"الفتاة الأخيرة".. مذكرات نادية مراد عن جرائم "داعش" تصدر بالعربية
مذكرات الإيزيدية نادية مراد ضد عنف تنظيم "داعش" الإرهابي، تجبر العالم على الالتفات إلى عمليات الإبادة التي تعرض لها مجتمعها.
في بلدة صغيرة، شمالي العراق، كانت نادية مراد تحلم بأن تصبح مُعلمة تاريخ في مدرسة البلدة أو تفتتح صالون التجميل الخاص به، وحينها كانت تعيش هانئة مع عائلتها.
في تلك البلدة "كوجو" العراقية حيث يعيش المزارعون والرعاة في بساطة وهدوء، ومعهم نادية وأهالي البلدة، ضجت القرية بأصوات السلاح، والقتل، وتحديداً في 15 أغسطس/آب عام 2014، إذ ارتكب مسلّحو تنظيم "داعش" الإرهابي مجزرة في بلدتها، فقتلوا الرجال والنساء.
وقتل في ذلك الوقت 6 من أشقاء نادية، وأمّها، ودُفنت جثثهم في مقابر جماعيّة. ونُقلت هي إلى الموصل، وأجبرت مع آلاف الفتيات الإيزيديات على الخضوع لـ"داعش" ليتم بيعهنّ في سوق النخاسة، وأُسرت الفتاة لدى عدد من المسلّحين، وتعرّضت للاغتصاب والضرب مرّات، لكنّها تمكّنت أخيراً من الهرب عبر شوارع الموصل، ووجدت ملاذًا لها في منزل عائلة مسلمة سنّية، خاطر أحد أبنائها بتهريب نادية كي تبلغ بر الأمان.
فصول دموية لم تكن نادية مراد يوماً تتخيل أن تسود أوراق مذكراتها، التي أصبحت شاهدة على عنف تنظيم "داعش" الإرهابي، بل ورشحتها للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 2018.
دار "التنوير" للنشر أعلنت عن إصدارها الترجمة العربية لمذكرات نادية مراد تحت عنوان "الفتاة الأخيرة - قصتي مع الأسر ومعركتي ضد تنظيم داعش"، وهي المذكرات التي كتبت مقدمتها المحامية البريطانية ذات الأصول اللبنانية أمل كلوني التي تولت قضية الإيزيدية نادية مراد ومقاضاة "داعش"، وأنجزت ترجمة الكتاب إلى العربية نادين نصر الله.
تروي مراد في الكتاب كيف أُلقي القبض عليها وتمَّ استعبادها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، ونال الكتاب الذي نُشر باللغة الإنجليزية عام 2017 عن دار "بنجوين هاوس" البريطانية كثيراً من الاهتمام الواسع آنذاك.
وقالت صحيفة The Times عن الكتاب: "تقدّم الفتاة الأخيرة صورة قوية عن الهمجيّة التي تعرّض لها الإيزيديّون، إلى جانب لمحات عن ثقافتهم الغامضة، فهو كتاب مؤثّر على لسان امرأة شجاعة، وشهادة حيّة على قدرة البشر على ممارسة شرّ تقشعر له الأبدان".
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أي شخص يريد أن يفهم ما يسمّى بتنظيم "داعش" عليه أن يقرأ "الفتاة الأخيرة".
وأجبرت نادية مراد العالم على الالتفات إلى عمليات الإبادة التي تعرض لها مجتمعها، ما جعل اسمها يتحول من مجرد إحدى ضحايا فظائع "داعش" الإرهابية إلى واحدة من قادة الإلهام على مستوى العالم.
وكانت نادية مراد (26 عاماً) حصلت على جائزة نوبل هي والطبيب النسائي الكونغولي دوني موكويجي، تتويجاً لجهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب.
وعلقت في هذا الحدث بقولها: "جائزة نوبل هذه لن تقضي على العنف ولا الهجمات ضد النساء والحوامل والأطفال والرضّع، لكن هدفنا هو أن تفتح هذه الجائزة الأبواب لذلك والأمر حصل فعلاً".