نادية لطفي.. "لويزا الطيبة" ترحل وتترك "النظارة السوداء"
في عام 1958 قدمت نادية لطفي أول أدوارها في السينما؛ إذ شاركت في فيلم "سلطان" أمام فريد شوقي.
جمعت الفنانة المصرية نادية لطفي بين جمال الملامح وهدوء الطباع، وكشفت نبرة صوتها الناعمة عن أنثى بالغة الرقة، فيما تشع نظرة عينيها الحائرة براءة وكبرياء.
رحلت "لويزا الطيبة" التي أسرت الجميع بطيبتها في "الناصر صلاح الدين"، عن عمر يناهز 83 عاما، تاركة "النظارة السوداء" وحدها، بعد أيام من تدهور صحتها وفقدانها الوعي داخل أحد المستشفيات المصرية.
ولدت "بولا محمد لطفي شفيق" الشهيرة بنادية لطفي يوم 3 يناير 1938، لأب صعيدي يعمل محاسبا، وأم بسيطة من محافظة الشرقية، ونالت قدرا كبيرا من التدليل من جانب كل أفراد أسرتها في فترة الطفولة وصباها.
حصلت على شهادة المدرسة الألمانية عام 1955، ولم يكن بين طموحها أن تصبح ممثلة مؤثرة على الساحة الفنية، حتى رآها المخرج رمسيس نجيب في إحدى المناسبات العامة، ونصحها بالعمل في التمثيل واختار لها "نادية بدلا من بولا".
وفي عام 1958 قدمت أول أدوارها من خلال المشاركة في فيلم "سلطان" بطولة فريد شوقي، وعلى الرغم من عدد المشاهد المحدود في تجربتها الأولى؛ نجحت نادية في لفت أنظار المنتجين وكتّاب الدراما.
بمرور الوقت امتلكت نادية لطفي زمام الثقة وشهدت فترة الستينيات مجموعة فنية رائعة لها مثل "مع الذكريات، حب لا أنساه، ثورة البنات، الباحثة عن الحب، أبي فوق الشجرة، المومياء للمخرج شادي عبدالسلام، ويعد هذا العمل أفضل فيلم في تاريخ السينما المصرية والعربية.
ولم تهمل نادية لطفي الأنثى الكامنة بداخلة وراحت تبحث مثل أي امرأة عن الحب الذي يغير طعم الحياة، وتزوجت من ضابط بحري يدعى عادل البشاري وأنجبت منه ابنها الوحيد "أحمد" وفشل الزواج ولم يستمر سوى عامين.
وكررت التجربة مرة ثانية في فترة السبعينيات؛ إذ تزوجت من المهندس إبراهيم صادق ولم تنجب أولادا رغم أنها عاشت معه فترة طويلة، وكانت الزيجة الثالثة من شخص يسمى محمد صبري.
نادية لطفي والقضية الفلسطينية
تميزت نادية لطفي عن بنات جيلها بحبها الشديد للقراءة والاطلاع ومنحها الله مواهب كثيرة بجانب التمثيل والقدرة على التقمص مثل الرسم وكتابة الروايات، وكانت جريئة في الإعلان عن مواقفها السياسية مهما كلفها الأمر.
وصفها الشاعر الفلسطيني الشهير عز الدين المناصرة بالشجاعة عندما سافرت إلى لبنان ووقفت في صفوف المقاومة الفلسطينية في حصار بيروت عام 1982 وسجلت بيدها العديد من الأفلام التسجيلية، كما أنها قامت بمهام إنسانية في أوقات الحروب لرعاية الأسرى والجرحى؟
في عام 1988 قدمت نادية لطفي آخر عمل لها على شاشة السينما وهو فيلم "الأب الشرعي" أمام محمود ياسين ومن إخراج ناجي أنجلو، وفي 1993 قدمت مسلسل "ناس ولاد ناس".
أبرز الأفلام
على ورق سوليفان، الناصر صلاح الدين، سلطان، حب إلى الأبد، عمالقة البحار، حبي الوحيد، السبع بنات، عودي يا أمي، مع الذكريات، مذكرات تلميذة، من غير ميعاد، الخطايا، أبي فوق الشجرة، السمان والخريف، النظارة السوداء، وغيرها.
أبرز الجوائز والتكريمات
حصلت نادية لطفي على عشرات الجوائز بعد مسيرة فنية امتدت 53 عاما، وكرمتها مهرجانات مصرية وعربية منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط ومهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما.
تدهور الحالة الصحية لنادية لطفي
في 2014 ساءت الحالة الصحية للفنانة نادية لطفي وفقدت القدرة على الحركة وتم حجزها في مستشفى المعادي العسكري، وفي يناير 2020 أصيبت بهبوط مفاجئ ودخلت الرعاية المركزة.
رحلت نادية لطفي وتركت أعمالا خالدة لمحبيها الذين يتألمون لفراقها ويشعرون بأنها أيقونة الجمال والإنسانية التي انطفأت إلى الأبد.