ميقاتي: لبنان يقع في عين العاصفة.. ونعمل على تجنيبه حربا مع إسرائيل
«الشعب اللبناني لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار»، بهذه الكلمات أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني أنه يعمل على «تجنيب» بلاده دخول الحرب.
يأتي ذلك، في وقت تشهد فيه وتشهد المنطقة الحدودية اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً للقصف بين حزب الله وإسرائيل، منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فيما يردّ الجيش الإسرائيلي على استهداف مواقعه بقصف أطراف بلدات حدودية عدة وتحرّكات مقاتلي حزب الله، ما أسفر عن مقتل 62 شخصاً، بينهم 47 مقاتلاً من حزب الله وأربعة مدنيين ضمنهم مصور، وفق حصيلة جمعتها «فرانس برس».
تهدئة المخاوف
وفي محاولة لتهدئة المخاوف من اتساع حرب غزة لتشمل الجبهة اللبنانية، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تقع بلاده اليوم «في عين العاصفة»، أنه يعمل على «تجنيب» لبنان دخول الحرب.
وفي مقابلة مع «فرانس برس»، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «أقوم بواجبي فيما يتعلق بتجنيب لبنان دخول الحرب (..) نعمل للسلم.. ونحن كحكومة قيمون على الأوضاع العامة وعلى أي تداعيات يمكن أن ننجر إليها عقب أي توتر إضافي».
ويثير التصعيد عبر الحدود خشية من تمدد الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى جنوب لبنان. وتحذر إسرائيل وقوى غربية حزب الله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، من مغبة فتح جبهة جديدة.
هل يلجأ حزب الله للتصعيد؟
ورداً على سؤال عما إذا كان لمس خلال اتصالاته نيّة حزب الله بعدم التصعيد، قال ميقاتي: «حتى اليوم، أرى أن حزب الله يقوم بعقلانية وحكمة بإدارة هذه المواضيع، وشروط اللعبة لا تزال محدودة».
لكنه قال في الوقت ذاته إنه لا يستطيع «طمأنة اللبنانيين؛ لأنّ الأمور مرتبطة بالتطورات في المنطقة»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «الشعب اللبناني لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار».
وتابع: «لا يمكن أن ألغي أي تصعيد (في لبنان) يمكن أن يحصل لأن ثمة سباق بين وقف إطلاق النار (في غزة) وبين التصعيد في كل المنطقة»، مبدياً خشيته من «فوضى أمنية لا في لبنان فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط كلها في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».
وتتعرض قواعد أمريكية في العراق وسوريا على وقع التصعيد لقصف تشنه مجموعات مسلحة مدعومة من طهران. كما أطلقت قذائف عدة من سوريا باتجاه إسرائيل.
تبادل الأسرى
وشنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي هجوما غير مسبوق في تاريخ إسرائيل تسللت خلاله الى مناطق إسرائيلية، وتسبّب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حركة حماس أيضا 239 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف مدمر على قطاع غزة، يترافق منذ أيام مع عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وقتل في قطاع غزة 8306 أشخاص، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية، معظمهم مدنيون.
وحول زيارته إلى قطر، قال ميقاتي، الذي زار الدوحة بشكل مفاجئ الأحد والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الجانب القطري «يسعى إلى عملية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار».
وأفاد بأنّ «الوساطة كادت أن تنجح نهار الجمعة الماضي، لكن عُطلت عندما بدأ الإسرائيلي الدخول البري إلى غزة»، مضيفاً: «يتطلع القطريون إلى استئناف هذه المفاوضات، عسى ولعل تؤدي إلى وقف لإطلاق النار يكون بداية لأمور إنسانية».
انتخاب رئيس
منذ بدء التصعيد عبر جنوب لبنان تلقى ميقاتي سيلاً من الاتصالات في محاولة للتهدئة، في وقت تعمل حكومة تصريف الأعمال، المحدودة الصلاحيات، التي يترأسها على وضع خطة لإدارة الكوارث في حال تطور التصعيد جنوباً إلى مواجهة واسعة، على غرار ما جرى في يوليو/تموز 2006 حين خاض حزب الله وإسرائيل حرباً مدمرة.
ودفع التصعيد منذ ثلاثة أسابيع نحو 29 ألف شخص إلى النزوح، خصوصاً من جنوب البلاد، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ويخشى كثر من تداعيات أي تصعيد في وقت أنهكت الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام قدرة المؤسسات العامة على تقديم الخدمات الأساسية، ويزيد الانقسام السياسي الوضع سوءاً مع عجز البرلمان عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ شغور المنصب في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وعشية مرور عام على بدء الفراغ الرئاسي، قال ميقاتي: «علينا انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت (..) لا يفيد الفراغ لبنان، وأعتقد أنه يجب الآن اقتناص فرصة انتخاب رئيس».
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز