نجاح الموجي.. فنان جمع بين الضحك والوعي الاجتماعي
تحل في 25 سبتمبر من كل عام ذكرى رحيل الفنان المصري الكبير نجاح الموجي، الذي يُعد أحد أعمدة الكوميديا المصرية والعربية.
قدّم الموجي خلال مسيرته الفنية مزيجًا فريدًا من الضحك العفوي والرسائل الاجتماعية العميقة، ليصبح رمزًا لفن هادف ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب جمهوره.
بدايات فنية متألقة
وُلد نجاح الموجي، الذي كان اسمه الحقيقي عبدالمعطي محمد الموجي، في 11 يونيو 1945 بمحافظة الدقهلية. كانت بداياته الفنية من خلال انضمامه إلى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، التي كانت تُعتبر مصنعًا لصناعة نجوم الكوميديا في تلك الحقبة.
أظهر الموجي في هذه الفرقة موهبة استثنائية في تجسيد الشخصيات الساخرة بأسلوب مميز يمزج بين الطرافة والعمق.
نجومية وشهرة كبيرة
مع مرور الوقت، استطاع الموجي أن يثبت مكانته كواحد من أبرز فناني الكوميديا في مصر.
قدم العديد من الأدوار التي رسخت في وجدان المشاهدين، واستطاع من خلالها ترك بصمة واضحة.
كان من أبرز أدواره السينمائية دوره في فيلم "طأطأ وريكا وكاظم بيه"، حيث قدّم شخصية تجمع بين الحيلة والبساطة بأسلوب كوميدي ذكي.
كما شارك في أفلام شهيرة أخرى مثل "الكيت كات" و"أيام الغضب"، حيث أظهر قدرة عالية على التنقل بين أدوار الكوميديا والتراجيديا، مما أكسبه حب الجمهور والنقاد على حد سواء.
إبداعات مسرحية وتلفزيونية
لم يقتصر إبداع نجاح الموجي على السينما فقط، بل تألق أيضًا في المسرح والتلفزيون.
من بين الأعمال المسرحية التي حقق فيها نجاحًا باهرًا مسرحية "المتزوجون" و"فندق الثلاث ورقات"، حيث قدّم أدوارًا تميزت بخفة الظل والذكاء في طرح المواقف الكوميدية.
في التلفزيون، قدم العديد من الأدوار الدرامية والكوميدية التي زادت من شعبيته وانتشاره.
وعي اجتماعي وسياسي عميق
لم يكن نجاح الموجي مجرد ممثل كوميدي، بل كان لديه وعي اجتماعي وسياسي ظهر جليًا في اختياراته الفنية.
تناولت معظم أدواره قضايا اجتماعية هامة بأسلوب نقدي ساخر، مثل دوره البارز في فيلم "زيارة السيد الرئيس"، الذي قدّم من خلاله صورة نقدية للمجتمع والسياسة بشكل متميز.
هذا التوجه الهادف في أعماله جعل نجاح الموجي من الفنانين القلائل الذين تمكنوا من كسب تقدير جميع شرائح المجتمع، فكان قادرًا على إضحاك جمهوره وتوجيه رسائل عميقة في الوقت نفسه.
وفاة مفاجئة
توفي نجاح الموجي عن عمر ناهز 53 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة. رغم محاولات إنقاذه، إلا أن تأخر سيارة الإسعاف لساعتين حال دون ذلك. ورغم رحيله المفاجئ، إلا أن إرثه الفني سيبقى حاضرًا في ذاكرة الفن المصري والعربي، وسيظل منارة للفن الكوميدي الهادف الذي يجمع بين الضحك والوعي.
aXA6IDMuMjM2Ljg2LjE4NCA= جزيرة ام اند امز