نصير شمه لـ"العين": الموسيقى قادرة على معالجة التطرف
الفنان نصير شمه يؤكد أنه بدأ مهمته سفيراً للسلام قبل تنصيبه من اليونسكو بـ20 عاماً، ويعتبر الاستماع للموسيقى الحقيقية من لحظات السلام.
قال عازف العود العراقي نصير شمه، إنه يعتبر تنصيبه سفيراً للسلام من منظمة "اليونسكو" تكليفاً ومسئولية باتجاه القضايا التي تشكل في الأساس محور اهتمامه طوال السنوات الماضية، كالتعليم والثقافة ودعم المحتاج من النازحين والأرامل والأطفال، وحفظ التراث.
وأكد شمه، أنه بدأ مهمته بالفعل قبل أن يكون سفيراً لليونسكو، لأن ما كلفته به المنظمة هو نفس مجال عمله منذ أكثر من 20 سنة، لكن اختياره سفيراً لليونسكو سيعزز من موقفه ليتحرك بقوة أكبر، فبعد أن كانت تحركاته "ودية" بحكم الحب والصداقة، أصبحت الآن رسمية.
وأوضح لبوابة "العين" الإخبارية، أنه بدأ بالفعل تلقي رسائل من مواطنين ينتمون لبلدان مختلفة منذ اللحظة الأولى لتنصيبه، يطالبونه بحل قضايا معظمها يتعلق بالآثار، حيث يحتاج المواطنون لشخص أمين يتولى أمرها خوفاً من التهريب والسرقة، وكذلك في الرياضة، وملفات أخرى، واعداً الجميع بأن جهده تجاه الملفات التي كلفته بها منظمة اليونسكو سيتضح قريباً، كما وعد ببذل اقصى جهد حتى يلبي كل الطلبات.
وقال إنه سيساعد في ملف التعليم بدءاً من العراق وحتى باقي المنطقة من خلال مشروع منهاج السلام، وهو مشروع كبير يعمل عليه بالفعل في العالم العربي، يعطي مفاهيم السلام الحقيقية لقبول الآخر، مشدداً على أن العدالة يجب أن تتحقق حتى يعم السلام، ولن تكون هناك عدالة بلا ثقافة، ولن تكون هناك ثقافة بلا تعليم، وهو ما أكد عليه في كلمته خلال تنصيبه سفيراً لليونسكو.
وعن كيفية استخدام الموسيقى في مواجهة التطرف، قال "شمه"، إن الموسيقى في حد ذاتها عبارة عن لحظات سلام، فعندما يستمع الإنسان لموسيقى حقيقية ويحبها، فهو بذلك يعيش لحظات سلام، لذلك كان يسخر كل أعماله الموسيقية في هذا الاتجاه، حيث يقدم موضوعات مرتبطة بقيم جمالية وإنسانية، متوقعاً أن تكون له نظرة أشمل بعد تنصيبه سفيراً لليونسكو.
وأعلن "شمه" أنه يسير باتجاه أن الموسيقى هي التي ستحل مشاكل كثيرة حتى النفسية منها، وقال إن هذا يتحقق من خلال خطته لانتشار "بيت العود" الذي بدأ في مصر، والآن بالأسكندرية وأبو ظبي بالإمارات والجزائر، وقريباً في دول أخرى، والهدف العام أن تكون الموسيقى جزءاً من حلول كثيرة نفسية، وأن تسهم في منع التطرف، حيث إنها قادرة على تحويل الإنسان العنيف إلى إنسان مسالم، يصعب استغلاله، فالموسيقى تسهم في تنوير المجتمع.
كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد منحت الخميس الماضي، الملحن وعازف العود العراقي نصير شمه، لقب "فنان اليونسكو للسلام" خلال حفل أقيم بمقر المنظمة في باريس.
وجاء في نص شهادة التقدير التي سلمتها إيرينا بوكوفا، مدير عام اليونسكو للفنان العراقي، إنه استحق اللقب "تقديراً لالتزامه في دعم التربية الموسيقية للشباب في العراق وغيره من الدول وجهوده التي لا تنضب من أجل نشر السلام من خلال عروضه الموسيقية والتزامه بقيم المنظمة وأهدافها العالمية".
وأوضحت "بوكوفا" خلال كلمتها "أنها المرة الأولى لليونسكو التي ينضم فيها سفير عراقي للنوايا الحسنة والسلام، وذلك لسببين أولهما موهبة نصير شمه على آلة العود، الذي ينقل لنا حضارة الآشوريين مروراً بإشبيلية والأندلس، وثانياً ما يقوم به شمه لخدمة الشباب العالمي ونشره لمدارس العود في بغداد والقاهرة وأبو ظبي ومساعدته للأطفال والمعوقين.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA=
جزيرة ام اند امز