جيش ميانمار يشن حملة "الأرض المحروقة" ضد الروهينجا
أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، نيرانا تبتلع مساحات هائلة من ولاية راخين، ما يعزز الاتهامات الموجهة للقوات الحكومية
أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، نيرانا تبتلع مساحات هائلة من ولاية راخين في ميانمار، ما يعزز الاتهامات الموجهة إلى القوات الحكومية بتبني حملة أرض محروقة نظامية ومتعمدة لطرد أقلية الروهينجا المسلمة.
وبالإضافة إلى هذه الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية الخاصة بمنظمة العفو الدولية، حصلت صحيفة "الجارديان" البريطانية على مقطع فيديو من بعض القرويين الروهينجا الذين يفرون من منازلهم في محاولة للوصول إلى بنجلاديش المجاورة.
وتظهر في المقطع نيران مشتعلة من على بعد، فضلا عن مئات الأشخاص يمشون ببطء عبر طرق موحلة في الغابات ويعبرون أنهارا بحقائبهم وأمتعتهم. وأشارت الجارديان إلى أنها شاهدت على الأقل صورتين لجثث.
وفي تقريرها، قالت الصحيفة إنه يصاحب هذه الأدلة شهادات من لاجئين روهينجا يؤكدون أنه تم تحذيرهم بأن القوات الحكومية ستهاجمهم ما لم يغادروا قراهم، وعندما حاولوا الفرار، بدأ الجنود في إطلاق النار والطعن العشوائي.
وقال أحد الفارين بالقرب من الحدود البنجالية، حسبما نقلت عنه "الجارديان": "هجم الجيش في الساعة 11 صباحا. وبدأوا إطلاق النار على المنازل والأشخاص، واستمر الأمر نحو ساعة".
وأضاف "عندما هرب الناس، حرقوا المنازل بزجاجات البترول وقاذفات الصواريخ. استمرت الحرائق 3 أيام. والآن لا توجد أية منازل في منطقتنا، تم حرقها جميعا".
وحسب "الجارديان"، أظهرت أجهزة استقبال الأقمار الصناعية 80 حريقا هائلا على الأقل عبر مناطق مأهولة في شمال راخين منذ 25 أغسطس الماضي؛ بداية شن عملية عسكرية من قبل جيش ميانمار.
وذكرت الصحيفة أنه تمت مقارنة صور التقطت في التوقيت نفسه على مدار الـ4 سنوات الماضية، لكن لم يكن هناك أية حرائق بهذا الحجم في الولاية. ومن ثم تشير الأدلة إلى أنه يتم استهداف منازل الروهينجا عن قصد فيما تدينه الحكومات الأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان وتصفه بتطهير عرقي.
ووصفت تيرانا حسن، مديرة الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، الأدلة بأنها غير قابلة للجدل، وتوضح الجرائم التي يرتكبها نظام ميانمار ضد الإنسانية.
وتابعت "يوجد نمط واضح ونظامي للانتهاكات هنا. تحيط قوات الأمن بإحدى القرى، وتطلق النار على الأشخاص الذين يحاولون الهرب في ذعر، ثم يشعلون النار في المنازل حتى تتساوى مع الأرض. قانونيا، تعتبر هذه جرائم ضد الإنسانية وهجمات نظامية وترحيلا قسريا للمدنيين".
وهرب على الأقل 370 ألف روهينجي عبر الحدود إلى بنجلاديش على مدار الـ3 أسابيع الماضية.
وتقدر اليونيسيف أن ما يزيد على 1100 طفل وصلوا إلى بنجلاديش دون مرافق، محذرة من أن العدد سيتزايد خلال الأيام المقبلة.
وأقر المتحدث الرسمي باسم رئاسة ميانمار، زاو هتاي، الأربعاء الماضي، بأنه تم استهداف نحو 500 قرية من قبل الجيش في إطار عمليات تطهير. مشيرا إلى أن نحو 40% من القرى أصبح فارغا تماما الآن، بالإضافة إلى 10% خالية جزئيا من الروهينجا.