نجيب ميقاتي.. "ملياردير" يسعى لانتشال لبنان من أزماته
وسط أزمات اقتصادية وسياسية تبدأ حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أعمالها، في محاولة لرجل الأعمال والملياردير البارز لإعادة الحياة إلى لبنان.
وفي 26 يوليو/تموز الماضي، كلّف الملياردير اللبناني بتشكيل الحكومة للمرة الثالثة في تاريخه، قبل أن يوقع الرئيس اللبناني ميشال عون وميقاتي، اليوم الجمعة، مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة في منتصف يوليو/تموز الماضي، حصل ميقاتي على أغلبية أصوات النواب اللازمة لتشكيل حكومة جديدة، حيث نال ثقة 73 صوتا من أصل 118 نائبا في البرلمان.
حكومة ميقاتي تأتي في وقت يتجه لبنان للمجهول مع تزايد الأزمات السياسية والاقتصادية، وتصاعد الضغوط الغربية لتشكيل حكومة يمكنها بدء إصلاح مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد وتعاني من توقف مختلف نواحي الحياة، حيث هددت الدول الغربية بفرض عقوبات، ووقف الدعم المالي.
ميقاتي القادم من عالم الأعمال من مواليد عام 1955، برز في الحياة السياسية اللبنانية عام 1998 عند تولى حقيبة الأشغال العامة والنقل في حكومات الرئيس رفيق الحريري ثلاث حكومات متعاقبة ما بين عامي 1998 و 2004.
دخل إلى البرلمان عام 2000 نائباً عن مدينة طرابلس حتى العام 2005، حين كلف برئاسة حكومة تشرف على الانتخابات النيابية بعد اغتيال الرئيس الحريري، وكان الشرط حينها عدم الترشح للنيابة ضماناً لحياد حكومته التي قامت بإجراء انتخابات في موعدها في مايو/ أيار 2005.
كذلك ترشح إلى الندوة البرلمانية من جديد عام 2009 متحالفاً مع سعد الحريري، وفاز بها نائباً عن مدينة طرابلس.
أعيد تكليفه رئيساً للوزراء للمرة الثانية في 25 يناير/كانون الثاني 2011، بعد إسقاط حكومة سعد الحريري بعد استقالة كتل "حركة أمل" و"حزب الله" والتيار الوطني الحر.
وترأس حكومة من لون واحد عرفت حينها بحكومة "حزب الله" ثم قدم استقالة حكومته في 23 مارس/ آذار 2013، بسبب إشكالات داخل مجلس الوزراء نتيجة التوترات الأمنية واغتيال مدير عام رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، بالإضافة إلى تبعات الحرب السورية وما خلفته من انقسامات سياسية وخلافات كبيرة.
تابع مهامه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال حتى 15 فبراير/شباط 2014، ومنذ ذلك الحين وقع الافتراق مع سعد الحريري.
وفي عام 2019، شكل لائحته الخاصة في طرابلس، واستطاع الفوز بكتلة نيابية مؤلفة 4 نواب.
نادي رؤساء الحكومات السابقين
لكن وبعد التباعد مع الرئيس سعد الحريري، عاد ميقاتي وتقرب مرة أخرى بإنشاء نادي رؤساء الحكومات السابقين، الذي أصبح لاحقاً التحالف السني الأبرز والأقوى، ويضم إضافة لميقاتي والحريري، تمام سلام، وفؤاد السنيورة، وبات له الكلمة الأبرز في اختيار رئيس الحكومة الذي يفترض أن يكون من الطائفة السنية، وهو ما حصل مع الحريري في تكليفه الأخير وكذلك ميقاتي.
وجاء اختيار ميقاتي كحل بديل عن الحريري الذي فشل في تشكيل الحكومة بعد 9 أشهر على تكليفه نتيجة الخلافات مع فريق "العهد" المتمثل برئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره النائب جبران باسيل اللذين فرضا شروطا على الحريري تتمثل بحصولهما على وزارات وحصص محددة، وهو ما رفضه الحريري الذي اعتذر عن عدم الاستمرار بمهمته.
وإضافة إلى علاقاته الدولية الواسعة يعرف ميقاتي في عالم الأعمال والاقتصاد مساهما في أوائل الثمانينيات في تأسيس شركة "إنفست كوم" التي أصبحت رائدة في عالم الاتصالات بالأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا، أدرجت أسهمها في بورصتي لندن ودبي، واندمجت عام 2006 في شركة "MTN" العالمية، وفي عام 2007 تم تأسيس مجموعة M1 Group التي تنشط في مجال الأعمال الاستثمارية المتنوعة، كما وضعته مجلة "فوربس" العالمية على قائمة أغنى أغنياء العرب، هو وشقيقه "طه" بصافي ثروة مجمعة بلغت 5.4 مليار دولار.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، برز اسم ميقاتي بعد ادعاء النائب العام لدى محكمة الاستئناف في جبل لبنان، القاضية غادة عون، بارتكابه جرم "الإثراء غير المشروع"، عبر الحصول على قروض سكنية مدعومة من مصرف لبنان.
ونفى ميقاتي صحة هذا الاتهام، واضعا نفسه تحت القانون، ولم يصدر أي قرار قضائي نهائي في القضية.
ويقوم النظام السياسي في لبنان على توزيع المناصب الرئيسية على الطوائف، حيث يتولى رئاسة الجمهورية مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة مسلم سُني، ورئاسة البرلمان مسلم شيعي.
وميقاتي هو ثالث شخصية، بعد الحريري ومصطفى أديب، يكلفها عون بتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة دياب، إثر انفجار المرفأ 4 أغسطس/آب 2020، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وأصاب ما يزيد على 6500 بجروح.
ويعاني لبنان منذ نحو عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تدهور مالي ومعيشي، وانهيار للعملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في السلع الغذائية والأدوية والوقود.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز