ناريندرا مودي.. بائع الشاي رئيس لحكومة الهند للمرة الثانية
أرقام اللجنة الانتخابية بالهند أظهرت فوز حزب مودي بغالبية كبيرة بحصوله على 300 مقعد ومقعدين في البرلمان المكون من 543 مقعدا
بذكاء وفطنة وحنكة اشتهر ناريندرا مودي، ليشق طريقه في الحياة، محققا نجاحا ملموسا في تحويل حياته من صبي فقير يبيع الشاي في الشوارع إلى أكثر القادة الهنود شعبية.
- مودي يعلن فوزه بانتخابات الهند ويعد بمستقبل "يشمل الجميع"
- محمد بن زايد يهنئ "مودي" بفوز حزبه في الانتخابات الهندية
كان مودي الذي أعلن حزبه حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يساعد والده في بيع الشاي عند محطة سكة حديد، عندما كان صبيا قبل أن ينطلق في حياته السياسية مع القوميين، ما جعل أنصاره ينظرون إليه كرجل عصامي.
وقد فرض نفسه في الهند البلد العملاق في جنوب آسيا، الذي يضم 1,3 مليار نسمة بحسه السياسي العالي، إلى درجة أن الانتخابات التشريعية تحولت إلى حد كبير إلى استفتاء على شخصه.
يعتبر مودي ثالث ولد ضمن عائلة عملت في مجال البقالة، وضمت 5 أطفال آخرين في مدينة فادناغر، ولد في 17 سبتمبر/ أيلول عام 1950.
ساعد خلال كبره والده في بيع الشاي في موقف للباصات، وافتتح كشكاً لبيع الشاي في محطة فادناغر للقطارات، وأكمل تعليمه المدرسي في المدينة ذاتها، ووصفه أحد المعلمين بالتلميذ العادي، إلا أن شغفه بالمسرح ساعده بالبروز في الحوارات بصفه.
ولا يخجل مودي من كشف ماضيه المتواضع، بل يصور نفسه على أنه شخص صلب يحمي أمن الهند القومي والقيم الهندوسية، ويؤكد أن الهند هي القوة الصاعدة في العالم.
في عمر الـ13 عاما، خطب مودي ليتزوج جاشودابين تيمانلال عند بلوغه سن الثامنة عشرة. وفي السبعينيات برز كداعم لحركة "راشتريا سوايامسيفاك سنغ RSS"، وهي حركة اجتماعية يمينية هندوسية.
وقام حزب "RSS" بنقل مودي عام 1988 إلى حزب الشعب، الذي انتخب أميناً عاماً له عام 1998 في ولاية غوجارات، ثم في عام 2001 انتخب رئيساً للولاية، بعدها بعام وقعت أحداث شغب بين الهندوس والمسلمين في ولاية غوجارات، راح ضحيتها أكثر من ألف شخص أغلبهم من المسلمين.
وتعرض مودي للانتقاد لعدم القيام بما يكفي لوقف تلك الأحداث، لكن محكمة عدل عليا برأته من تلك التهم بعد تحقيق العام الماضي، لكنه عبر عن حزنه تجاه تلك الأحداث.
ونجح مودي في تعزيز اقتصاد غوجارات وتبنى قضايا قومية ما وفر له منصة انطلاق لقيادة "بهاراتا جاناتا" في انتخابات 2014 العامة، وسحر الجماهير بقصة حياته وحقق حزبه أكبر نصر في تاريخ الهند.
ففي انتخابات الهند عام 2014 فاز مودي وحزبه بأكبر نسبة تصويت لمرشح في العالم، ليزيح حزب المؤتمر الوطني الذي حكم الهند منذ عام 1947.
ورحبت الولايات المتحدة آنذاك بفوز مودي، مشيرة إلى أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعمل على التواصل معه عند تسلمه مسؤولياته وتشكيله الحكومة للعمل مع برلمانه على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين".
والآن يحظى مودي بشعبية هائلة، حيث بلغ عدد أتباعه على تويتر أكثر من 46 مليون شخص ما يجعله أحد أكثر قادة العالم متابعة.
واليوم وبعد الإعلان عن فوز حزبه في الانتخابات، تعهد "مودي" الخميس بمستقبل "للجميع"، فيما احتفل أنصار حزبه الشعب الهندوسي بالفوز، كتب مودي في تغريدة "معا سننمو.. ومعا سنزدهر.. ومعا سنبني الهند لتكون قوية وللجميع.. الهند تفوز مرة أخرى".
وقبل أن يصل إلى مقر الحزب وهو يرفع علامة النصر وتنهال عليه الورد، قال "الثقة التي نالها تحالفنا رائعة، وتمنحنا القوة للعمل بشكل أكبر لتحقيق تطلعات الشعب".
وعلى الرغم من أنه لم يتم نشر النتائج النهائية، أظهرت أرقام اللجنة الانتخابية فوز حزب مودي بغالبية كبيرة بحصوله على 300 مقعد ومقعدين في البرلمان المكون من 543 مقعدا.
في المقابل أظهرت الأرقام حصول حزب المؤتمر، أكبر الأحزاب المنافسة لبهارتيا جاناتا وزعيمه راهول غاندي وريث عائلة نهرو غاندي وحفيد ونجل ثلاثة رؤساء وزراء، على 51 مقعدا.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز