لغز جيف بيزوس.. لماذا يبيع هذا الكم الهائل من أسهم أمازون؟
رغم تحقيق شركة أمازون الأمريكية نتائج جيدة بالربع الأول من 2021، فإن مؤسسها جيف بيزوس فاجأ الجميع بصفقة غامضة لم يكشف تفاصيلها للآن.
وباع جيف بيزوس مؤسس ورئيس شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة أمازون، جزءاً من حصته في الشركة بقيمة 6.7 مليار دولار تقريبا خلال الـ10 أيام الأولى التي مرت من شهر مايو/أيار الجاري.
وأظهرت بيانات هيئة الأوراق المالية الأمريكية الصادرة، أمس الثلاثاء، أن بيزوس باع خلال الأيام القليلة الماضية نحو مليوني سهم من أسهم أمازون. وتم البيع على 3 دفعات، وذلك بعد وقت قليل للغاية من إعلان الشركة تحقيق نتائج جيدة خلال الربع الأول من العام الحالي.
- بعد انفصال جيتس وميليندا.. من يسكن القصر العملاق ويجاور بيزوس؟
- أفخم يخوت العالم.. "بيزوس" يدخل لعبة السفن العملاقة
البيع الحالي ليس الأول من أسهم بيزوس التي يمتلكها في أمازون لكن تم ذلك مرتين خلال العام الماضي، الأولى كانت في فبراير/شباط، أما الثانية كانت قبل نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث باع بيزوس كمية من الأسهم بأكثر من 7 مليارات دولار.
ما يعنى أن مقدار ما باعه بيزوس خلال 10 أيام فقط يقترب من قيمة ما باعه خلال عام الجائحة 2020، التي استفادت الشركة خلاله أمازون من ازدهار حركة التجارة الإلكترونية في العالم .
وخلال عام جائحة كورونا ارتفع سعر سهم أمازون بنسبة 76%، ولكن منذ نهاية أبريل/نيسان 2021 تراجع سعر السهم بنسبة 7% تقريبا، وبلغت القيمة السوقية للشركة مؤخرا نحو 1.65 تريليون دولار
وتبلغ حصة بيزوس البالغ من العمر 57 عاما في أمازون التي أسسها عام 1994، نحو 10% من أسهمها، لكنه رغم عمليات البيع المتتالية فإنه مازال أكبر مساهم فرد فيها
وبحسب مجلة فوربس ومؤشر بلومبرج لمليارديرات العالم، يعتبر بيزوس أغنى شخص في العالم، حيث تقدر ثروته بنحو 188 مليار دولار.
ويعتزم بيزوس التخلي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمازون خلال الربع الثالث من العام الحالي ليشغل منصب رئيس مجلس الإدارة فقط.
لماذا باع حصته؟
لم تتضح حتى الآن خطط بيزوس للاستفادة من حصيلة بيع أسهم أمازون، ولكن رئيس أمازون اعتاد ضخ الأموال في شركة تكنولوجيا الفضاء بلو أوريجن التي أسسها وفي مؤسسة بيزوس إيرث.
ويرى العديد من خبراء المال والأعمال، أن الملياردير جيف بيزوس، والمرشح ليكون أول تريليونير في العالم خلال عام 2026، يقلص استثماراته على الأرض، لصالح شركته "بلو أوريجين" المتخصصة في مجال الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، والمنافس الأول لشركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، والتي أطلقت مئات الأقمار الصناعية في الفضاء لتوفير خدمة إنترنت تغطي كل بقاع الكرة الأرضية.
وفي المقابل لا تزال شبكة "كويبر" للأقمار الصناعية على الأرض رغم تخصيص بيزوس 10 مليارات دولار لدعمها.
ولكن هناك وجهة نظر أخرى تقول أن جيف بيزوس يحاول تخفيف حجم "ضريبة الثروة" التي يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرضها على الشركات العملاقة، من خلال تسييل حصته في الأسهم وضخها في مشروعات جديدة.
ورغم أن بيزوس أيد في بيان رسمي لشركته "أمازون" توجه الرئيس بايدن نحو فرض ضريبة بقيمة 2% على الأسر التي تزيد ثروتها على 50 مليون دولار، وكذلك ضريبة 1% لمن تزيد ثروته على مليار دولار، لصالح تنفيذ مشروع لتطوير البنية التحتية في الولايات المتحدة بقيمة 2 تريليون دولار، فإن شركة أمازون كثيرا ما تلاحقها اتهامات بالتهرب الضريبي، وهو الأمر الذي تنفيه الشركة باستمرار.
استعمار المريخ
وبينما أشار بيزوس إلى اقتناعه برؤية عالم الفيزياء والمدافع عن الفضاء الراحل جيرارد أونيل، فإنه سخر من حديث ماسك عن استعمار المريخ.
ولم يخفِ بيزوس اعتقاده بأن الكوكب الأحمر غير قابل للحياة.
وقال في مؤتمر عام 2019: "من يرغب بالانتقال إلى المريخ؟ أرجو أن تعيش على قمة جبل إفرست لمدة عام أولا لترى إن أعجبك الأمر.. إنه جنّة مقارنة بالمريخ".
ولا شك في أن مبالغ مالية هائلة على المحك في المنافسة بين بيزوس وماسك.
ويتوقع المحلل آيفز بأن يتحوّل الفضاء قريبا جدا إلى قطاع يدر تريليونات الدولارات.
وقال: "يعرف بيزوس وماسك بأن الفائز في معركة الفضاء سيتوّج خلال العام أو العامين المقبلين".