ابتكار "جوازات سفر" نانوية تحمل الدواء للدماغ
عبر إرفاق الدواء داخل جزيء دهني شبيه بالناقل العصبي، نجح الباحثون في تسليم دواء مضاد للفطريات داخل دماغ فئران التجارب.
طوّر مهندسو الطب الحيوي في كلية الهندسة بجامعة "تافتس" الأمريكية جزيئات نانوية صغيرة تعتمد على الدهون، يمكنها حمل الأدوية واختراق الحاجز الدموي الدماغي لتسليم الأدوية للدماغ.
ويمكن للابتكار، الذي نشرته دورية "ساينس أدفانسيس"، الجمعة، التغلب على العديد من القيود الحالية التي تعوق تقديم العلاجات إلى الجهاز العصبي المركزي، ويفتح إمكانية استخدام مجموعة واسعة من العلاجات التي لم تتمكن من الوصول إلى الدماغ.
وقال كيوبينج ذو، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بجامعة "تافتس" والمؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: "قوة طريقتنا هي أنها متعددة الاستخدامات وغير مزعجة نسبياً".
وأضاف: "يمكننا تقديم مجموعة واسعة من الجزيئات عن طريق تغليفها في الجسيمات النانوية القائمة على الدهون دون تعديل الأدوية نفسها كيميائياً، كما يمكننا أيضاً تحقيق التسليم عبر الحاجز الدموي الدماغي دون تعطيل سلامة الحاجز".
وأثبتت هذه الجزيئات النانوية نجاحاً في تجارب الفئران، إلا أن كيوبينج ذو يقول إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والتجارب السريرية لتحديد فعالية وسلامة طريقة تسليم الأدوية عند البشر بعد تجاوز الحاجز الدموي الدماغي.
ويتكون الحاجز الدموي الدماغي من طبقة من الخلايا البطانية التي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ ولا يسمح بمرور الجزيئات الدوائية من مجرى الدم إلى السائل المحيط بالخلايا العصبية والخلايا الأخرى في الدماغ، وكان تسليم الشحنات الجزيئية العلاجية عبر الحاجز وداخل الدماغ تحدياً طويل الأمد في الطب.
وكان علاج الاضطرابات العصبية التنكسية وأورام الدماغ والتهابات الدماغ والسكتة الدماغية محدوداً بسبب صعوبة إيصال عقاقير الجزيئات الصغيرة والجزيئات الضخمة، مثل الببتيدات والبروتينات إلى الدماغ.
والأساليب الحالية، مثل الحقن المباشر أو تعطيل الحاجز لجعله "يتسرب" محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك العدوى وتلف الأنسجة والسمية العصبية، واستخدام ناقلات مثل الفيروسات المعدلة والأجسام المضادة وحيدة النسيلة لنقل الدواء إلى الدماغ له قيود، بما في ذلك تكلفة الإنتاج والسلامة.
وأظهرت أدوات النقل الأخرى، مثل الجسيمات النانوية والكبسولات النانوية والبوليمرات، حلولاً واعدة ولكن التعديلات المطلوبة لضمان التسليم يمكن أن تكون معقدة.
واستخدم مؤلفو الدراسة حقيقة أن بعض الناقلات العصبية لديها "جواز سفر" كيميائي مطلوب للوصول إلى جميع أنحاء الدماغ.
ومن خلال إرفاق الدواء داخل جزيء دهني شبيه بالناقل العصبي، نجح الباحثون في تسليم دواء مضاد للفطريات (أمفوتيريسين ب) داخل دماغ الفأر.
وقال ليو يانغ، الباحث المشارك بالدراسة: "نتصور أنه يمكن تجربة مجموعة واسعة من العلاجات العصبية في نهاية المطاف، والتي كان يُعتقد سابقًا أنها غير عملية".