ناصر لارغيت لـ"العين الرياضية": فوز المغرب بالمونديال ممكن.. وهذا سر نجاح أكاديمية محمد السادس
كان ناصر لارغيت أحد العناصر التي أسهمت في إنجاز منتخب المغرب التاريخي بالتأهل لنصف نهائي كأس العالم 2022، رغم عدم مشاركته في المونديال.
ناصر لارغيت أسهم في تأسيس عدة نجوم تخرجوا في أكاديمية محمد السادس في المغرب، من بينهم الرباعي الذي يشارك حاليا مع "أسود الأطلس" في كأس العالم 2022، وهم الحارس أحمد رضا التكناوتي، والمدافع نايف أكرد، ولاعب الوسط عز الدين أوناحي، والمهاجم يوسف النصيري.
صاحب الـ64 عاما وُلد في المغرب، قبل أن يهاجر لفرنسا صغيرا من أجل مواصلة دراسته، وتخرج في جامعة كون قسم صيدلة وعلم الميكروبات، ليبدأ في تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية بمعهد "تيري هاركورت" بمنطقة "نورماندي" شمال فرنسا.
ولعب لارغيت مع بعض الفرق الهاوية في فرنسا، غير أن مسيرته التدريبية كانت هي الأبرز، حيث تخصّص في إدارة مراكز الناشئين التي كانت سببا رئيسيا في توهج كرة القدم الفرنسية في فترة التسعينيات، بعد حصوله على شهاداته التدريبية في فرنسا.
وفي عام 2002، تولى لارغيت الإشراف على مدرسة شبان نادي لوهافر الفرنسي التي تخرج فيها عدة نجوم مثل الفرنسي فيرلاند ميندي الظهير الأيسر لريال مدريد الإسباني، والجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، فضلا عن الفرنسي الآخر بول بوجبا لاعب يوفنتوس الإيطالي.
وبعد 6 سنوات، وتحديدا في عام 2008، عاد ناصر لارغيت للمغرب من أجل الإشراف على أكاديمية محمد السادس التي تم تدشينها من أجل النهوض بكرة القدم المغربية، قبل أن يتم تعيينه مديرا عاما لقطاعات الفئات السنية في الاتحاد المغربي لكرة القدم عام 2014.
وجدد ناصر لارغيت العهد مع كرة القدم الفرنسية عام 2019 من بوابة نادي أولمبيك مارسيليا، من خلال تولي منصب المدير الفني لقطاع الشباب بالنادي، وبعد إقالة المدرب البرتغالي فيلاش بواش، أشرف بشكل مؤقت على تدريب الفريق الأول، وقاده في 9 مباريات، حقق خلالها فوزين، بجانب 4 تعادلات و3 هزائم.
وأخيرا، تولى ناصر لارغيت في شهر مايو/أيار الماضي مهمة المدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث كُلف بتطوير منتخبات الفئات السنية، بجانب اكتشاف المواهب الشابة وتـأهيل المدربين السعوديين.
"العين الرياضية" تواصلت مع المدرب المغربي المخضرم للحديث عن سر نجاح أكاديمية محمد السادس، وإسهامها في المستويات التي قدمها منتخب المغرب في كأس العالم 2022، وكذلك حظوظ "أسود الأطلس" في المباراة المُنتظرة أمام فرنسا في نصف نهائي المونديال.
قصة نجاح أكاديمية محمد السادس
في البداية تحدث لارغيت عن سر نجاح أكاديمية محمد السادس، حيث أكد أنها أسهمت بشكل كبير في النجاحات التي حققها منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم "قطر 2022".
وقال المدير الأسبق لأكاديمية لوهافر الفرنسي: "مغامرتي مع الأكاديمية تواصلت لفترة 6 سنوات، نجحنا خلالها في القيام بعمل قوي من خلال عملية رصد المواهب الشابة والعمل على تطويرها، بهدف مساعدتها على اللعب في المستوى العالي على الصعيدين المحلي والأوروبي".
وأضاف: "عند انطلاق الأكاديمية عام 2008، قمنا بجولات عديدة في كامل أنحاء المملكة المغربية من أجل اصطياد العصافير النادرة بعد إخضاعها لجملة من الاختبارات الفنية والبدنية تحت إشراف مدربين من أصحاب المستويات العالية على غرار خالد فوهامي".
وأردف: "العمل الكبير الذي قمنا به دفع الأندية المحلية لإيلاء أهمية كبيرة للعمل في الفئات السنية، وهو ما كان له انعكاس إيجابي على كرة القدم المغربية".
وواصل: "نجحنا في إهداء كرة القدم المغربية 4 لاعبين أسهموا في الملحمة الحالية لمنتخب أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم "قطر 2022"، وهم الحارس أحمد رضا التكناوتي والمدافع نايف أكرد، ولاعب الوسط عز الدين أوناحي والمهاجم يوسف النصيري".
حظوظ منتخب المغرب ضد فرنسا
وتطرق لارغيت للحديث عن مشاركة منتخب المغرب في كأس العالم 2022، حيث أبدى ثقته في قدرة "أسود الأطلس" على تجاوز عقبة منتخب فرنسا في مباراة نصف النهائي التي تُقام مساء الأربعاء على ملعب البيت.
وقال المدير الفني الحالي للاتحاد السعودي لكرة القدم: "منتخب المغرب لديه حظوظ وافرة للفوز على فرنسا في المربع الذهبي من كأس العالم".
وتابع: "منتخب المغرب لا يلعب بالصدفة في نصف نهائي المسابقة الأقوى في العالم، حيث تفوق على بلجيكا في دور المجموعات، فضلا عن منتخب إسبانيا بطل العالم الأسبق في ثمن النهائي، وأيضا على منتخب البرتغال بطل أوروبا الأسبق في ربع النهائي".
وختم: "أعتقد أننا قادرون على تجاوز عقبة فرنسا، شريطة تقديم منتخب المغرب لنفس المستويات التي أظهرها في مبارياته السابقة".
لمسات وليد الركراكي السحرية
وفي السياق نفسه، أشاد ناصر لارغيت باللمسات السحرية للمدرب وليد الركراكي، والتي ساعدت منتخب المغرب على الظهور بشكل رائع خلال منافسات كأس العالم "قطر 2022".
وقال المدرب الأسبق لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي: "وليد الركراكي أضاف الكثير لمنتخب المغرب من خلال فسلفته القائمة على اللعب الجماعي والالتزام التكتيكي، كما نجح في خلق طريقة لعب خاصة لمنتخب المغرب سمحت له بقهر جميع منافسيه خلال نهائيات المونديال".
وأكمل: "الركراكي دفع اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم من إمكانيات بدنية وفنية بفضل قدراته الكبيرة على مستوى التحفيز وإيصال الرسائل المباشرة والمشفرة".
وواصل: "لا ننسى أيضا أن الركراكي مدرب فاز بالألقاب مع جميع الأندية التي أشرف عليها، سواء في المغرب (الفتح والوداد) أو خارجها (الدحيل)، وهو ما ساعده على دفع اللاعبين لإبداء روح انتصارية كبيرة في جميع المباريات التي لعبوها في المونديال".
وتابع: "بكل تأكيد هو الشخص المناسب في المكان المناسب، خاصة أن بصمته واضحة مع منتخب المغرب على جميع الأصعدة البدنية والفنية والتكتيكية وحتى النفسية".
الفوز بكأس العالم ممكن
من ناحية أخرى، اعتبر ناصر لارغيت أن فرص فوز منتخب المغرب بكأس العالم "قطر 2022" ممكنة، خاصة أنه أظهر مستويات رائعة في جميع المباريات التي شارك فيها في المسابقة.
وأوضح: "إثر إزاحة بطل العالم الأسبق (إسبانيا) وبطل أوروبا الأسبق (البرتغال)، أصبح منتخب المغرب مرشحا بارزا للتتويج بلقب كأس العالم".
واستطرد: "حظوظ منتخب المغرب متساوية مع باقي المنتخبات، وبالتالي ينبغي على الجميع أن يعي أن فرصة الفوز بالمونديال قائمة".
وواصل: "تجاوز عقبة منتخب فرنسا من شأنه أن يفتح الباب أمام منتخب المغرب من أجل تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجه بلقب كأس العالم قطر 2022".
نجوم منتخب المغرب في كأس العالم 2022
وفي النهاية، تحدث صاحب الـ64 عاما عن أكثر لاعب مغربي أبهره خلال نهائيات كأس العالم 2022، حيث اختار الثنائي ياسين بونو وسفيان أمرابط.
وأوضح: "شخصيا أعتقد أن حارس المرمى ياسين بونو ولاعب الوسط المدافع سفيان أمرابط هما الأفضل في صفوف منتخب المغرب في كأس العالم 2022".
وأتم: "بونو أضاف الكثير لمنتخب المغرب بفضل هدوئه والثقة التي بعثها في زملائه، كما قدم أمرابط مستويات خرافية في خط وسط الميدان".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز