حكومة تونس الجديدة.. كفاءات وأيادٍ ناعمة لعلاج "خشونة الإخوان"
بحضور نسائي قوي، وكفاءات بعيدة عن الوسط السياسي، أكملت رئيسة حكومة تونس نجلاء بودن، كابينتها الوزراية، لتدخل البلاد مرحلة جديدة.
مرحلة يقول مراقبون إن الرئيس التونسي قيس سعيد، يريد أن تسيرها حكومة حازمة، ستكون ضربة جديدة لإخوان تونس.
حكومة تسعى لتطهير مؤسسات الدولة التونسية من تبعات حكم الإخوان الفاشل، وهو ما أشار إليه خطاب تنصيب الوزراء الذي ألقاه رئيس الجمهورية، فور أداء اليمين الدستورية.
وكان واضحا من نبرة قيس سعيد، أن الحكومة التي ستباشر أعمالها تحت توجيهاته، ستكون مهمتها الأساسية محاسبة تنظيم الإخوان.
وقال الرئيس التونسي: "إن التحدي الأول سيكون إنقاذ الدولة، سنفتح كل الملفات ولن نستثني أحدا، ولا مكان لمن يعبثون بسيادة الدولة".
مضيفا أن "الحوار الوطني سيكون مع الشعب وممثلي الشباب في الولايات"، وذلك في إشارة إلى عزل المنظومة السياسية التي حكمت البلاد خلال العقد المنصرم، وعلى رأسها حركة "النهضة"، الذراع السياسية للإخوان في تونس.
وترى نايلة بن رحومة ناشطة تونسية ومتحدثة رسمية باسم حركة "شعب يقرر،شعب يراقب" أن الحكومة الجديدة، حكومة كفاءات، لذلك ستعمل "على تطهير البلاد والإدارات والمؤسسات من ألغام الإخوان".
وعبرت في تصريحات لـ"العين الاخبارية" عن "استبشارها في اختيار توفيق شرف الدين على رأس وزارة الداخلية، وهو كفاءة مهنية وشخص محترم، وتاريخه حافل بالانجازات حيث حاول في حكومة هشام المشيشي عندما كان وزيرا للداخلية تطهيرها من الاختراقات وجهاز الأمن الموازي للإخوان بداخلها، إلا أنه أقيل بطريقة تعسفية".
وأضافت أن "وزارة الداخلية هي درع البلاد وتطهيرها سيكون مع توفيق شرف الدين بكل شفافية عن طريق المحاسبة وفتح الملفات الحارقة".
وأكدت أن "من النقاط المضيئة بهذه الحكومة أيضا هو وجود العنصر النسائي بنسبة 8 وزيرات، إضافة إلى كاتبة دولة وحيدة برئاسة نجلاء بودن"، موضحة أنه "ليس بالغريب على تونس بلاد عليسة (مؤسسة قرطاج) والكاهنة (قائدة بربرية ) أن تعطي الفرصة للنساء في مواقع القرار".
و تابعت ان تونس بنسائها ورجالها ستنقذ البلاد من النفق المظلم، الذي عاشت فيه، إضافة إلى الشباب الذي يستطيع قيادة البلاد في المرحلة القادمة.
بدوره قال سامي السعيداني الناشط السياسي التونسي، أن "الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة يعتبر خطوة هامة في اتجاه الخروج من الضبابية، التي كانت تعيشها، كما أن الوزراء يشهد لهم بالكفاءة/ وتم تعيينهم لا حسب الولاءات السياسية ولا الحزبية/ تم تعيينهم حسب إمكانياتهم وكفاءاتهم فقط".
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية: "نرجو النجاح لهذه الحكومة التي تترأسها نجلاء بودن وهي حكومة تقنية ستكون أولوياتها تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد".
وأضاف أنه "بإعلان تركيبة الحكومة يكون المسار الحكومي قد انتهى، وستكون المرحلة القادمة بتطهير الجهاز القضائي من براثن الإخوان، وربما تغيير النظام السياسي وتنظيم الحوار الذي سيجمع جميع رجالات ونساء تونس النزهاء دون تشريك الاخوان والفاسدين".
وتعهد الرئيس التونسي، اليوم الإثنين، بحماية البلاد من "براثن الذين لا يزالون يعتقدون أن المناصب غنيمة ومن نهبوا من أموال الشعب"، مشددا على أن "لا مكان لمن يريدون العبث بسيادة الدولة والشعب".
وقال سعيد: "لا نريد أن نبقى في ظل التدابير الاستثنائية ولكن سنبقى طالما هناك تهديدات داخل البلاد.. تطهير البلاد لا يمكن أن يتحقق بدون تطهير القضاء".
وكان سعيد كلف بودن برئاسة الحكومة نهاية الشهر الماضي، عقب شهر من إجراءات دستورية استثنائية، قضت بتعليق عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضائه، وإقالة حكومة هشام المشيشي.
وأدى الوزراء الجدد في التشكيلة الحكومية اليمين الدستورية، أمام رئيس الجمهورية قيس سعيد، بقصر قرطاج، في تشكيلة حافظت على بقاء وزير الخارجية عثمان الجرندي، ووزير الداخلية وتوفيق شرف الدين، في منصبيهما.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز