الإماراتية نجاة مكي لـ"العين": للمرأة المبدعة كيان مهم بمنظومة الثقافة
"العين" تلتقي الفنانة التشكيلية والنحاتة الإماراتية نجاة مكي التي تفتتح معرضها الجديد بمناسبة يوم المرأة العالمي.
هي ليست صاحبة تجربة عادية ومألوفة، لكونها جاءت بأدواتها وفنّها الرّاقي لتضيف معمارا جديدا للفن التشكيلي محليا وخليجيا ودوليا، نتحدث في الواقع عن التشكيلية والنّحاته الإماراتية الدكتورة نجاة مكّي، أحد أهم رموز الحركة التشكيلية في الإمارات، ليس فقط على مستوى الإنتاج الفني بل على مستوى الحضور الفكري والثقافي والإنساني، بسبب نشاطها المستمر ومشاركاتها النشطة في الفعاليات التشكيلية الخليجية والعربية والعالمية.
نجاة مكّي أصبحت علامة فنية مشرقة بفضل عطائها المتواصل وميولها القوية للتجريب وجرأتها في اقتراح أفكار تشكيلية جديدة تعبر عن قلق فني ونزعة أصيلة لكسر القوالب الجاهزة، ومن ذلك وكما ذكرت في حديث خاص لـ "بوابة العين الإخبارية" استعدادها لافتتاح معرضها الجديد في منتجع ون آند أونلي رويال ميراج بدبي، من تنظيم باتريكا كريستال جاليري اعتبارا من 8 مارس الجاري بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة.
وأوضحت مكّي أن معرضها يتضمن 13 لوحة جديدة تقترب في حجمها من الجداريات، تعبر فيها عن حال وواقع المرأة العربية بواسطة اللغة البصرية ، وقالت : في لوحاتي المختارة للحديث عن المرأة كإنسان بالدرجة الأولى، لا أتوقف عند اتجاه فني بعينه، بل أميل دائماً إلى الانتقال بين الخامات والموضوعات، لأنني أؤمن بضرورة التنويع في التجربة الفنية، ما يتطلَّب توظيفاً بديعا للخامة، كما أحرص كذلك على أن يكون توظيفاً حذراً وفي مكانه الصحيح، هو بكل تأكيد ليس ديكورياً، وإلا ستفقد اللوحة أهميتها ودهشتها الفنية، فاللوحة الفنية بالنسبة لي تمثل خلاصة تعبيرية لأحلام الإنسان وتعبيراته، لذلك تمثل كل لوحة منطلقاً لحلم وضوء جديدين، يهدي الروح سبل تحقيق الذات والمساهمة في إعمار الكون بكل ما يحمله من تناقضات.
في السياق عبّرت مكّي عن سعادتها بحضورها التشكيلي بهذه المناسبة، وقالت: إن فتح أبواب هذا المعرض التشكيلي خلال مناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة يحمل بعداً رمزياً عميقاً، ويقدم صورة بديعة عن عطاءات الفنانات الإماراتيات بوجه خاص والعربيات بوجه عام، وعراقة الفن التشكيلي بنون النسوة.
وأضافت أن الهدف من إقامة المعرض وفي مثل هذا المكان فهو أولاً لإبراز تميز المرأة في الفن التشكيلي وامتلاكها لغة تعبيرية وظيفية تعكس إحساس النساء ونظرتهن إلى جمالية العالم ومكنونات الحضارة والإرث الثقافي الإنساني، وثانيا لتمكين النساء من مبدعات ومهتمات التواصل مع الجمهور الواسع عبر وسائل الإبداع التشكيلي، الذي يعكس بدوره ما تحقق للمرأة الاماراتية من مكتسبات وإنجازات مكنها من إثبات الذات والمساهمة من موقع فاعل وفعال في التحولات العميقة التي وصل إليها المجتمع على أكثر من صعيد، وأستطيع القول بأنه حدثت طفرة كبيرة للمرأة في الفن التشكيلي ومساهماتها الفنية، ولدينا الكثير من الباحثات والمبدعات، والخطوة المقبلة ستكون للمرأة.
الجدير بالذكر أن معرض مكي الذي يستمر حتى 31 من مارس/آذار الجاري، يعكس تجربتها بقوة مع عوالم اللون والريشة ومواضيع تخص حياة وطموحات ورؤية المراة للعالم وما يحدث من حولها، في إطار يعتبر استكمالا لمشروعها في التجريب والمغامرة في عوالم اللون بتعبيريته ورمزيته العالية، وفي الوقت نفسه، المحافظة على المنابع التي شكلت مرجعيات أساسية لأعمالها عبر تجربتها الممتدة لأكثر من 3 عقود مضت.
نجاة مكّي في سطور
-الفنانة نجاة مكي خريجة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة سنة 1982، نالت دبلومة عامة في الفنون الجميلة القاهرة سنة 1996، وماجستير نحت بارز، وميدالية (فنون جميلة القاهرة سنة 1998) من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
-عملت كعضو سابق في مجلس دبي الثقافي، عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، عضو في جماعة أصدقاء الفن لدول الخليج، بجماعة الجدار بالشارقة، عضو جمعية التراث العمراني، عضو جمعية الإياب للفن التشكيلي باليونسكو.
-حصلت على جائزة العويس (ندوة الثقافة والعلوم دبي – 1994)، وشاركت في كثير من المعارض الجماعية والخاصة محلياً وخليجياً وعالمياً، كذلك مثلت الإمارات في كبرى الفاعليات الفنية والثقافية.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز