ناسا تستعد لإطلاق "أقوى صواريخها" إلى القمر خلال ساعات
تستعد وكالة "ناسا" الأمريكية لإطلاق مهمة "أرتيميس 1" إلى القمر، الإثنين، باستخدام أقوى صواريخها على الإطلاق، في رحلة تستمر شهرا.
وتتم عملية الإطلاق من مركز "كينيدي" للفضاء في فلوريدا، حيث سيجري إرسال صاروخ نظام الإطلاق الفضائي، حاملا كبسولة "أوريون" ما يدشن عودة "ناسا" إلى سطح القمر.
وبات الصاروخ البرتقالي والأبيض العملاق البالغ ارتفاعه 98 متراً موجوداً منذ أسبوع في موقع الإطلاق الشهير "39B" بمركز كينيدي للفضاء.
ويتمثل هدف هذه المهمة في اختبار الصاروخ "إس إل إس" (SLS) أي "سبايس لانش سيستم" (أو "نظام الإطلاق الفضائي") في ظل الظروف الفعلية للفضاء، وكذلك الكبسولة "أوريون" المثبتة على رأسه والتي ستؤوي الطواقم البشرية مستقبلاً.
أما هذه المرة، فلن يكون فيها سوى دمى زُوّدَت أجهزة استشعار لتسجيل الاهتزازات ومستويات الإشعاع. وتتيح كاميرات موجودة في المركبة متابعة وقائع هذه الرحلة التي تستغرق في المجمل 42 يوماً. وسيقوم البرنامج بالتقاط صورة "سيلفي" ذاتية مع الأرض والقمر في الخلفية.
وتمثل عملية الإطلاق المهمة الأولى في برنامج "أرتيميس" التابع للوكالة، والذي من المتوقع أن يشهد هبوط رواد فضاء على القمر في مهمته الثالثة عام 2025.
ورغم أن "أرتيميس 1" لن يحمل رواد فضاء، ولن يهبط على القمر، فإن المهمة حاسمة لإثبات أن صاروخ "ناسا" الضخم وكبسولة الفضاء قادرانا على القيام برحلات مأهولة إلى القمر في مرحلة لاحقة.
وتأخر إطلاق "أرتيميس 1" لسنوات، حيث تجاوز البرنامج الميزانية المرصودة، إذ قدر المسؤولون في عام 2012 أن صاروخ نظام الإطلاق الفضائي سيكلف 6 مليارات دولار لتطويره، على أن يتم إطلاقه بحلول عام 2017.
ومع ذلك، لم يطلق حتى الآن، وكلف تطويره أكثر من 20 مليار دولار، وتضخمت تكلفة إطلاقه للمرة الأولى إلى 4.1 مليار دولار من 500 مليون دولار كانت مقدرة في البداية.
وتأتي عملية الإطلاق المقررة الإثنين بعد 50 عاماً على آخر رحلة أمريكية إلى القمر ضمن برنامج "أبولو". ومع أن رحلة الصاروخ الجديد لا تعدو كونها تجريبية، ولن تكون مأهولة، لكنها تكتسي أهمية رمزية كبيرة بالنسبة إلى ناسا التي تستعد لهذا الإقلاع منذ أكثر من عقد.
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية أن يجسّد هذا البرنامج مستقبلها، وأن يثبت أنها لا تزال قادرة على المنافسة في ظل طموحات جهات عدة من أبرزها الصين وشركة "سبايس إكس".
وشهدت الفنادق القريبة من قاعدة كاب كانافيرال نسبة إشغال كاملة، إذ يتوقع أن يحتشد ما بين 100 و200 ألف شخص لحضور عملية الإقلاع في الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة والثلاثين من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي.
وتتجه أنظار هواة الفضاء إلى الأحوال الجوية التي قد تشهد تقلبات في هذا الوقت من السنة. والإقلاع لا يمكن أن يحصل مثلاً إذا كان الطقس ماطراً. وخصصت نافذة زمنية تمتد أكثر من ساعتين لعملية الإقلاع، ويمكن أن ينطلق الصاروخ في أي وقت منها، وحُدد تاريخان احتياطيان بديلان في حال لم يتسنَ له ذلك هما الثاني سبتمبر/ أيلول والخامس منه.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز