«الضرر غير قابل للإصلاح».. تقديرات إسرائيلية لمستقبل حزب الله
يعتقد محللون إسرائيليون أن مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله يعتمد على خليفة حسن نصر الله وموقف إيران.
لكن على الرغم من ذلك يذهب المحللون أن الضرر الذي أصاب الحزب بعد سلسلة ضربات نالت من قيادات الصف الأول والثاني وحتى الثالث لن يكون قابلا للإصلاح في المستقبل القريب.
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه قضى على العمود الفقري لقيادة حزب الله، ومع ذلك فإنه يؤكد أن المهمة لم تنته.
وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي: "لم ينته الأمر بعد، حزب الله لديه المزيد من القدرات".
وأضاف "هناك أيام صعبة في المستقبل، لدينا المزيد من المهام التي يتعين علينا إكمالها، أولا وقبل كل شيء إعادة مختطفينا الذين تحتجزهم حماس -بوحشية- في غزة وإعادة سكان الشمال والجنوب إلى ديارهم بأمان، ولا يزال أمامنا المزيد من العمل، ونحن مصممون على إنجازه".
وأشار هاغاري إلى أن "حزب الله يعاني اضطرابات شديدة، لقد قضينا على حسن نصر الله، وهو قائد التنظيم وهو شخصية مركزية جدا، يجب أن يقال ونلاحظ أننا قمنا معه في الأسابيع الأخيرة بإزالة العمود الفقري لقيادة حزب الله".
وقال "نحن مستمرون في متابعة قادة حزب الله والقضاء عليهم وقتلهم، وسنواصل القيام بذلك خلال هذه الساعات وفي الأيام القادمة، سنواصل تصفية قادة المنظمة وكبار أعضائها".
وكتب بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "من الطبيعي أن يكون لاغتيال حسن نصر الله آثار دراماتيكية على حزب الله وإسرائيل".
وأضاف: "حزب الله هو منظمة سياسية عسكرية مع جيش من 30 ألفا إلى 50 ألف ناشط على جميع المستويات، وترسانة من الصواريخ والقذائف وصواريخ كروز والطائرات دون طيار التي لا تملكها الكثير من دول العالم".
واعتبر أنه "إلى جانب القضاء على قائد الجبهة الجنوبية علي كركي وقادة آخرين، أوقفت إسرائيل 90 في المئة من العمود الفقري للقيادة العليا والمتوسطة للمنظمة، كما أصاب هجوم الصافرة أيضا المستويات الدنيا المسؤولة عن تشغيل أنظمة الأسلحة".
واستدرك "حتى هذه الضربة القاسية لا تجعل المنظمة غير صالحة للعمل، لكنها تعطل قدرتها على العمل وإطلاق وابل كثيف من الصواريخ والقذائف والطائرات دون طيار من جميع الأنواع التي لا تزال لديها، بما في ذلك بعض الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى جميع أراضي إسرائيل، فهي دقيقة وبرأس حربي من مئات الكيلوغرامات".
وقال: "في الوقت الحالي لا يزال القادة المحليون لحزب الله في حالة صدمة، لكن يبدو أنهم يواصلون الانطلاق وفقا للأوامر التي تلقوها قبل تدمير القيادة، رأينا إطلاق النار هذا الليلة الماضية وصباح السبت. إنه غير منظم، لكن المتحدثين باسم قيادة الجبهة الداخلية يؤكدون أن أقصى درجات اليقظة مطلوبة والاستعداد لدخول المناطق المحمية لساعات".
وأضاف: "وتحلق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق سماء سهل البقاع ومنطقة بيروت للاستفادة من النيران المتفرقة وغير المنضبطة، من أجل تحديد موقع منصات الإطلاق وضربها فورا، حتى قبل أن يتم استخدامها بالكامل، حتى لو كانت تحت الأرض".
إيران وسيناريوهات الرد
وأشار بن يشاي إلى أنه "بعيدا عن المدى القريب هناك بالطبع آثار استراتيجية، إذ من المؤكد أن الإيرانيين سيشاركون لأنهم هم الذين زودوا حزب الله بترسانة الصواريخ الثقيلة والدقيقة، وهم الذين يحاولون مساعدته على عدم فقدان قدرته الاستراتيجية على ضرب إسرائيل وتقسيم جهود سلاح الجو إذا قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية".
وقال "بالنسبة للإيرانيين فإن إيذاء نصر الله يتطلب من طهران، ولو من منظور ديني طائفي، الانتقام لدمه".
وأضاف: "لذلك، يجب أن نتوقع بالتأكيد محاولة إيرانية للرد بقوة، من الممكن أن يتم الرد بهجوم مباشر من إيران، وقد يتم ذلك بإرسال مليشيات شيعية وأخرى في العراق وسوريا، خلاصة القول هي أنه يجب علينا الاستعداد لاحتمال أن تبلغ إيران قادة حزب الله الذين بقوا في لبنان "سنقود الانتقام وستكونون جزءا منه".
وتابع: "من المعقول أن نفترض أن الإيرانيين سيحاولون مهاجمة الإسرائيليين والمنشآت المرتبطة بإسرائيل واليهود في الخارج، بالإضافة إلى تشجيع الوكلاء في العراق وسوريا واليمن على إطلاق الصواريخ الثقيلة والطائرات دون طيار المتفجرة بمعدل متزايد على إسرائيل، سوف يستخدم حزب الله جهازه الإرهابي الأجنبي، الذي ربما لا يزال قائده طلال حمية على قيد الحياة".
مقتل نصر الله ومفاوضات غزة
ودخل حزب الله المواجهة مع إسرائيل بهدف معلن هو إسناد غزة والدفع باتجاه الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن كيف يمكن أن يؤثر مقتل حسن نصر الله على الوضع في غزة؟
يجيب يشاي "من الصعب تحديد ذلك في هذه المرحلة، فمن ناحية يرى يحيى السنوار ما حدث لنصر الله ويفهم أن مصيره سيكون مشابها، ويعرف أن موته لن يفعل شيئا لتعزيز أهداف حماس، التي تريد الاستمرار في البقاء في قطاع غزة".
وأضاف: "من ناحية أخرى، يثير مقتل نصر الله احتمال نشوب حرب إقليمية قد يستفيد منها السنوار، وفي هذه الحالة لن يتسرع في الموافقة على صفقة الرهائن".
واستدرك: "أجازف بتقييم أن اغتيال نصر الله سيزيد بالفعل من فرص تجديد الجهود الفعالة للتعامل مع الرهائن، وذلك أساسا لأنه يخلط الأوراق ويدفع جميع الأطراف في الحرب متعددة الجبهات إلى إعادة النظر في مواقفهم وإعادة تقييم مصالحهم. كما أنه يتعلق بالإيرانيين".
وأضاف بن يشاي: "وفي غضون ذلك، ليس هذا هو الوقت المناسب لوقف القتال أو تخفيفه من جانبنا. يجب أن نستمر في تكثيف الهجمات لبضعة أيام أخرى على الأقل حتى لا نفاجأ بلبنان وحتى نخلق بقايا رادعة في الوعي على المدى الطويل".
وأشار بن يشاي إلى أنه "في القيادة السياسية لـ«حزب الله» يعتبر رئيس مجلس الحركة هاشم صفي الدين رقم 2 بعد نصر الله، وهو أيضا ابن عمه والأكثر خبرة.
وأضاف "إذا لم يتضرر من الضاحية فمن المحتمل أن يكون الوريث، تزوج ابنه في عام 2020 من ابنة المسؤول الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية في ذلك العام، وبعبارة أخرى لديه علاقة جيدة ومطيعة مع الإيرانيين".
وبدوره كتب المحلل في الصحيفة ذاتها آفي اييسخاروف في مقال تحليلي تابعته "العين الإخبارية": "هذه خسارة غير مسبوقة لحزب الله، الذي يخسر أهم شخصية في المنظمة منذ نشأتها، وهذه خسارة غير مسبوقة لإيران، التي فقدت عميلها الأول خارج حدود إيران، وهذه ضربة كبيرة لكل التنظيمات التي رأت في نصر الله الرجل الذي نجح في إخضاع إسرائيل وتحويلها إلى بيت عنكبوت، ولا شيء أكثر من ذلك.. حتى الأمس".
وأضاف: "الوريث الذي تم تعيينه لارتداء حذاء نصر الله الكبير جدا هو هاشم صفي الدين، ابن عم نصر الله، وفي هذه المرحلة من غير المعروف ما إذا كان هاشم صفي الدين إلى جانبه وقت القصف الإسرائيلي الذي وقع أمس".
وتابع: "هناك أيضا أسماء أخرى مثل محمد يزبك وغيره، وستتمكن إيران في نهاية المطاف من تعيين بديل لحسن نصر الله، ولكن على عكس حادثة (عباس) الموسوي (الأمين العام السابق للحزب الذي قتلته إسرائيل) في عام 1992، فإن مقتل مثل هذه الشخصية الهامة والمركزية والكاريزمية سيترك فراغا كبيرا في التنظيم ولبنان".