بالصور.. المتحف الوطني للمجاهد راوي وقائع الثورة التحريرية الجزائرية
في الذكرى العشرين لاستقلال الجزائر دشن الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد المتحف الوطني للمجاهد
في الخامس من يوليو 1982، وفي الذكرى العشرين لاستقلال الجزائر، دشن الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد المتحف الوطني للمجاهد، أكبر وأهم متحف تاريخي عن تاريخ الثورة التحريرية الجزائرية، يضاف إلى بقية المتاحف الـ 48 الموجودة عبر ولايات الجزائر التي ساهمت في الحفاظ على ذاكرة الشعب الجزائري.
فقد اختير لهذا المتحف أن يكون شاهدا مصورا وحتى مسموعا عن نضال وكفاح الجزائريين في وجه المستعمر الفرنسي منذ أن وطأت قدماه أرض الجزائر سنة 1832 إلى غاية خروجه منها عام 1962، وشاهدا أيضا عن أبشع الجرائم في حق الإنسانية في القرن العشرين التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري الأعزل، من خلال مجموعة كبيرة جدا من الصور والوثائق التاريخية والشهادات الحية والمجسمات المترجمة لكفاح الجزائريين.
واختير المتحف في هذا المكان تحديدا حيث اجتمع 22 قائدا للثورة التحريرية ليفجروا الثورة في العاصمة الجزائرية ووسط الجزائر، لطرد أعتى قوة استعمارية.
يضم المتحف الوطني للمجاهد في الجزائر، أربعة أجنحة كبرى تروي وتخزن تاريخ الثورة الجزائرية الكبرى، بمجموعة من الصور والنماذج التي بدأت من فترات المقاومة الشعبية ومن ثم إلى النضال السياسي، حتى فترة اندلاع الثورة التحريرية، وما تخللها من بطولات الجزائريين، ومجازر وجرائم المستعمر الفرنسي، وكلها تعتبر شاهدا حيا يؤكد عظمة الثورة الجزائرية.
من خلال التمعن في المهام الموكلة للمتحف الوطني للمجاهد، تتضح الأهمية القصوى التي توليها الجزائر للحفاظ على الذاكرة الوطنية الجزائرية، واسترجاع الجزء الأكبر منها الذي نهبته فرنسا الاستعمارية قبيل خروجها مجبرة لا مخيرة من الجزائر.
وتتلخص مهام المتحف في استرجاع الوثائق والأغراض المتحفية، وتسجيل الشهادات الحية التي لها علاقة بالمقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية، والعمل على ترميمها وحفظها ومن ثم عرضها واستغلالها في الدراسات الأكاديمية والمحافل الدولية، حيث أعلنت الجزائر عن تسجيل ستة آلاف شهادة حية بالصوت والصورة، تضاف إلى 13 ألف شهادة أحصتها الجزائر منذ الاستقلال.
ومن بين المهام المنوطة بالمتحف، إنجاز برامج البحث في مجالات علم المتاحف، والمشاركة في أعمال الباحثين والهيئات الوطنية والأجنبية، وكذا جمع المراجع وتبادل المعلومات العلمية والتقنية مع الهيئات المتخصصة في الجزائر وفي خارجها، وتنظيم الندوات والملتقيات الوطنية والدولية.
كما يهتم المتحف كذلك بطبع النشريات المتعلقة بنشاط المتحف في مجال علم المتاحف والتاريخ، وتوظيف وسائل الإسناد السمعية البصرية فيما يخدم نشاط المتحف، والمساهمة في التجمعات الوطنية والدولية ذات العلاقة بمهمة المتحف، وإحياء الأعياد الوطنية ومختلف المناسبات التاريخية.