خرافات الكسوف.. أساطير تاريخية تطارد الظاهرة
خبير اجتماعي مصري يرى أنه كلما زاد حديث العلم المرتبط بظاهرة كسوف الشمس، توارت خجلا الأساطير المرتبطة بالظاهرة
رغم التطور العلمي الذي شهده العالم، لا تزال بعض الخرافات المرتبطة بالكسوف تعيش عند البعض، والمفاجأة أن يكون مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتربع على عرش النشر العلمي.
وقبل 10 سنوات، فوجئ الباحثون من كلية كوبنهاجن لإدارة الأعمال في الدنمارك، أن المضاربين وأصحاب رؤوس الأموال يكونون أكثر تردداً في وقت كسوف الشمس، ويعتبرونه من الأوقات التي تنطوي على مخاطر ومجازفة، وذلك بناء على تحليل تم إجراؤه لـ4 من أسواق المال الأمريكية و10 أسواق مال آسيوية.
هذه النتيجة، وإن كان البعض يحاول التخفيف من صدمتها بالقول إن هذا السلوك دافعه في الأساس جبن رؤوس الأموال، الذي يتسبب في بعض الأحيان بسلوكيات غير مفهومة، إلا أن الحقيقة التي يراها الدكتور خالد شوقي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق (شمال القاهرة)، أن العلم وان كان قد غزا العالم، إلا أن بعضا من الخرافات لا تزال تعيش في أدمغة البعض.
ويرى شوقي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هذا السلوك جاء متأثرا بأساطير تاريخية ارتبطت بظاهرة الكسوف، ومنها أسطورة تتحدث عن أن الكسوف والخسوف يحدثان نتيجة خلاف بين الشمس والقمر، وتكون الغلبة لمن يطرد الآخر، وذهاب أسطورة أخرى إلى أنه يجب أن تبقى النساء الحوامل داخل المنازل، خلال فترات الخسوف والكسوف، لوجود اعتقاد أن التعرض للضوء في هذا الوقت قد يضر بهن وبالأجنة في أرحامهن.
وتشير أسطورة ثالثة إلى أن النساء الحوامل في هذا التوقيت يجب أن يمتنعن عن استخدام السكين وأي آلة حادة، لأنها قد تُحدث علامة في جسد الجنين.
والحل الذي يراه شوقي لإفراغ هذه الأساطير بشكل تام من أدمغة البشر هو ربط هذه الظاهرة دوما بالأبحاث العلمية، فكلما زاد حديث العلم المرتبط بالظاهرة، توارت خجلا مثل هذه الأساطير.
ويرى أن البحث العلمي الذي أجرته جامعة ميسوري قبل عامين لملاحظة سلوك الحيوانات وقت الكسوف، والذي فوجئ بانخفاض تام في نشاط النحل، نموذج جيد لأحد الأبحاث المطلوبة في هذا الإطار.
ويقول: " ننتظر أن يتم استغلال مثل هذه الأحداث لاستكمال هذه الدراسة، لمعرفة التغيرات التي تحدث وقت الكسوف وتدفع النحل لهذا السلوك".