اكتشاف غاز غامض قرب "درب التبانة"
لا تزال كيفية إخراج الغاز لغزا، لكن باحثون قالوا إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن يكون لها آثار مهمة على مستقبل المجرة
اكتشف فريق دولي من الباحثين باستخدام تلسكوب "راديوي" بمرصد أتاكاما في تشيلي، غازاً بارداً كثيفاً تم إطلاقه من مركز مجرة درب التبانة "مثل الرصاص"، وأُعلن عن ذلك الأربعاء في دورية "نيتشر".
ولا تزال الكيفية التي تم بها إخراج الغاز لغزاً، لكن الباحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية وجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، يقولون إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن يكون لها آثار مهمة على مستقبل مجرتنا.
وأثارت الرياح في مركز مجرة درب التبانة الكثير من الجدل منذ اكتشاف ما يسمى بـ"فقاعات فيرمي" قبل عقد من الزمان، وهي كرة عملاقة مملوءة بالغاز الساخن والأشعة الكونية، فقد لاحظ الباحثون أنه ليس هناك غاز ساخن فقط قادم من مركز مجرتنا، ولكن أيضاً غاز بارد وكثيف جداً، وهذا الغاز البارد أثقل بكثير، لذا يتحرك بسهولة أقل.
ويعتبر مركز مجرة درب التبانة موطناً لثقب أسود هائل، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الثقب الأسود قد طرد الغاز، أو ما إذا كان قد تم تفجيره بواسطة آلاف النجوم الضخمة في مركز المجرة.
وقال المؤلف الرئيسي، الدكتور إنريكو دي تيودورو من جامعة "جونز هوبكنز" في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة الوطنية الأسترالية بالتزامن مع نشر الدراسة: "لا نعرف كيف يمكن أن ينتج عن الثقب الأسود أو بواسطة النجوم الضخمة، فما زلنا نبحث عن مسدس الدخان".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظة شيء كهذا في مجرة درب التبانة، ويحدث هذا النوع من العمليات في مجرات أخرى، ولكن مع المجرات الخارجية توجد ثقوب سوداء أكثر ضخامة، ويكون نشاط تكوين النجوم أعلى، مما يجعل الأمر أسهل للمجرة لطرد المواد.
ومن الواضح أن هذه المجرات الأخرى بعيدة جداً، ولا يمكننا رؤيتها بتفاصيل كثيرة، بينما مجرتنا تشبه تقريباً مختبراً يمكننا الدخول إليه ومحاولة فهم كيفية عمل الأشياء من خلال النظر إليها عن قرب.