قمة نيروبي: هل يمكن أن تتحول أفريقيا إلى استخدام "المعادن الخضراء"؟
منظمات تضع استراتيجية المعادن الخضراء في أفريقيا
يجادل الكثير من الباحثين والنشطاء على قوة وإمكانية استخدام المعادن الخضراء في أفريقيا بدلاً من الوقود الأحفوري
حتى أن الرئيس الكيني وليام روتو أشار لذلك في كلمته الافتتاحية خلال القمة المناخية الأفريقية الأولى التي استضافتها العاصمة الكينية، نيروبي، خلال الفترة 4 - 6 سبتمبر/أيلول الجاري.
وعلى هامش مؤتمر أفريقيا للمناخ، قام المركز الأفريقي لتنمية المعادن، بالشراكة مع بنك التنمية الأفريقي، ومؤسسة المجتمع المفتوح، باقتراح وصياغة استراتيجية المعادن الخضراء في أفريقيا والتي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها.
وتتمثل المنظمات المشاركة في إعداد مشروع استراتيجية المعادن الخضراء، في؛ بنك التنمية الأفريقي وشركاؤه، بما في ذلك المركز الأفريقي لتنمية المعادن التابع للاتحاد الأفريقي، ومرفق الدعم القانوني الأفريقي، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في الأمم المتحدة لأفريقيا.
- حصاد قمة المناخ الأفريقية الأولى.. الطاقة والديون في قلب "إعلان نيروبي"
- من نيروبي لـCOP28.. أفريقيا تعلن التزاماتها المناخية المشتركة
ويقترح" مشروع استراتيجية المعادن الخضراء" تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية لاستخراج المعادن مع الحاجة إلى تقليل انبعاثات الكربون والتخفيف من تغير المناخ من خلال عدة وسائل، بما في ذلك:
- تشجيع أساليب الإدارة البيئية الإقليمية لنشر أفضل الممارسات بين المسؤولين عن إدارة المعادن.
- السعي إلى تحقيق اقتصاد دائري يشمل أنشطة التخفيض وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، والدعوة إلى الاستخدام المستدام للمواد الخام على نطاق أوسع.
- تطبيق إطار قائم على المخاطر لتحديد وإدارة آثار المشاريع مع ضمانات متكاملة منذ بداية تطوير المشروع.
- منح القدرة والصوت للمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة المتأثرين لتحميل الأطراف المسؤولية عن الدعم الجماعي لـ "ترخيص التنمية المستدامة للعمل".
وبشكل عام، يسعى مشروع المعادن الخضراء لأفريقيا إلى تعزيز الاستخدام المسؤول للموارد المعدنية وإدارة المعادن التي تحمي بيئة أفريقيا وسكانها بينما تدعم أيضًا التنمية الاقتصادية.
وأضافت الاستراتيجية: تملك أفريقيا العديد من المعادن اللازمة للتحول إلى تكنولوجيات الطاقة النظيفة، وبالتالي فهي تمتلك دور رئيسي في العصر الصناعي للطاقة النظيفة. حيث أن لانخفاض انبعاثات الكربون لإنتاج واستخدام الطاقة جوانب أساسية للالتزام العالمي بتحقيق أجندة التنمية المستدامة، إضافة لتحقيق هدف اتفاقية باريس.
وأكدت أنه في عصر تقنيات الطاقة النظيفة، هناك حاجة إلى كميات أكبر من المعادن للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والبطاريات وصناعات السيارات الكهربائية، بدلاً من الصناعات القائمة على الوقود الأحفوري التي تحل محلها. كما أنا تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يشكل تهديدًا وجوديًا للناس والكوكب والنظم البيئية.
ويتم النظر إلى الثروة المعدنية في أفريقيا منذ فترة طويلة على أنها نقطة انطلاق للتعامل مع الأزمة المناخية، كما أن رؤية التعدين الأفريقية تهدف إلى تحفيز الروابط بين المعادن أو السلع الأساسية الأخرى وبقية الاقتصاد لدفع النمو.
وفي جلسة تم فيها إعلان الاستراتيجية، قال بول جوردان، وهو مستشار مستقل، على الركائز الأساسية للـ لاستراتيجية المعادن الخضراء، مؤكداً على توافقه مع الأطر الرئيسية مثل رؤية التعدين الأفريقية (الاتحاد الأفريقي 2009)، واستراتيجية السلع الأفريقية، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك، سلط الضوء على الترابط بين الاستراتيجية ومختلف السياسات والاستراتيجيات القارية واستراتيجيات المعادن الإقليمية.
وأوضح جوردان، أن المعادن "الخضراء" الأساسية المركزية في الاستراتيجية هي التي تشمل الألومنيوم والكروم والكوبالت والنحاس والجرافيت والحديد والصلب والليثيوم والمنغنيز والنيكل ومعادن مجموعة البلاتين والعناصر الأرضية النادرة والفاناديوم والزنك
واقترح أيضًا أدوات حيوية لتنفيذ نظام الاستراتيجية، بما في ذلك نظام المحتوى المحلي الأفريقي الأخضر والتعريفة الخارجية المشتركة لسلاسل القيمة المعدنية الخضراء المكونة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وشددت تشوميا تشيزا تشارلز، القائمة بأعمال مدير الصناعة والمعادن وريادة الأعمال والسياحة في مفوضية الاتحاد الأفريقي، على الحاجة إلى نهج عملي للتصنيع القائم على الموارد، موضحة أهمية وجود رؤية واضحة لاستخدام الثروة المعدنية في أفريقيا. وأكدت على دور الاستراتيجية في تعزيز تماسك السياسات داخل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وسلطت الدكتورة ماريت كيتاو، المدير المؤقت لـ"المركز الأفريقي لتنمية المعادن" الضوء على الاحتياطيات المعدنية الكبيرة في أفريقيا، بما في ذلك الموارد الحيوية مثل الكروم والكوبالت والمنغنيز. وأعربت عن تفاؤلها بإمكانية استغلال هذه الموارد، التي يمكن أن يستفيد المواطنين الأفارقة مع التوافق مع رؤية التعدين الأفريقية.
وأشارت د. كيتاو إلى أن قمة المناخ الأفريقية 2023 كانت بمثابة حافز لرؤية أفريقية متجددة وحازمة وموحدة، تتمحور حول المرونة المناخية، والتنمية العادلة، والانتقال العادل للطاقة