نجوى سالم.. حكايات السر والعلن في حياة "الدلوعة"
مرت حياة الفنانة المصرية نجوى سالم بتحولات كثيرة، لكن الألم كان يحتل المساحة الأكبر فيها، أما الفرح فقد ذاقت حلاوته نادرا.
جمالها المبهر، وضحكتها الرنانة، وأناقتها الدائمة، كلها صفات تميزت بها هذه الفنانة الاستثنائية، وجعلت الجمهور يظن أن حياتها خالية من الهموم، والسعادة جزء من ملامحها.
اسمها الحقيقي (نظيرة موسى شحاتة) وشهرتها نجوى سالم، ولدت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1925، لأب لبناني، وأم إسبانية، يهودية الأصل.
بداية نجوى سالم
ذات يوم تلقى والد نجوى سالم دعوة من متعهد لحضور عرض مسرحي جديد، تقدمه فرقة نجيب الريحاني، وكان عمر نجوى سالم وقتها 12 عاما، وعندما رأها نجيب الريحاني أعجب بحضورها، وقدرتها على التواصل مع الناس.
طلب الريحاني من والدها أن تعمل بفرقته، وقرر منحها راتبا شهريا قدره 4 جنيهات، وارتفع الأجر بمرور الوقت حتى بلغ 50 جنيها.
وقفت نجوى سالم على خشبة المسرح للمرة الأولى من خلال عرض يحمل اسم "استنى بختك"، إلا أن شهرتها الفعلية بدأت عندما ابتسم لها الحظ وشارك كبطلة في مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" إنتاج عام 1960، وشاركها البطولة عادل خيري، وميمي شكيب، وعدلي كاسب، ومحمد شوقي.
اعتناق الإسلام
اعتنقت نجوى سالم الإسلام عام 1960 وتزوجت من الناقد الصحفي عبدالفتاح البارودي، بعد ذلك أصيبت بمرض نفسي، أثر على حالتها النفسية، وسيطرت عليها تهيؤات غريبة؛ إذ كانت تشعر بالخوف وتظن أن هناك من يريد قتلها، والتخلص منها، لكونها يهودية الأصل، واعتنقت الإسلام.
وظلت هذه الحالة تسيطر عليها حتى فارقت الحياة في 19 مارس/آذار عام 1987.
أعمال نجوى سالم
تميزت نجوى سالم بمهارتها في تجسيد عدة أنماط بصورة كوميدية محببة، وخاصة في مجال المسرح ومن بينها شخصيات الفتاة الطيبة الساذجة، والشابة الدلوعة.
قدمت نجوى سالم للسينما 24 فيلما أبرزها "ملك البترول، جواز في خطر، القبلة الأخيرة، إسماعيل ياسين في دمشق، حياتي هي الثمن، حب وعذاب، الروح والجسد، عنتر ولبلب"، كما شارك في بطولة 19 عرضا مسرحيا أبرزها "30 يوم في السجن، إلا خمسة، محدش واخد منها حاجة".
لم تسير الحياة كما تمنت نجوى سالم، إذ قامت بتأسيس فرقة مسرحية باسمها، وقدمت من خلالها مجموعة العروض الناجحة كان من بينها "موزة و3 سكاكين"، أمام الفنان عماد حمدي، لكن شاءت الظروف أن ترتبك الظروف وتتعثر الفرقة.
باعت نجوى سالم في أيامها الأخيرة محتويات شقتها، ولم ينقذها من قسوة الحياة إلا الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي منحها معاشا استثنائيا حتى تستطيع مواجهة ظروف الحياة.