متحف النسيج المصري يستضيف معرضا فنيا جديدا
معرض "وحدتها في مسلميها وأقباطها" يلقي الضوء على فنون مصر خلال العصور القبطية وما أنتجته من تراث حضاري ضخم.
"تأكيدا على وحدة النسيج المصري، ووحدة شعبه عبر التاريخ، لاسيما بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة كتفجير كنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية والتي راح ضحيتها عدد من الأقباط، وتحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير الآثار، يقيم متحف النسيج بشارع المعز معرضاً تحت عنوان "وحدتها في مسلميها وأقباطها"، وذلك في الفترة من 23/4/2017 وحتى 29/4/2017".
صرحت بذلك إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية، موضحة أن الهدف من إقامة هذا المعرض هو إلقاء الضوء على فنون مصر خلال العصور القبطية، وما أنتجته من تراث حضاري ضخم، الأمر الذي يؤكد أن مصر عاشت طيلة عصورها التاريخية حاضنة لمختلف الحضارات، ويعكس في الوقت ذاته فكرة تقبلها للأخر باختلاف دياناته ومفاهيمه وثقافته.
أما عن فعاليات المعرض فأوضحت صلاح أنها تتضمن عرض لبعض قطع النسيج أنتجت بأيدي الصناع الأقباط المسيحيين لإخوانهم المسلمين، وقطع نسيج تحمل رموزاً مسيحية في أبهى عصور المسلمين ومدى تأثير النسيج القبطي خلال العصر الإسلامي، كما يتم عرض بعض الملابس الخاصة برجال الدين، وقطعة من النسيج خاصة بالقديس بطرس الرسول، بالإضافة لعرض كسوة قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي أنتجت بأيدي الأقباط المصريين.
كما يتضمن المعرض كذلك مجموعة من المحاضرات العلمية والثقافية المتنوعة على مدار أسبوع لرجال الدين من القساوسة والمشايخ، ونخبة من أساتذة الجامعات المصرية، تهدف إلي إلقاء المزيد من الضوء على التسامح الديني والتعايش الحضاري على أرض مصر بين نسيج الأمة من أصحاب الديانات السماوية على مر العصور والأزمان، كما ستقام عدد من ورش عمل فنية لتعليم الأطفال الطباعة بعض على النسيج، وعرض لمجموعة من الأغاني الوطنية بالتعاون مع قصر ثقافة الغوري.
جدير بالذكر أن متحف النسيج يرجع أصله التاريخي إلى سبيل أنشأه "محمد علي" عام 1820م على روح ابنه إبراهيم باشا الذي توفي في السودان، وكان يحتوي الدور العلوي على مدرسة سميت مدرسة "النحاسين الأميرية"، ويعد هذا السبيل أحد أجمل عناصر العمارة الإسلامية بالقاهرة التاريخية.
يضم المتحف العديد من المقتنيات الأثرية التي جمعت من المتحف المصري، ومتحف الفن الإسلامي، ومنطقة" القرنة "فى الأقصر، ويحتوي على 250 قطعة نسيج، و 15 سجادة، ويمثل المتحف صناعة النسيج من العصر المصري القديم حتى عصر الدولة المصرية الحديثة مرورا بالعصر اليوناني الروماني، ثم العصور الإسلامية الأموية، والعباسية، والطولونية، والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، بالإضافة إلى نسيج مستورد من العديد من دول العالم مثل إيران، والعراق، واليمن .
بالمتحف العديد من القطع الأثرية الهامة أهمها "كسوة الكعبة"، والتي كانت تصنع في دار الكسوة بمنطقة "الخرنفش"، بالإضافة إلى جزء من الكسوة قد تم صنعها في عهد الملك فاروق الأول، وقطعة رائعة من الكسوة هي ستارة "باب التوبة" مستطيلة الشكل عليها زخارف نباتية، وكتابات قرآنية مطرزة بخيوط فضية بأسلوب "السيرما".