«جثمان نصر الله» يكشف خرقا أمنيا جديدا في صفوف حزب الله؟
بدا مثيرا للدهشة قدرة إسرائيل على تأكيد مقتل قادة حزب الله حتى قبل إعلان التنظيم رسميا عن مقتلهم.
ومنذ بدء عمليات استهداف قادة الحزب في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية كانت إسرائيل تسبق بخطوة الكشف عن نتائج غاراتها.
وفي آخر حلقات مسلسل استهداف قادة الحزب تمكنت إسرائيل من قتل الأمين العام حسن نصر الله والرجل الثاني في التنظيم علي كركي الذي نجا قبل أيام من استهداف في الضاحية.
وكان من اللافت أن تؤكد إسرائيل مقتل نصر الله وكركي فيما كان الحزب يلتزم الصمت.
كيف علمت إسرائيل بمقتله؟
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن عناصر حزب الله عثروا على جثمان نصر الله وتمكنوا من تحديد هويته في وقت مبكر من يوم السبت، إلى جانب جثمان أحد كبار القادة العسكريين في حزب الله، علي كركي، وفقًا للمسؤولين.
واستشهد المسؤولون بحسب الصحيفة بمعلومات استخباراتية تم الحصول عليها من داخل لبنان، وتحدث المسؤولون الثلاثة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسألة حساسة.
ويعتقد مراقبون أن إسرائيل نجحت في اختراق الحزب أمنيا بصورة غير مسبوقة وعلى نحو عميق.
ومن المرجح أن إسرائيل اعترضت معلومة العثور على جثمان نصر الله من داخل الحزب قبل أن يتم الإعلان عن مقتله.
وكان الأمر نفسه قد تكرر حينما اغتالت إسرائيل الرجل الثاني في التنظيم فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية أيضا، وحينها أكدت إسرائيل مقتله قبل إعلان حزب الله.
سر "نجاح" جواسيس إسرائيل؟
وتقول كارميت فالنسي، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والخبيرة في شؤون الجماعات اللبنانية: "كان معظم تركيزنا منصبا على الاستعداد للمواجهة مع حزب الله. لقد أهملنا إلى حد ما الساحة الجنوبية والوضع المتطور مع حماس في غزة".
ولقد تركت سلسلة الهجمات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين حزب الله في "حالة من الذهول والصدمة"، إزاء قدرة إسرائيل على اختراق الجماعة، كما واجه صعوبة في سد الفجوات.
وانفجرت آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله في وقت واحد تقريباً في أيام متتالية في الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 37 شخصاً وإصابة نحو 3000 آخرين. وبعد فترة وجيزة، أدت غارة جوية في بيروت إلى مقتل مجموعة تضم أكثر من اثني عشر من القادة العسكريين.
ولا يزال أمن حزب الله ضعيفا، ففي يوم الثلاثاء، أدت غارة جوية إسرائيلية أخرى في جنوب بيروت إلى مقتل القائد الأعلى للصواريخ في حزب الله.
جاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريبا من "إثبات إسرائيل قدرتها على اختراق حزب الله بقتل القائد الأعلى فؤاد شكر، الذي ظل بعيدًا عن أنظار الولايات المتحدة لأربعة عقود".
ويقول أفنر جولوف، المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي يعمل الآن مع منظمة مايند إسرائيل، وهي مجموعة استشارية للأمن القومي، إن "نجاح إسرائيل ضد حزب الله مقارنة بفشلها فيما يتعلق بحماس يأتي لأن أجهزة الأمن في البلاد أفضل في الهجوم من الدفاع".
جولوف أضاف أن "جوهر عقيدة الأمن الإسرائيلية هو نقل الحرب إلى العدو، أما في غزة فكان الأمر مختلفا تماما، لقد فوجئنا، لذا كان الأمر بمثابة فشل".
ولقد راقبت إسرائيل عملية بناء ترسانة حزب الله منذ أن وقع الجانبان على هدنة في عام 2006 بعد حرب استمرت شهراً، وفي ذلك الوقت كان العديد من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة الأمل إزاء أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق ضرر كبير بحزب الله، الذي بدأ في إعادة بناء موقعه في الجنوب.