"ناسا" تطلق مهمة إلى الفضاء لحماية البشرية من "الكويكبات"
بدأت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مهمّة غير مسبوقة عبر إطلاق مركبة فضائية بسرعة 24 ألف كيلومتر في الساعة لتصطدم بأحد الكويكبات.
وتهدف هذه العملية إلى تغيير مسار الكويكب، ويمكن أن تتيح مثيلاتها للبشرية تفادي اصطدام أي أجسام فضائية بكوكب الأرض مستقبلاً.
وتعد هذه التجربة بمثابة أول نظام دفاع كوكبي في العالم يستهدف تغيير مسار أي كويكب في طريقه لاصطدام مدمر محتمل بالأرض.
وأطلقت على المركبة تسمية "دارت"، وهي كلمة تعني بالإنجليزية "السهم الصغير"، وقد أقلعت من كاليفورنيا محمولة على صاروخ "فالكون 9" من شركة "سبايس إكس".
وكتبت ناسا في تغريدة بعد إطلاق المركبة: "كويكب ديمورفوس، نحن قادمون إليك". وجرى بث عملية الإطلاق على الهواء مباشرة على قناة ناسا التلفزيونية.
قبل ساعات من الإقلاع، أعلنت شركة "سبايس إكس" أن الظروف المناخية مناسبة لإطلاق المركبة في الوقت المحدّد. وقال العالم في ناسا المشارك في هذه المهمّة توم ستاتلر في مؤتمر صحفي إن هذا الاختبار "سيكون تاريخيًا"، مشيرًا إلى أن "البشرية ستغيّر للمرة الأولى حركة جرم فضائي طبيعي في الفضاء".
والكويكب ديديموس هو نظام كويكب ثنائي، ما يعني أنه يحتوي على جسمين، الأكبر منه على شكل قمة دوارة ويبلغ قطرها حوالي 2600 قدم (780 مترا)، بينما يبلغ قطر الأصغر، وهو القمر "ديمورفوس"، حوالي 525 قدما (160 مترا)، وفقا لتقرير نشرته وكالة ناسا.
و"ديديموس" هو جسم قريب من الأرض، ما يعني أنه يقترب من الأرض في حدود 1.3 وحدة فلكية (120.9 مليون ميل، أو 194.5 مليون كيلومتر)، ولا يعتبر تهديدا لكوكبنا، واختاره العلماء كهدف لأنه من المتوقع أن يؤدي تحطم المركبة الفضائية في ديمورفوس إلى تحويل مدار القمر إلى مسار مختلف قليلاً حول الجسم الأكبر.
ويمكن للباحثين بعد ذلك قياس التغييرات في العلاقة المدارية بين" ديمورفوس" و"ديديموس"، ما سيساعدهم على حساب كيف يمكن لهذا التكتيك أن يحول كويكبا في مسار تصادم مع الأرض.
واكتشف علماء الفلك الكويكب في عام 2006، وأكدوا وجود القمر الذي يدور حوله في عام 2003، وسيكون ديديموس على بعد 6.8 مليون ميل (11 مليون كيلومتر) من الأرض في وقت تصادم DART مع "ديمورفوس".