5 سيناريوهات ترسم مستقبل المواجهة بعد مقتل حسن نصر الله
هجمة هنا ورشقة هناك هذا هو المشهد الحالي بين حزب الله وإسرائيل، الذي لم يتغير كثيرا حتى بعد مقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب.
ويبدو أن حزب الله وإسرائيل ليس لديهما نية لوقف الهجمات المتبادلة، فالأول يواصل إطلاق صواريخه على شمال إسرائيل، والأخيرة تواصل هجماتها الجوية على لبنان.
السيناريو الأول
والوضع الحالي حيث يحافظ كل طرف على النهج المستمر منذ شهر يدفع نحو السيناريو الأول، الذي يبدو محتملا، وهو أن تتواصل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله دون الدخول في عملية عسكرية على أرض لبنان.
وتفتح النجاحات التي حققها الجيش الإسرائيلي شهية الكثير من الإسرائيليين لمواصلة الهجمات على حزب الله، ولكن دون أي تقدير بإمكانية القضاء نهائيا على الجماعة اللبنانية.
واعتبر اللواء احتياط إسرائيل زئيف في مقال نشره بالقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية تابعته "العين الإخبارية"، أن "مقتل حسن نصر الله يقرب ما تحتاجه إسرائيل حقا وهو تحرير لبنان من حزب الله".
وقال "في غضون عشرة أيام فككت هيئة الأركان العامة بأكملها، الجهاز العصبي للقيادة والسيطرة، لقد اقصت أكثر من 50% من قدراته وتركته كجسد محطم وكدمات وغارق، غير قادر على اتخاذ القرارات، وغير قادر على الرد كما يريد، هذا نجاح كبير على نطاق تاريخي".
وأضاف "كما فاجأت حماس إسرائيل والمنطقة بأسرها باستعراضها للقدرات العسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قلبت إسرائيل المعادلة وفاجأت العالم بأسره بتفكيك سريع لحزب الله خلال عشرة أيام، تحول خلالها مجد إبداع إيران إلى منظمة مشلول".
السيناريو الثاني
وتقول التقديرات في إسرائيل إن ما جرى قد يكون من شأن مواصلة الضربات لحزب الله أن يعلن استسلامه ويوافق على الانسحاب إلى شمال الليطاني ووقف الهجمات على إسرائيل، وهذا ما يقود للسيناريو الثاني الذي يبدو مستبعدا، وهو أن يوافق حزب الله على هذه الخطة ووقف الهجمات على إسرائيل في سياق اتفاق وقف إطلاق نار تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أو دون اتفاق.
إلا أن الاعتقاد السائد يقول إن حزب الله سيريد، بعد ترتيب صفوفه في غضون فترة وجيزة، الانتقام لمقتل العشرات من قادته وعلى رأسهم نصر الله، وهو ما تؤيده صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قائلة إن الخليفة المحتمل لنصر الله وهو ابن عمه هاشم صفي الدين "أكثر تطرفا".
السيناريو الثالث
ومواصلة نهج وسياسيات القادة السابقين من قادة المنظمات المسلحة هو السيناريو الثالث، وهو أن يكون حزب الله هو المبادر إلى الحرب بعد سلسلة الضربات التي تعرض الحزب لها خلال الأشهر الماضية.
وبموجب هذا السيناريو، المحتمل، فإن حزب الله سيبادر إلى ضربات صاروخية كبيرة ليس فقط على شمالي إسرائيل وإنما أيضا على مركزها خاصة تل أبيب.
وهذا دفع الجيش الإسرائيلي على ما يبدو إلى الإعلان عن تغيير ترتيبات الجبهة الداخلية اليوم السبت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي "لقد أجرينا تقييما للوضع في الساعات الأخيرة، والآن نعلن عن تحديث لإرشادات قيادة الجبهة الداخلية" وهو يقود لأن إسرائيل تعيد ترتيب أوراقها.
السيناريو الرابع
ولكن إسرائيل قد ترد على الهجمات ليس فقط بمواصلة الهجمات الجوية على لبنان وإنما أيضا بإطلاق عملية برية محدودة في جنوب لبنان وهو ما يقود إلى السيناريو الرابع.
وبموجب هذا السيناريو، المحتمل، الذي أعدت له إسرائيل بتجنيد قوات احتياط على الحدود مع لبنان فإن الجيش الإسرائيلي سينفذ عملية برية محدودة في جنوب لبنان وحتى نهر الليطاني.
وتبقى إسرائيل في المنطقة حتى يوافق حزب الله على وقف الهجمات على إسرائيل وسحب عناصره إلى شمال الليطاني.
السيناريو الخامس
ولكن إيران قد تدخل بقوة إلى الصورة بعد طول تردد وهو ما يقود إلى السيناريو الخامس.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "يجب أن نتوقع بالتأكيد محاولة إيرانية للرد بقوة، من الممكن أن يتم الرد بهجوم مباشر من إيران، وقد يتم ذلك بإرسال مليشيات شيعية وأخرى في العراق وسوريا، خلاصة القول هي أنه يجب علينا الاستعداد لاحتمال أن تبلغ إيران قادة حزب الله الذين بقوا في لبنان "سنقود الانتقام وستكونون جزءا منه".
وأضافت: "كما أنه من المعقول أن نفترض أن الإيرانيين سيحاولون مهاجمة الإسرائيليين والمنشآت المرتبطة بإسرائيل واليهود في الخارج، بالإضافة إلى تشجيع الوكلاء في العراق وسوريا واليمن على إطلاق الصواريخ الثقيلة والطائرات دون طيار المتفجرة بمعدل متزايد على إسرائيل".