضحت من خلاله المحكمات وانكشف دخيل الأفكار والأوهام والمغالطات، واستبان سبيل المتنطعين الغالين، ودُحضت حججهم.