لبنان والشرق الأوسط بدون نصر الله.. معادلة جديدة
عندما بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل تضامناً مع غزة، تصور حسن نصر الله أنه قادر على تحمل صراع حدودي مفتوح ولكنه محدود.
وذكر موقع مجلة "ذي إيكونوميست" أن قواعد الاشتباك غير المكتوبة استمرت حتى 27 يوليو/تموز الماضي، عندما أخطأ صاروخ أطلقه حزب الله، كان موجهاً إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي، هدفه وقتل 12 طفلاً في ملعب كرة قدم.
وبحلول ذلك الوقت كانت عمليات إسرائيل في غزة في طريقها إلى الانتهاء، واغتنمت حكومة بنيامين نتنياهو الفرصة لتغيير القواعد مع حزب الله.
وبعدها بثلاثة أيام اغتالت إسرائيل فؤاد شكر، القائد العسكري البارز بالحزب.
ولم تكن هذه الضربة حادثة منفردة، بل كانت مقدمة لسلسلة من الهجمات في سبتمبر/أيلول الجاري، شملت تفجير آلاف أجهزة الـ"بيجر" المفخخة وحملة من الضربات الجوية ضد ترسانة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها حزب الله.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في الاستعداد للضربة التي قتلت نصر الله قبل يومين.
عندما علم نتنياهو أن زعيم حزب الله وصل إلى مقره لحضور اجتماع، وافق على الضربة، لتكون نتيجة 18 عاماً من التخطيط.
وكانت إسرائيل قد حاولت قتل نصر الله دون جدوى أثناء الحرب في عام 2006، ثم كرست بعد ذلك قدراً كبيراً من مواردها في جمع المعلومات الاستخباراتية لاختراق حزب الله واتصالاته مع إيران.
من بين خلفاء نصر الله المحتملين نعيم قاسم، نائبه، وهاشم صفي الدين، الذي يرأس المجلس التنفيذي للجماعة. والأول هو موظف يبلغ من العمر 71 عاماً، وهو خيار غير ملهم على الإطلاق.
ويبدو صفي الدين المرشح الأكثر ترجيحا. فهو أصغر سنا من قاسم بعقد من الزمان، وهو ابن خالة نصر الله وله علاقات وثيقة مع إيران: فابنه متزوج من ابنة قاسم سليماني، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني الشهير الذي اغتيل على يد أمريكا في عام 2020.
من يتولى زمام الأمور سيواجه اللحظة الأكثر خطورة في تاريخ حزب الله الممتد لأربعة عقود، ليس لأن إسرائيل قضت على قيادته العسكرية بالكامل تقريبا، بل إن حزب الله يقف ضعيفا أمام الرأي العام اللبناني الذي يستاء من الحزب بسبب هيمنته المفرطة على السياسة.
وفي ظل هذا الوضع قد تكون هناك فرص الآن لتخفيف قبضة حزب الله على لبنان، على الرغم من أن هذا قد يثير بعض المخاوف الداخلية.
ورأت المجلة أن أحداث الأسبوعين الأخيرين قد تؤدي إلى إعادة تشكيل السياسة الأمنية الإيرانية، فعلى مدى عقود كانت طهران ترى في الجماعات المسلحة رادعا رئيسيا ضد أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي. والآن تشهد إيران ضرب أقوى هذه الجماعات.
وقد بدأ بعض الإيرانيين بالفعل في الزعم بأن بلادهم لا بد أن تبني وتختبر قنبلة نووية، فإذا فشلت وسائل الردع التقليدية فلن يبقى سوى الردع النووي.
ولقد فضل خامنئي منذ فترة طويلة البقاء عند عتبة السلاح النووي، وربما تغير الأحداث الأخيرة رأيه، وحتى إذا لم يحدث هذا فإنه يبلغ من العمر الآن 85 عاماً، ولن يكون القرار بيده دائماً.
ولكن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضع إيران في مأزق لا مخرج منه، فقد اعتمدت إيران ذات يوم على حزب الله لحماية منشآتها النووية من الهجوم؛ وإذا سارعت إلى امتلاك القنبلة النووية لأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على حزب الله، فإن هذه المنشآت سوف تتعرض للخطر.
واعتبرت المجلة أن ضرب إسرائيل حزب الله قضى على ما كان يروج له الحزب طيلة سنوات طويلة حول محور المقاومة الذي يشمل مجموعة من المجموعات المسلحة الملتزمة بمحاربة إسرائيل وأمريكا.
aXA6IDQ0LjIwMC45NC4xNTAg جزيرة ام اند امز