أمل جديد لمرضى ألزهايمر.. خلايا الدماغ العصبية لا تنضب
"التلفيف المسنن" يتلف لدى المصابين بألزهايمر لذا فإن معرفة أكبر بهذا الهيكل وتطوره قد تساعد في الكشف عن هذا المرض مبكرا.
كشف دراسة دولية أجريت على منطقة من الحُصين أنَّ الدماغ البشري يولِّد خلايا عصبية جديدة حتى العقد التاسع من العمر، وهي نتيجة تمنح أملاً لمرضى ألزهايمر.
وهذه المنطقة تقع أسفل الفصين الصدغيين، وتُعرف باسم "التلفيف المسنن"، وتتكون من نوع خاص من خلايا الدماغ التي تشارك في اكتساب ذكريات جديدة وفي التعلم.
وعندما يبلغ دماغنا 90 عاماً، سيكون لديه العديد من الخلايا العصبية جاهزة لإطفاء الشموع في عيد ميلادها، وسيكون العديد منها صغيراً نسبياً، إذ إنَّها قد ولدت قبل وقت قصير، مما يشكل تحدياً لشيخوخة أجسامنا.
ويمكن أن يفسّر هذا من خلال التحقيق العلمي الأخير الذي يظهر أن منطقة من الدماغ البشري قادرة على توليد خلايا عصبية جديدة (تنقل المعلومات من خلال نبضات كيميائية وكهربائية) حتى سن التسعين، وهو أمر كان يعتبره الكثيرون مستحيلاً.
وتعد هذه النتيجة ذات أهمية كبرى لسببين، وفقاً لباحثين من المركز الإسباني للبيولوجيا الجزيئية، وهو مركز مشترك من المجلس الأعلى للأبحاث العلمية (CISC) وجامعة مدريد المستقلة (UAM) الذين شاركوا في هذه الدراسة.
السبب الأول هو أن "التلفيف المسنن" يتلف لدى المصابين بمرض ألزهايمر، لذا فإن معرفة أكبر بهذا الهيكل وتطوره قد تساعد في الكشف عن هذا المرض التنكسي العصبي مبكراً، وكذلك تطوير علاجات جديدة لعلاجه.
أما السبب الثاني فهو أن الخلايا العصبية للحصين تحظى بأهمية بالنسبة للأبحاث الطبية، لأن الخلايا العصبية التي تولد في الحصين من نوع خاص، وكان معروفاً أنها تشارك في عملية اكتساب ذكريات وفي التعلم في الفئران المعملية، ولكن كانت هناك شكوك حول وجود مثل هذه الخلايا في الدماغ البشري البالغ، لأن أبحاثاً أخرى حديثة لم تكتشفها.
تقول منسقة الدراسة، ماريا يورنس مارتين، الباحثة في المركز إنّه "على الرغم من الانخفاض الطفيف في عدد الخلايا العصبية التي يتم بناؤها مع التقدم في العمر، إلا أن هناك عدداً كبيراً من هذه الخلايا في أدمغة الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض عصبية حتى سن 87 عاماً على الأقل".
وأضافت: "حددت هذه الدراسة مجموعة من الأساليب التي تسمح بتصور نشأة خلايا عصبية جديدة في (التلفيف المسنن) لدى الإنسان البالغ، وهو ما سمح، للمرة الأولى، بمعرفة بيانات غير مسبوقة عن مراحل النضج المختلفة التي تمر بها الخلايا العصبية الجديدة في هذه المنطقة من الدماغ".
وتستند هذه "المجموعة من الأساليب" إلى دراسة عينات من أنسجة الدماغ البشرية، من خلال علاجات كيميائية مختلفة.
وتوضح يورنس مارتين أن الطريقة التي تُعالج بها أنسجة الدماغ تؤثر على اكتشاف الخلايا العصبية غير الناضجة في الحُصين البشري.
اكتشاف واعد بالنسبة لألزهايمر كما تحلل الدراسة عن طريق مقارنة الخلايا العصبية للحصين في أدمغة مجموعة من 13 فرداً أصحاء و45 مريضاً بمرض ألزهايمر، وتكتشف أن عدد الخلايا العصبية الجديدة ينخفض بشكل كبير في المراحل الأولية من المرض ليواصل الانخفاض التدريجي مع تقدمه.
وتقول يورنس مارتين إن "الكشف المبكر عن التراجع في بناء الخلايا العصبية الجديدة قد يكون إشارة مبكرة على المرض".
وخلصت الباحثة إلى أنه إذا كان من الممكن زيادة بناء ونضوج الخلايا العصبية الجديدة بنفس الطريقة التي تتم بها العملية في الفئران المعملية، يمكن فتح الطريق أمام إمكانية تهدئة أو إبطاء تطور هذا المرض.
وتؤكد: "لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه لتطبيق هذه النتائج على علاج البشر، ولكن النتائج التي تم الحصول عليها مشجعة، حيث تظهر وجود مجموعة ديناميكية من الخلايا التي أثبتت، في أنواع الثدييات الأخرى، أنها مهمة لتنظيم الذاكرة".
وفيما يتعلق بالسؤال الخاص برفض الأبحاث الحديثة الأخرى، المنشورة في مجلات علمية شهيرة، فكرة إعادة تكوين خلايا عصبية جديدة في أدمغة البالغين، يعتقد معدو الدراسة أن هذا قد يكون بسبب "العلاجات الكيميائية التي تخضع لها عينات أنسجة المخ لدراستها، والتي تؤثر على الكشف عن الخلايا العصبية غير الناضجة".